Iraqi men play Mheibis, a traditional evening game played in the Iraqi capital during Ramadan where men from rival…
تدور فكرة لعبة المحيبس أو الخاتم في التفتيش عنه والتوقع في أيدي من خبئ من بين أعضاء الفريق المنافس الذي غالباً ما تكون أعداده من 5 أشخاص فأكثر.

مع أنها تدور في الأحياء والأزقة الشعبية، إلا أن ذلك لم يمنع أن يكون للمحيبس جمهورها المتسع يوماً بعد يوم حتى بات عشاقها على موعد سنوياً معها عند إطلالة أيام شهر رمضان، حيث يعود المنقبون مجدداً للبحث عن المحيبس (الخاتم) المفقود.

وعادة ما تدور أحداث التباري أو التنافس بين الفرق المشاركة في لعبة "المحيبس" على وقع معزوفات "الجالغي البغداي" وموائد الحلويات التي تنتظر قدوم الفائزين.

يشدد هواة "المحيبس" أن اللعبة "هوية عراقية" بامتياز، وجدت في حارات بغداد القديمة وانتشرت فيما بعد إلى الكثير من الأماكن الأخرى في وسط وجنوب البلاد.

وتدور فكرة لعبة المحيبس أو الخاتم في التفتيش عنه والتوقع في أيدي من خبئ من بين أعضاء الفريق المنافس الذي غالباً ما تكون أعداده من 5 أشخاص فأكثر.

وللعبة قواعد والتزامات تُفرض على المتبارين كما لديها مصطلحات خاصة كـ"التالول"، وهو الشخص الذي يقوم بتحديد المحبس، وكذلك كلمة "طلك ومعناها "أطلق يدك"، أي افتحها عندما يتأكد التالول عدم حملها للـ"محيبس"، إضافة إلى الكلمة الشهيرة "بات"، التي تعني أن توقعك كان خاطئاً في "عظمة" (كف) من يختبئ المحبس.

إلا أن تلك اللعبة لم تعد هواية شعبية حصيرة المجالس الخاصة كما جرت عليه العادة منذ سنوات، إذ إنها ثبتت ضمن لجنة مركزية تابعة لوزارة الشباب والرياضة مؤخراً.

جاسم الأسود، رئيس اللجنة المركزية وأحد لاعبي المحيبس المعروفين، يقول إن "هنالك توسعا كبيراً في مريدي المحيبس حتى بات لدينا أكثر من 400 فريق من مختلف محافظات العراق".

ويوضح جاسم الأسود، في حديث لـ"ارفع صوتك"، أنه "سابقاً كانت أعداد الفرق وحتى عام 2003، لا تتجاوز 32 فريقا"، لافتاً إلى أن "الإقبال الكبير على اللعبة جاء نتيجة تطبيقات السوشيال ميديا التي أسهمت بشكل كبير في تحشيد الجمهور نحوها".

وأنهت اللجنة المركزية قبل يومين كافة الاستعدادات لبدء البطولة الرمضانية التي ستنطلق في 31 مارس على قاعة ملعب الشعب، وتستمر حتى اليوم الأخير من شهر رمضان.

الأسود يؤكد أن "البطولة ستكون مركزية وسيتنافس على لقبها أكثر من 50 فريقاً من كافة مدن العراق وستجري مبارياتها بواقع 3 منافسات في اليوم الواحد".

جاسم الأسود رئيس اللجنة المركزية للعبة المحيبس.

وفي الوقت ذاته، يشير الأسود إلى أن "هنالك منافسات محلية تجري في العديد من المحافظات، خصوصاً للفرق التي لم يسمح لها المشاركة في البطولة المركزية بسبب عدم القدرة الاستيعابية لضم الجميع".

وعن تاريخ اللعبة، يبين رئيس اللجنة المركزية أنه "بحسب المسموعات المتوارثة عن الآباء والأجداد أنها كانت تمارس منذ زمن العصر العباسي على الرغم من عدم وجود ما يوثق ذلك تاريخيا".

وغالباً، ما تتصدر فرق معينة المواقع المتقدمة في البطولات التي تقام ضمن لعبة المحيبس، بينها الكاظمية والطوبجي والأعظمية والفضل والكرادة في بغداد، وكربلاء، والنجف، والبصرة.

ويؤكد المهتمون باللعبة أن دورها لا يقتصر على الترفيه فحسب، وإنما لها وقع في تعزيز اللحمة الوطنية وتشبيك العلاقات الاجتماعية.

عمار مجيد رئيس فريق الأعظمية يؤشر حادثة مهمة تتعلق بجسر الأئمة الذي يربط بين الكاظمية والأعظمية الذي ظل مغلقاً خلال الحرب الأهلية التي شهدتها البلاد عام 2008.

ويبين مجيد لـ"ارفع صوتك" أنه "تم اختيار الجسر مكاناً لإقامة لعبة المحيبس بين المنطقتين ليتم على إثر ذلك الملتقى إعادة افتتاحه مجدداً من قبل القوات الأمنية بعد أن أسهم ذلك في تعزيز وحدة وتماسك أطياف الشعب العراقي".

ويتابع بالقول:" أضحى المحيبس اللعبة الثانية الأكثر جماهيرية بعد كرة القدم. ويمكن ملاحظة ذلك من خلال الحضور الذي يسجل خلال انطلاق تلك المباريات خلال شهر رمضان".

ويعكف مجيد على استكمال مؤلف بعنوان "قرن على لعبة المحيبس"، الذي يؤرخ لبدايات تلك الهواية و"الهوية البغدادية" في العراق الحديث كما يقول.

وتشكل الفراسة وفن التقاط الإشارات وتغير الملامح أهم نقاط القوة التي يرتكز عليها الباحث عن الخاتم (التالول) بين أيدي الفريق الخصم. ويشتهر العراق بأسماء لاعبين معروفين أمثال جاسم أسود، وكريم الخطاط، وخالد عليوي، وسالمين، وصلاح أبو سيف، وعبد الله بروص، وفاضل الكرادي، وسالم النقاش.

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

Iranian President Pezeshkian visits Erbil
من زيارة الرئيس الإيراني لكردستان العراق- رويترز

استخدم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال زيارته الحالية إلى العراق اللهجة الكردية ليقول إن بين طهران وكردستان "علاقات جيدة"، في مؤشر واضح على تحسّن روابط بلاده مع الإقليم العراقي الذي يتمتع بحكم ذاتي واستهدفته ضربات إيرانية مرّات عدّة في السنوات الأخيرة.

فكيف تمكّن الإيرانيون وأكراد العراق من تسوية خلافاتهم؟

 

تقارب حقيقي؟

شهدت العلاقات بين جمهورية إيران الإسلامية وإقليم كردستان العراق، وهو تقليدياً حليف لواشنطن والأوروبيين في الشرق الأوسط، تحسناً ملحوظاً في الأشهر الأخيرة.

وكثرت الزيارات التي أجراها مسؤولون من الجانبين والتصريحات الإيجابية.

وحضر كلّ من رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني وابن عمّه رئيس الوزراء مسرور بارزاني جنازة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي الذي قضى مع مسؤولين بينهم وزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان في تحطّم طائرتهم في 19 مايو الماضي.

كذلك زار القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري أربيل عاصمة الإقليم في يونيو الفائت.

ولدى خروجه الأربعاء من القصر الرئاسي في بغداد حيث اجتمع بنظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، قال بزشكيان بالكردية لقناة "رووداو" المحلية الكردية "لدينا علاقات جيدة مع كردستان وسنعمل على تحسينها أكثر".

وزار نيجيرفان طهران ثلاث مرات في غضون أربعة أشهر، والتقى بارزاني المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.

يقول مدير "المركز الفرنسي لأبحاث العراق" عادل بكوان لوكالة فرانس برس: "أصبحنا حالياً في مرحلة التطبيع" في العلاقات.

ويعود ذلك بالنفع على أربيل من ناحية "حماية أمنها واستقرارها ونموها الاقتصادي، ما يجعل تطبيع العلاقات مع جمهورية إيران الإسلامية ضروريا للغاية"، بحسب بكوان.

 

لماذا قصفت طهران إقليم كردستان؟

في السنوات الأخيرة، تعثّرت العلاقات بين أربيل وطهران بسبب الخلاف حول مجموعات مسلحة من المعارضة الكردية الإيرانية تتمركز في كردستان العراق منذ ثمانينيات القرن المنصرم بعد اندلاع حرب استمرت ثماني سنوات بين العراق وإيران.

على جانبي الحدود، كان الأكراد العراقيون والإيرانيون يتكلّمون اللهجة نفسها ويتشاركون روابط عائلية.

واستمرت المجموعات الإيرانية المعارضة وغالبيتها يسارية الميول وتندّد بالتمييز الذي يعاني منه الأكراد في إيران، في جذب الفارّين من القمع السياسي في الجمهورية الإسلامية. من هذه المجموعات حزب "كومله" الكردي والحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني اللذان تعتبرهما طهران منظمتين "إرهابيتين".

وكان لهذه المجموعات مقاتلون مسلحون، إلا أنهم كانوا ينفون تنفيذ أي عمليات ضد إيران عبر الحدود.

واتّهمت طهران هذه المجموعات بتهريب أسلحة بالتسلّل إلى أراضيها انطلاقاً من العراق وبتأجيج التظاهرات التي هزت إيران في أعقاب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في 16 سبتمبر 2022 بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم امتثالها لقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

في نهاية عام 2023، وبعد ضربات عدّة نفذتها إيران في العراق، تعهدت السلطات العراقية بنزع سلاح هذه الفصائل وإخلاء قواعدها ونقلها إلى معسكرات.

وقال مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي للتلفزيون الإيراني الرسمي، الثلاثاء الماضي، إن الحكومة العراقية أغلقت 77 من قواعد هذه المجموعات قرب الحدود مع إيران ونقلت المجموعات إلى ست معسكرات في أربيل والسليمانية.

وأكّد أن استعدادات تجري لمغادرتها العراق إلى بلد ثالث.

 

ما التحديات التي لا تزال قائمة؟

في ظلّ اضطرابات جيوسياسية في الشرق الأوسط، استهدفت طهران كردستان مرّات أخرى، متهمة الإقليم بإيواء مواقع للاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (موساد).

في يناير 2024 ووسط توترات إقليمية على خلفية الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، شنّت القوات الإيرانية هجوما على مواقع في إقليم كردستان العراق، مشيرة إلى أنّها استهدفت "مقرا لجهاز الموساد". 

من جانبها، نفت الحكومة المركزية في بغداد وحكومة كردستان أن يكون "الموساد" متواجدا في الإقليم.

ويمكن كذلك قراءة التقارب الذي بدأته أربيل مع طهران في ضوء "الانسحاب" الأميركي المحتمل من العراق، بحسب عادل بكوان.

وتجري بغداد وواشنطن منذ أشهر مفاوضات بشأن التقليص التدريجي لعديد قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في العراق.

وتطالب فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران بانسحاب هذه القوات.

وقال وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي في مقابلة تلفزيونية، الأحد الماضي، إن العاصمتين توصلتا إلى تفاهم حول جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق "على مرحلتين".

وأوضح أن التفاهم يتضمّن مرحلة أولى تمتدّ من سبتمبر الجاري حتى سبتمبر 2025 وتشمل "بغداد والقواعد العسكرية للمستشارين"، يليها انسحاب "في المرحلة الثانية من سبتمبر 2025 حتى سبتمبر 2026 من كردستان العراق".

ولم تعد أربيل في السنوات الأخيرة في موقع قوة أمام الحكومة المركزية في بغداد التي تربطها بها علاقات متوترة.

يقول بكوان "كلما انسحبت الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، بالتالي من العراق بالتالي من كردستان العراق، أصبحت أربيل أضعف في مواجهة بغداد (...) المدعومة بقوة من جمهورية إيران الإسلامية" المعادية لواشنطن.