العراق

في شرق بغداد .. مشروع سكني لمعالجة العشوائيات، هل سيرى النور؟

05 يوليو 2021

أعلنت الأمانة العامة لمجلس الوزراء عن مشروع حكومي لمعالجة مشكلة العشوائيات وفك الاختناق السكني في مناطق شرقي العاصمة بغداد.

وأوضح المتحدث باسم الأمانة العامة حيدر مجيد أن المشروع سيستهدف تطوير الواقع العمراني في مدينة الصدر عبر مشروع  سكني يضم 90 ألف وحدة سكنية بخدماتها الصحية والتربوية والترفيهية، لافتا في حديث لموقع (ارفع صوتك)، إلى أن المشروع بتخصيصاته المالية كان مدرجا ضمن فقرات قانون موازنة 2021 التي صوت عليها البرلمان.

وأضاف مجيد، "بعد تصويت البرلمان عليه ستتم المباشرة بالمشروع قريبا لا سيما بعد تجاوز العديد من العقبات كأختيار قطع الأراضي وتجهيزها واستملاكها".

وأكد المتحدث باسم الأمانة العامة أن المشروع سيعمل على معالجة مشكلة العشوائيات التي تنتشر في شرق العاصمة أكثر من بقية المناطق.

وسيتم إحالة المشروع عبر الاتفاقية الصينية لينفذ على مرحلتين، تتضمن الأولى إنشاء 15 أالف وحدة سكنية، والثانية ستنجز فيها باقي أجزاء المشروع الذي سيربط بشبكة طرق وجسور مع المناطق المحيطة.

قانون خاص بها

ويرجع المتحدث باسم وزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداوي انفراد مدينة الصدر بقانون سكني خاص بها، نتيجة ما تعانيه من انتشار كثيف للعشوائيات أكثر من بقية مناطق العراق، بالإضافة إلى تواجد أكبر كتلة سكانية ضمن مساحة تقدر بـ 13 كيلو متر مربع.

ويضيف الهنداوي لموقع (ارفع صوتك)، "النسبة الأكبر من مناطق التجاوز تتواجد في مدينة الصدر أكثر من بقية المناطق، أما بقية العشوائيات في العاصمة بغداد ومحافظات العراق، فان معالجتها ستتم عبر قانون آخر سبق وأن قدم إلى البرلمان ولم يتم إقراره حتى الآن.

ويصف علاء الفهد عضو معهد الإصلاح الاقتصادي، الذي يقدم خدمات استشارية للجهات الرسمية، إنشاء مجمع سكني شرق العاصمة بغداد بالبداية الصحيحة.

ويقول لموقع (ارفع صوتك)، "هذه المناطق ذات كثافة سكانية عالية ومن الصعوبة تقديم الخدمات لها، ولا بد من مشروع السكن العمودي هناك".

اما بخصوص آلية توزيع الوحدات السكنية، فيؤكد الفهد وجود دراسة في مجلس الوزراء بإشراف وزارة الإعمار والإسكان بتصنيف سكان العشوائيات حسب مستوى الدخل.

ويضيف "من يقع تحت مستوى خط الفقر والمشمولين برواتب الرعاية الاجتماعية يستلمون وحداتهم السكنية بشكل مجاني، أما الموظفين والمواطنين أصحاب الدخل المحدود فتباع لهم كل حسب مستوى دخله".

تحديات

ويرى المواطن أحمد محمد وهو من سكنة مدينة الصدر، أن التحول إلى البناء العمودي قد لا يلق ترحيبا لدى عامة سكان المنطقة بسبب طبيعتها العشائرية التي قد لا تتلائم مع التصاميم الحديثة للمشروع.

ويقول "المشروع لا بد منه كحل للكثافة السكانية في هذه المناطق والتي سببت ضغطا كبيرا على خدماتها، لكن لابد من أن يسبق بحملة تثقيفية تجاه السكن في البناء العمودي، وإلا فإن التجربة قد لا تكون مشجعة بالنسبة للعديد من مواطني هذه المناطق".

ويعاني العراق من أزمة سكن حادة، يحتاج معها إلى بناء أكثر من 3 ملايين وحدة سكنية، بحسب تقارير صادرة عن وزارة الإسكان والإعمار.

مواضيع ذات صلة:

Iranian President Pezeshkian visits Erbil
من زيارة الرئيس الإيراني لكردستان العراق- رويترز

استخدم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال زيارته الحالية إلى العراق اللهجة الكردية ليقول إن بين طهران وكردستان "علاقات جيدة"، في مؤشر واضح على تحسّن روابط بلاده مع الإقليم العراقي الذي يتمتع بحكم ذاتي واستهدفته ضربات إيرانية مرّات عدّة في السنوات الأخيرة.

فكيف تمكّن الإيرانيون وأكراد العراق من تسوية خلافاتهم؟

 

تقارب حقيقي؟

شهدت العلاقات بين جمهورية إيران الإسلامية وإقليم كردستان العراق، وهو تقليدياً حليف لواشنطن والأوروبيين في الشرق الأوسط، تحسناً ملحوظاً في الأشهر الأخيرة.

وكثرت الزيارات التي أجراها مسؤولون من الجانبين والتصريحات الإيجابية.

وحضر كلّ من رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني وابن عمّه رئيس الوزراء مسرور بارزاني جنازة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي الذي قضى مع مسؤولين بينهم وزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان في تحطّم طائرتهم في 19 مايو الماضي.

كذلك زار القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري أربيل عاصمة الإقليم في يونيو الفائت.

ولدى خروجه الأربعاء من القصر الرئاسي في بغداد حيث اجتمع بنظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، قال بزشكيان بالكردية لقناة "رووداو" المحلية الكردية "لدينا علاقات جيدة مع كردستان وسنعمل على تحسينها أكثر".

وزار نيجيرفان طهران ثلاث مرات في غضون أربعة أشهر، والتقى بارزاني المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.

يقول مدير "المركز الفرنسي لأبحاث العراق" عادل بكوان لوكالة فرانس برس: "أصبحنا حالياً في مرحلة التطبيع" في العلاقات.

ويعود ذلك بالنفع على أربيل من ناحية "حماية أمنها واستقرارها ونموها الاقتصادي، ما يجعل تطبيع العلاقات مع جمهورية إيران الإسلامية ضروريا للغاية"، بحسب بكوان.

 

لماذا قصفت طهران إقليم كردستان؟

في السنوات الأخيرة، تعثّرت العلاقات بين أربيل وطهران بسبب الخلاف حول مجموعات مسلحة من المعارضة الكردية الإيرانية تتمركز في كردستان العراق منذ ثمانينيات القرن المنصرم بعد اندلاع حرب استمرت ثماني سنوات بين العراق وإيران.

على جانبي الحدود، كان الأكراد العراقيون والإيرانيون يتكلّمون اللهجة نفسها ويتشاركون روابط عائلية.

واستمرت المجموعات الإيرانية المعارضة وغالبيتها يسارية الميول وتندّد بالتمييز الذي يعاني منه الأكراد في إيران، في جذب الفارّين من القمع السياسي في الجمهورية الإسلامية. من هذه المجموعات حزب "كومله" الكردي والحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني اللذان تعتبرهما طهران منظمتين "إرهابيتين".

وكان لهذه المجموعات مقاتلون مسلحون، إلا أنهم كانوا ينفون تنفيذ أي عمليات ضد إيران عبر الحدود.

واتّهمت طهران هذه المجموعات بتهريب أسلحة بالتسلّل إلى أراضيها انطلاقاً من العراق وبتأجيج التظاهرات التي هزت إيران في أعقاب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في 16 سبتمبر 2022 بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم امتثالها لقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

في نهاية عام 2023، وبعد ضربات عدّة نفذتها إيران في العراق، تعهدت السلطات العراقية بنزع سلاح هذه الفصائل وإخلاء قواعدها ونقلها إلى معسكرات.

وقال مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي للتلفزيون الإيراني الرسمي، الثلاثاء الماضي، إن الحكومة العراقية أغلقت 77 من قواعد هذه المجموعات قرب الحدود مع إيران ونقلت المجموعات إلى ست معسكرات في أربيل والسليمانية.

وأكّد أن استعدادات تجري لمغادرتها العراق إلى بلد ثالث.

 

ما التحديات التي لا تزال قائمة؟

في ظلّ اضطرابات جيوسياسية في الشرق الأوسط، استهدفت طهران كردستان مرّات أخرى، متهمة الإقليم بإيواء مواقع للاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (موساد).

في يناير 2024 ووسط توترات إقليمية على خلفية الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، شنّت القوات الإيرانية هجوما على مواقع في إقليم كردستان العراق، مشيرة إلى أنّها استهدفت "مقرا لجهاز الموساد". 

من جانبها، نفت الحكومة المركزية في بغداد وحكومة كردستان أن يكون "الموساد" متواجدا في الإقليم.

ويمكن كذلك قراءة التقارب الذي بدأته أربيل مع طهران في ضوء "الانسحاب" الأميركي المحتمل من العراق، بحسب عادل بكوان.

وتجري بغداد وواشنطن منذ أشهر مفاوضات بشأن التقليص التدريجي لعديد قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في العراق.

وتطالب فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران بانسحاب هذه القوات.

وقال وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي في مقابلة تلفزيونية، الأحد الماضي، إن العاصمتين توصلتا إلى تفاهم حول جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق "على مرحلتين".

وأوضح أن التفاهم يتضمّن مرحلة أولى تمتدّ من سبتمبر الجاري حتى سبتمبر 2025 وتشمل "بغداد والقواعد العسكرية للمستشارين"، يليها انسحاب "في المرحلة الثانية من سبتمبر 2025 حتى سبتمبر 2026 من كردستان العراق".

ولم تعد أربيل في السنوات الأخيرة في موقع قوة أمام الحكومة المركزية في بغداد التي تربطها بها علاقات متوترة.

يقول بكوان "كلما انسحبت الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، بالتالي من العراق بالتالي من كردستان العراق، أصبحت أربيل أضعف في مواجهة بغداد (...) المدعومة بقوة من جمهورية إيران الإسلامية" المعادية لواشنطن.