العراق

مرضى السكري.. معاناة مع أخطاء التشخيص في العراق

14 نوفمبر 2021

أمضت إيمان هيثم (43عاماً) ستة أشهر في تركيا لإجراء بعض الفحوصات المنتظمة بعد أن كانت تعاني من بعض الأعراض المرضية التي لم يتم تشخصيها بشكل نهائي من قبل الطبيب الاستشاري الخاص بها.

تقول لموقع "ارفع صوتك" إن "السفر خارج البلاد أفضل طريقة للعلاج وأكثر أمنا، لأننا نعاني عادة من خطر التشخيص الطبي الخطأ وغير الدقيق في المستشفيات والمراكز الطبية فضلاً عن شحة الأدوية وارتفاع أسعارها".

وتضيف أنها "أجرت لاحقاً في تركيا بعض الفحوصات التي أظهرت إصابتها بمرض السكري".

وتشير إلى أن الأطباء أخبروها في البداية أن تلك الأعراض نتيجة النقص الحاصل في الفيتامينات التي يحتاجها الجسم ووصفوا لها بضع أنواعها.

وتقول إن المشكلة التي يعاني دائما منها المريض في العراق هي في اختلافات التشخيص من طبيب لآخر ومن مستشفى لغيرها.

التشخيص الخاطئ

يعاني الكثير من المرضى في البلاد من أخطاء التشخيص الطبي وخاصة في الأمراض غير السارية كالسكري.

يقول الطبيب المتخصص بأمراض الغدد والسكري علاء عبد الستار إن "الكثير من الحالات المرضية المتعلقة بداء السكري يتأخر تشخيصها لأسباب منها استغلال المريض من قبل بعض الأطباء واستنزافه مالياً من خلال تكرار مراجعته لعيادته الطبية لمرات عديدة".  

ويضيف عبد الستار أيضا أن بعض الأطباء يستبعد صغار السن من الإصابة ببعض الأمراض غير السارية كالضغط والسكري.  

ووفقا ممثل الصحة العالمية في العراق أدهم إسماعيل، فإن أكثر من 13.9 بالمئة من البالغين في العراق يعانون من مرض السكري، كما أن الكثيرين لا يعرفون أنهم مصابون بالمرض.

 ويعد مرض السكري السبب الثاني للوفيات بين مرضى كوفيد-19 في المستشفيات العراقية بعد أمراض الأوعية الدموية القلبية. وهو "ما يستدعي إلى المزيد من التوعية بمخاطر مرض السكري وكيفية الحد من آثاره"، بحسب ممثل الصحة.

لكن المشكلة بنظر الطبيب علاء عبد الستار لا تتوقف عند التوعية بمخاطر مرض السكري بقدر ارتباطها بالرعاية الصحية الأساسية، والاستشارة والعلاج في المستشفيات الحكومية.

ويقول الطبيب إن "لفشل المنظومة الصحية في البلاد وتراجع أداء المستشفيات الحكومية بسبب الإهمال والفساد وقلة الكفاءة الطبية أثر بشكل كبير على مستويات صحة الفرد العراقي".

دفع هذا الوضع الكثير من الناس الذي لديهم القدرة المالية الكافية للسفر خارج البلاد وخاصة إلى إيران وتركيا والهند للعلاج من أبسط الأمراض.

اليوم العالمي

يأتي هذا في وقت يحتفل العالم يوم  14 نوفمبر من كل عام باليوم العالمي لمرضى السكري.

وترفع منظمة الصحة العالمية، احتفالا بهذا اليوم، شعار: "إتاحة الأدوية والرعاية الخاصة لمرضى السكري".

وقالت منظمة الصحة العالمية، في بيان لها: "استغلّت منظمة الصحة العالمية، وشركاؤها فرصة الذكرى المئوية لاكتشاف الأنسولين من أجل تسليط الضوء على الهوة الشاسعة بين الأشخاص الذين يحتاجون إلى الأنسولين للسيطرة على السكري لديهم.. وبين والأشخاص الذين يحصلون حقاً عليها".

ويعود السبب الرئيسي لانتشار داء السكري إلى زيادة معدل السمنة وقلة النشاط البدني. وقد ارتفع معدل زيادة الوزن والسمنة بين الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و19 عاماً ارتفاعاً كبيراً من 4 بالمئة في عام 1975 إلى أكثر من 18 بالمئة في عام 2016.

وعلى الصعيد العالمي، زادت حالات الوفاة بسبب داء السكري بنسبة 70 بالمئة بين عامي 2000 و2019.

وأكدت المنظمة، أن السكري يشكل أحد الأسباب الرئيسية للعمى، والفشل الكلوي، والنوبات القلبية والسكتات الدماغية وبتر الأطراف السفلى. ومن بين البالغين المصابين بالسكري من النوع الثاني، فإن شخصا واحد من كل شخصين لا يعرفون انهم مصابين بمرض السكرى.

مواضيع ذات صلة:

Iranian President Pezeshkian visits Erbil
من زيارة الرئيس الإيراني لكردستان العراق- رويترز

استخدم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال زيارته الحالية إلى العراق اللهجة الكردية ليقول إن بين طهران وكردستان "علاقات جيدة"، في مؤشر واضح على تحسّن روابط بلاده مع الإقليم العراقي الذي يتمتع بحكم ذاتي واستهدفته ضربات إيرانية مرّات عدّة في السنوات الأخيرة.

فكيف تمكّن الإيرانيون وأكراد العراق من تسوية خلافاتهم؟

 

تقارب حقيقي؟

شهدت العلاقات بين جمهورية إيران الإسلامية وإقليم كردستان العراق، وهو تقليدياً حليف لواشنطن والأوروبيين في الشرق الأوسط، تحسناً ملحوظاً في الأشهر الأخيرة.

وكثرت الزيارات التي أجراها مسؤولون من الجانبين والتصريحات الإيجابية.

وحضر كلّ من رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني وابن عمّه رئيس الوزراء مسرور بارزاني جنازة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي الذي قضى مع مسؤولين بينهم وزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان في تحطّم طائرتهم في 19 مايو الماضي.

كذلك زار القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري أربيل عاصمة الإقليم في يونيو الفائت.

ولدى خروجه الأربعاء من القصر الرئاسي في بغداد حيث اجتمع بنظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، قال بزشكيان بالكردية لقناة "رووداو" المحلية الكردية "لدينا علاقات جيدة مع كردستان وسنعمل على تحسينها أكثر".

وزار نيجيرفان طهران ثلاث مرات في غضون أربعة أشهر، والتقى بارزاني المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.

يقول مدير "المركز الفرنسي لأبحاث العراق" عادل بكوان لوكالة فرانس برس: "أصبحنا حالياً في مرحلة التطبيع" في العلاقات.

ويعود ذلك بالنفع على أربيل من ناحية "حماية أمنها واستقرارها ونموها الاقتصادي، ما يجعل تطبيع العلاقات مع جمهورية إيران الإسلامية ضروريا للغاية"، بحسب بكوان.

 

لماذا قصفت طهران إقليم كردستان؟

في السنوات الأخيرة، تعثّرت العلاقات بين أربيل وطهران بسبب الخلاف حول مجموعات مسلحة من المعارضة الكردية الإيرانية تتمركز في كردستان العراق منذ ثمانينيات القرن المنصرم بعد اندلاع حرب استمرت ثماني سنوات بين العراق وإيران.

على جانبي الحدود، كان الأكراد العراقيون والإيرانيون يتكلّمون اللهجة نفسها ويتشاركون روابط عائلية.

واستمرت المجموعات الإيرانية المعارضة وغالبيتها يسارية الميول وتندّد بالتمييز الذي يعاني منه الأكراد في إيران، في جذب الفارّين من القمع السياسي في الجمهورية الإسلامية. من هذه المجموعات حزب "كومله" الكردي والحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني اللذان تعتبرهما طهران منظمتين "إرهابيتين".

وكان لهذه المجموعات مقاتلون مسلحون، إلا أنهم كانوا ينفون تنفيذ أي عمليات ضد إيران عبر الحدود.

واتّهمت طهران هذه المجموعات بتهريب أسلحة بالتسلّل إلى أراضيها انطلاقاً من العراق وبتأجيج التظاهرات التي هزت إيران في أعقاب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في 16 سبتمبر 2022 بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم امتثالها لقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

في نهاية عام 2023، وبعد ضربات عدّة نفذتها إيران في العراق، تعهدت السلطات العراقية بنزع سلاح هذه الفصائل وإخلاء قواعدها ونقلها إلى معسكرات.

وقال مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي للتلفزيون الإيراني الرسمي، الثلاثاء الماضي، إن الحكومة العراقية أغلقت 77 من قواعد هذه المجموعات قرب الحدود مع إيران ونقلت المجموعات إلى ست معسكرات في أربيل والسليمانية.

وأكّد أن استعدادات تجري لمغادرتها العراق إلى بلد ثالث.

 

ما التحديات التي لا تزال قائمة؟

في ظلّ اضطرابات جيوسياسية في الشرق الأوسط، استهدفت طهران كردستان مرّات أخرى، متهمة الإقليم بإيواء مواقع للاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (موساد).

في يناير 2024 ووسط توترات إقليمية على خلفية الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، شنّت القوات الإيرانية هجوما على مواقع في إقليم كردستان العراق، مشيرة إلى أنّها استهدفت "مقرا لجهاز الموساد". 

من جانبها، نفت الحكومة المركزية في بغداد وحكومة كردستان أن يكون "الموساد" متواجدا في الإقليم.

ويمكن كذلك قراءة التقارب الذي بدأته أربيل مع طهران في ضوء "الانسحاب" الأميركي المحتمل من العراق، بحسب عادل بكوان.

وتجري بغداد وواشنطن منذ أشهر مفاوضات بشأن التقليص التدريجي لعديد قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في العراق.

وتطالب فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران بانسحاب هذه القوات.

وقال وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي في مقابلة تلفزيونية، الأحد الماضي، إن العاصمتين توصلتا إلى تفاهم حول جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق "على مرحلتين".

وأوضح أن التفاهم يتضمّن مرحلة أولى تمتدّ من سبتمبر الجاري حتى سبتمبر 2025 وتشمل "بغداد والقواعد العسكرية للمستشارين"، يليها انسحاب "في المرحلة الثانية من سبتمبر 2025 حتى سبتمبر 2026 من كردستان العراق".

ولم تعد أربيل في السنوات الأخيرة في موقع قوة أمام الحكومة المركزية في بغداد التي تربطها بها علاقات متوترة.

يقول بكوان "كلما انسحبت الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، بالتالي من العراق بالتالي من كردستان العراق، أصبحت أربيل أضعف في مواجهة بغداد (...) المدعومة بقوة من جمهورية إيران الإسلامية" المعادية لواشنطن.