صورة عامة لمدينة النجف مركز محافظة النجف- أرشيف فرانس برس
صورة عامة لمدينة النجف مركز محافظة النجف- أرشيف فرانس برس

خاص- ارفع صوتك

تعاني محافظة النجف أزمة كبيرة في السكن، مع تزايد عدد السكان والوافدين إليها من المحافظات الجنوبية.  

وتسعى الكثير من العائلات المقيمة في مساكن مستأجرة، إلى إيجاد بدائل في أطراف المحافظة، نظراً لغلاء الإيجارات وتردّي الخدمات، بالإضافة للتهديد المستمر لهم من قبل أصحاب العقارات، بطردهم حال التلكؤ بالدفع.

يقول محمد ياسين (29 عاماً)، لـ"ارفع صوتك": "في البداية كنا لا نريد الذهاب إلى المجمعات السكنية لأنها شيدت في مناطق بعيدة عن مركز مدينة النجف، لكن الآن ومع تزايد عدد الوافدين، والتضخم السكاني الحاصل، نبحث عن أي مسكن هناك". 

ويضيف ياسين، الذي يعمل في العاصمة بغداد: "في النجف لا توجد فرص عمل كثيرة، بسبب الهجرة إليها من بقية المحافظات، كالبصرة وذي قار والمثنى والديوانية، بحثاً عن العمل". 

 

خطة حتى عام 2025

يؤكد رئيس هيئة الاستثمار في النجف ضرغام كيكو، "وجود خطة استثمارية لدى الهيئة في قطاع السكن ستقضى على أكثر 80% من أزمة السكن في المحافظة مطلع عام 2025، بإكمال أكثر من 25 ألف وحدة سكنية متكاملة الخدمات". 

ويوضح لـ"ارفع صوتك"، أن "حاجة المواطن للسكن الكريم دفعته لشراء الأراضي من أصحاب العقود الزراعية، والبناء فيها، ما أدى لظهور الكثير من التجمعات السكنية العشوائية".

وأغلب هذه التجمعات، تفتقر  إلى الخدمات، ما دفع الهيئة بإعداد ورسم خطة مستقبلية للقضاء على أزمة السكن في محافظة النجف وإنهاء ظاهرة العشوائيات، عبر منح أكثر من 20 إجازة استثمارية في القطاع السكني، من أجل إنشاء مجمعات سكنية تليق بالمواطن النجفي وتلبي احتياجاته، حسب كيكو.

ويشير إلى إنه وحتى الآن، تم إنجاز أكثر من خمس مجمعات سكنية وتسليمها إلى المستفيدين منها.

ويضيف كيكو، أن "هناك أكثر من 15 مجمعاً سكنياً تجاوزت نسب الإنجاز فيها 50%"، مبيناً "وضعنا خطة لإنشاء مجمعات تحتوي على وحدات سكنية لكافة طبقات المجتمع، من أصحاب الدخل المتوسط والمحدود، الذين سيحصلون قريباً على هذه الوحدات". 

 

تسهيلات مصرفية 

ويؤكد كيكو مفاتحة المصارف الحكومية والأهلية من أجل تسهيلات مصرفية للمواطنين، خصوصا بعد قرارات مجلس الوزراء الأخيرة بتخفيض الفائدة على القروض السكنية. 

ويقول إن "القروض ستتراوح بين 50 و100 مليون دينار عراقي، بفوائد مخفضة جداً، ستمنح للموظفين وللمواطنين بهدف الحصول على دار سكنية تليق بأبناء المحافظة، وتتناسب مع مدخولهم المادي بأقساط طويلة الأمد". 

ويلفت كيكو إلى "وجود خطة مستقبلية لخفض أسعار الوحدات السكنية الاستثمارية، ما يتناسب مع دخل الفرد والوضع الاقتصادي للبلد، لكن ليس على حساب مواصفات البناء ونوعيته".

وكل هذا "سيسهم في خفض أسعار الوحدات السكنية سواء في المجمعات الاستثمارية أو في باقي أحياء المحافظة"، وفق كيكو.

 

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

Iranian President Pezeshkian visits Erbil
من زيارة الرئيس الإيراني لكردستان العراق- رويترز

استخدم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال زيارته الحالية إلى العراق اللهجة الكردية ليقول إن بين طهران وكردستان "علاقات جيدة"، في مؤشر واضح على تحسّن روابط بلاده مع الإقليم العراقي الذي يتمتع بحكم ذاتي واستهدفته ضربات إيرانية مرّات عدّة في السنوات الأخيرة.

فكيف تمكّن الإيرانيون وأكراد العراق من تسوية خلافاتهم؟

 

تقارب حقيقي؟

شهدت العلاقات بين جمهورية إيران الإسلامية وإقليم كردستان العراق، وهو تقليدياً حليف لواشنطن والأوروبيين في الشرق الأوسط، تحسناً ملحوظاً في الأشهر الأخيرة.

وكثرت الزيارات التي أجراها مسؤولون من الجانبين والتصريحات الإيجابية.

وحضر كلّ من رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني وابن عمّه رئيس الوزراء مسرور بارزاني جنازة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي الذي قضى مع مسؤولين بينهم وزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان في تحطّم طائرتهم في 19 مايو الماضي.

كذلك زار القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري أربيل عاصمة الإقليم في يونيو الفائت.

ولدى خروجه الأربعاء من القصر الرئاسي في بغداد حيث اجتمع بنظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، قال بزشكيان بالكردية لقناة "رووداو" المحلية الكردية "لدينا علاقات جيدة مع كردستان وسنعمل على تحسينها أكثر".

وزار نيجيرفان طهران ثلاث مرات في غضون أربعة أشهر، والتقى بارزاني المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.

يقول مدير "المركز الفرنسي لأبحاث العراق" عادل بكوان لوكالة فرانس برس: "أصبحنا حالياً في مرحلة التطبيع" في العلاقات.

ويعود ذلك بالنفع على أربيل من ناحية "حماية أمنها واستقرارها ونموها الاقتصادي، ما يجعل تطبيع العلاقات مع جمهورية إيران الإسلامية ضروريا للغاية"، بحسب بكوان.

 

لماذا قصفت طهران إقليم كردستان؟

في السنوات الأخيرة، تعثّرت العلاقات بين أربيل وطهران بسبب الخلاف حول مجموعات مسلحة من المعارضة الكردية الإيرانية تتمركز في كردستان العراق منذ ثمانينيات القرن المنصرم بعد اندلاع حرب استمرت ثماني سنوات بين العراق وإيران.

على جانبي الحدود، كان الأكراد العراقيون والإيرانيون يتكلّمون اللهجة نفسها ويتشاركون روابط عائلية.

واستمرت المجموعات الإيرانية المعارضة وغالبيتها يسارية الميول وتندّد بالتمييز الذي يعاني منه الأكراد في إيران، في جذب الفارّين من القمع السياسي في الجمهورية الإسلامية. من هذه المجموعات حزب "كومله" الكردي والحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني اللذان تعتبرهما طهران منظمتين "إرهابيتين".

وكان لهذه المجموعات مقاتلون مسلحون، إلا أنهم كانوا ينفون تنفيذ أي عمليات ضد إيران عبر الحدود.

واتّهمت طهران هذه المجموعات بتهريب أسلحة بالتسلّل إلى أراضيها انطلاقاً من العراق وبتأجيج التظاهرات التي هزت إيران في أعقاب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في 16 سبتمبر 2022 بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم امتثالها لقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

في نهاية عام 2023، وبعد ضربات عدّة نفذتها إيران في العراق، تعهدت السلطات العراقية بنزع سلاح هذه الفصائل وإخلاء قواعدها ونقلها إلى معسكرات.

وقال مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي للتلفزيون الإيراني الرسمي، الثلاثاء الماضي، إن الحكومة العراقية أغلقت 77 من قواعد هذه المجموعات قرب الحدود مع إيران ونقلت المجموعات إلى ست معسكرات في أربيل والسليمانية.

وأكّد أن استعدادات تجري لمغادرتها العراق إلى بلد ثالث.

 

ما التحديات التي لا تزال قائمة؟

في ظلّ اضطرابات جيوسياسية في الشرق الأوسط، استهدفت طهران كردستان مرّات أخرى، متهمة الإقليم بإيواء مواقع للاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (موساد).

في يناير 2024 ووسط توترات إقليمية على خلفية الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، شنّت القوات الإيرانية هجوما على مواقع في إقليم كردستان العراق، مشيرة إلى أنّها استهدفت "مقرا لجهاز الموساد". 

من جانبها، نفت الحكومة المركزية في بغداد وحكومة كردستان أن يكون "الموساد" متواجدا في الإقليم.

ويمكن كذلك قراءة التقارب الذي بدأته أربيل مع طهران في ضوء "الانسحاب" الأميركي المحتمل من العراق، بحسب عادل بكوان.

وتجري بغداد وواشنطن منذ أشهر مفاوضات بشأن التقليص التدريجي لعديد قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في العراق.

وتطالب فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران بانسحاب هذه القوات.

وقال وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي في مقابلة تلفزيونية، الأحد الماضي، إن العاصمتين توصلتا إلى تفاهم حول جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق "على مرحلتين".

وأوضح أن التفاهم يتضمّن مرحلة أولى تمتدّ من سبتمبر الجاري حتى سبتمبر 2025 وتشمل "بغداد والقواعد العسكرية للمستشارين"، يليها انسحاب "في المرحلة الثانية من سبتمبر 2025 حتى سبتمبر 2026 من كردستان العراق".

ولم تعد أربيل في السنوات الأخيرة في موقع قوة أمام الحكومة المركزية في بغداد التي تربطها بها علاقات متوترة.

يقول بكوان "كلما انسحبت الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، بالتالي من العراق بالتالي من كردستان العراق، أصبحت أربيل أضعف في مواجهة بغداد (...) المدعومة بقوة من جمهورية إيران الإسلامية" المعادية لواشنطن.