مزارعون عراقيون بعد قرار خفض المساحة: "الموت يهدد أراضينا"
خاص- ارفع صوتك
بقلق وحزن شديدين، تلقى المزارعون في العراق، قرار وزارتي الزراعة والموارد المائية بتخفيض مساحات الأراضي المخصصة لزراعة المحاصيل الشتوية إلى النصف، بسبب قلة الإيرادات المائية.
وأعلن برنامج الأغذية العالمي أن قلة سقوط الأمطار والجفاف الذي عانى منه العراق خلال الموسم الماضي، هو الأول من نوعه منذ 40 عاماً.
وقال ممثل البرنامج في العراق علي رضا قريشي، إن "الجفاف أدى لانخفاض إجمالي إنتاج الحبوب في البلاد بنسبة 38%".
وبيّن أن "محافظة نينوى عانت من فشل في إنتاج المحاصيل وفقدت نحو 70% من إنتاجها لمحصول القمح وجميع إنتاجها لمحصول الشعير".
وأشار قريشي إلى أن "الاقتصاد العراقي تعرض إلى صدمات عديدة، أولها انخفاض النفط سلبا متأثرا بتداعيات كورونا، ما أثر أكثر في الأمن الغذائي للأسر في المجتمعات المحلية الفقيرة".
وعن أسباب قرار قرار تخفيض المساحة المقررة للزراعة في الموسم الشتوي إلى 50% عن العام الماضي، يقول المتحدث الرسمي باسم وزارة الزراعة د.حميد النايف، إن "اللجان المشتركة بين وزارة الزراعة ووزارة الموارد المائية وجدت أن نسبة الإيرادات المائية من الأمطار والغطاء الثلجي انحسرت في العراق بشكل كبير، لذلك عملت على إصدار القرار لتأمين حاجة البلاد المائية من خزينها المتبقي".
"وأيضاً، بهدف الحفاظ على ديمومة المياه للموسم الصيفي المقبل مع تزايد القلق من تأثر العراق بمخاطر الجفاف"، يضيف النايف.
وجاء في تقرير صادر عن الأمم المتحدة، أن العراق يفقد سنوياً 100 ألف دونم من أراضيه الزراعية بسبب التصحر، مؤكداً أن موضوع التصحر لا توجد له معالجات حقيقية حتى الآن.
"استبعاد ديالى"
ويوضح النايف لـ"ارفع صوتك": "اللجان المشتركة بين وزارة الزارعة ووزارة الموارد المائية قررت استبعاد محافظة ديالى من الخطة الزراعية المقبلة، نتيجة الانخفاض الحاد بمنسوب المياه في سد حمرين، وبسبب قلة الإيرادات المائية".
بينما وجهت اللجان بتأمين احتياجات محافظة ديالى المائية لأغراض البستنة ومياه الشرب.
ووفقاً لوزارة الزراعة، تم الاتفاق على منع الزراعة ضمن حدود الأهوار والمهارب الفيضانية في محافظات البصرة وواسط وذي قار وديالى وميسان، مؤكدة ضرورة التزام المزارعين والفلاحين بالمساحات الإروائية المقرة في الخطة الزراعية حصراً.
وفي تصريحاته للتلفزيون الرسمي، أكد وزير الموارد المائية، أن "إيران تسببت بزيادة معدلات الجفاف، عن طريق إنشائها السدود وتحويل مسار الأنهار التي تصب في الجداول والأنهار العراقية إلى أراضيها، دون أخذ مشورة الجانب العراقي أو حتى تبليغه".
وقال إن "العراق ماض برفع شكوى لدى محكمة العدل الدولية واللجوء إلى الأساليب الدبلوماسية عن طريق وزارة الخارجية، لإجبارهم على الالتزام بالمواثيق الدولية بخصوص حصة العراق من المياه".
"الموت يداهم أراضينا"
يقف سالم ذياب أمام أرضه الممتدة على مساحات شاسعة في منطقة الجوادية بمحافظة بابل، ويقول "ماذا أفعل؟" معرباً عن قلقه الشديد من القرارات الحكومية بخفض نسبة المساحات المزروعة.
ويضيف لـ"ارفع صوتك": "منذ 2003 ونحن ننتظر الحل.. ننتظر عملاً حكومياً جاداً، فلا الأحزاب الموالية لإيران تمكنت من إقناعها الجارة بأن الموت يداهم أراضينا، وعليهم مساعدتنا، ولا المنظمات الدولية ضغطت على تركيا، لمنح العراق حصصه المطلوبة من المياه".
وفي منطقة المقدادية بمحافظة ديالى، يعبر كاظم التميمي عن حزنه الشديد، من القرارات الحكومية بحق المساحات المزروعة خلال الموسم الشتوي المقبل.
ويبين لـ"ارفع صوتك" أنه "لن يقف متكوف الأيدي بينما تموت الأراضي في مدينته، التي كانت ولا تزال تلقب بمدينة البرتقال، لزراعتها مختلف أنواع البرتقال والفواكه في بساتينها".
ومن العزيزة بمحافظة واسط، يتحدث الخبير الزراعي جليل المسعودي، عن "وجود خوف شديد من اتساع ظاهرة الجفاف لتشمل مزراع الحنطة والشعير والشلب وغيرها من المزارع الشاسعة التي تغطي الحاجة المحلية".
ويدعو الحكومة، عبر "ارفع صوتك"، إلى "بذل المزيد من الجهود لإعادة حق العراق المائي المغصتب من قبل إيران، والمضي بالاتفاقيات المبرمة مع الجانب التركي، ليتم إنقاذ ما يمكن إنقاذه من المساحات الزراعية، التي يلتهمها الجفاف".
ويتابع المسعودي "أرض السواد، هذا اسم بلاد الرافدين منذ القدم، بسب تنوع الخيرات فيه، وكثرة الأنهر والموارد الطبيعية، يعاني من جفاف قد يهدد دجلة والفرات، ويخرجهما من حاضرهما إلى مقبرة أبدية".