ميناء الفاو الجديد.. أحلام عراقية بمليارات الدولارات وأهمية إقليمية
خاص- ارفع صوتك
من المؤمل ان يساهم مشروع ميناء الفاو الكبير، جنوب محافظة البصرة، باستيعاب نحو 20 ألف فرصة عمل بمجرد بلوغ مراحل إنجازه النهائية، وسط توقعات بأنه سيكون "العمود الفقري" للاقتصاد العراقي إذا اكتمل بالشكل الصحيح.
وفي أبريل الماضي، وضع رئيس وزراء الحكومة السابقة مصطفى الكاظمي، حجر الأساس، للبدء بإنشاء المرحلة الأولى من الميناء.
وحسب وزارة النقل، فإن المشروع الذي أحيل لشركة "دايو" الكورية بكلفة قدرها 2.62 مليار دولار، سيمكن للميناء معالجة ثلاثة ملايين حاوية سنويا، وتشييد خمسة أرصفة للحاويات، وحفر نفق قناة خور الزبير، وإنشاء الطريق السريع الرابط بين الميناء ومدينة أم قصر، وردم ساحة تخزين ومناولة الحاويات وحفر القناة الملاحية الداخلية، وحفر وتأثيث القناة الملاحية الخارجية.
مراحل متقدمة
وفي آخر مستجدات المشروع، يقول مدير إعلام وزارة النقل صلاح تايه لـ"ارفع صوتك"، إن "الشركة المكلفة به تعمل بوتيرة سريعة لإنجاز الطرق الداخلية لميناء الفاو".
ويضيف "بلغ الإنجاز الآن في نفق المخمور أو نفق الحرير مراحل متقدمة، بنسبة ٧٥%، وهذه الأنفاق ستربط ميناء الفاو بميناء أم قصر عن طريق الخط الدولي والخط السريع من شمال العراق إلى أقصى جنوبه".
"وهناك نسب إنجاز واضحة ومتقدمة في ميناء الفاو، الذي سيوفر 20 ألف فرصة عمل لكل الفئات الشبابية والخريجين وأصحاب المهن الحرة"، يتابع تايه.
ويشير إلى المتابعة المستمرة من الوزارة لمهندسيها المنتشرين في كل مواقع العمل.
ويبيّن تايه أن وزارة النقل والجهات المعنية، على اتصال دائم مع الشركة المنفذة، من أجل الوصول إلى تحقيق الحلم العراقي بأن يرى هذا الميناء الكبير النور سريعاً.
ويتوقع أن "تتغير خارطة النقل العالمية باكتمال ميناء الفاو"، مردفاً "سيكون من أهم موانئ الشرق الأوسط وأحدثها، لأنه سيربط الشرق بالغرب، وسيدعم موازنات العراق بمليارات الدولارات ".
أهمية "كبرى"
في ندوة تعريفية بأهمية ميناء الفاو، قال الوكيل الأقدم لوزارة الخارجية السابق محمد الحاج حمود، إنه "العمود الفقري للاقتصاد العراقي في المستقبل القريب".
وأضاف أن "المشروع سيكون البديل الوحيد للاقتصاد المحلي، إذ سيوفر عائدات كبيرة".
وتحدث حمود عن تاريخ الموانئ العراقية قائلاً "أول من فكر بإنشاء ميناء في هذه المنطقة هم البريطانيون إبان احتلال العراق، على اعتبار أن الخليج العربي مدخل إستراتيجي للمنطقة، لكنهم تركوا الفكرة وتوجهوا لإنشاء ميناء أم قصر، الذي تطور في ما بعد إلى موانئ عديدة وهي خور الزبير والمعقل وأبو فلوس".
وأوضح أن "الموانئ التي جرى إنشاؤها في المنطقة أثرت على موانئ العراق بشكل مباشر، وهي ميناء جبل علي الذي بات عالمياً، حيث اصبح النقل العالمي يمر بالدرجة الأولى عبره".
وكان الكاظمي أكد مسبقاً، أنه "سيقف ضد أي محاولة لعرقلة المضي بتحقيق الإنجاز الكامل لمشروع ميناء الفاو".
وقال إن الحكومة العراقية (السابقة) مصممة على فتح آفاق جديدة لإحياء الاقتصاد العراقي، فالعراق "لن يكون حديقة خلفية لأحد وسيحقق اقتصاده بنفسه"، وفق تعبيره.