تشمل الحملة حاليا 4 مخيمات من مخيمات النازحين الأيزيديين هي مخيمات خانكي وشاريا وكبرتو الأولى والثانية.
تشمل الحملة حاليا 4 مخيمات من مخيمات النازحين الأيزيديين هي مخيمات خانكي وشاريا وكبرتو الأولى والثانية.

تعمل منظمة "زيندا" العراقية غير الحكومية، منذ نحو 6 أشهر عبر فريق نسوي مكون من 16 نازحة أيزيدية، جاهدة من أجل توعية النازحين داخل مخيمات النزوح في محافظة دهوك في كردستان العراق، من أجل تلقي اللقاح المضاد لفيروس كورونا الذي يرفض عدد كبير من النازحين تلقيه.

وبدأت منظمة "زيندا" حملتها لتوعية النازحين وحثهم على تلقي اللقاح منذ ديسمبر الماضي بدعم من منظمة "WADI" غير الحكومية الألمانية، التي تنشط في مجال التوعية والعمل الإنساني. وتشمل الحملة حاليا 4 مخيمات من مخيمات النازحين الأيزيديين هي مخيمات خانكي وشاريا وكبرتو الأولى والثانية.

وتقول هدية إبراهيم، وهي نازحة من سنجار، تعمل كمتطوعة ضمن الفريق النسوي الخاص بتوعية النازحين لموقع "ارفع صوتك": "حبي للعمل الإنساني والتطوع من أجل مساعدة الآخرين سهل من مهمتي في توعية النازحين على تلقي اللقاح. أبذل مع أقراني في الفريق جهدا كبيرا لإقناع الرافضين للقاح وننجح يوميا في إقناع الكثيرين منهم لتلقيه وهذا يسعدنا كثيرا".

وبحسب إحصائيات حصل عليها موقع "ارفع صوتك" من الفريق الميداني لم تتجاوز نسبة الملقحين في هذه المخيمات قبل بدء حملة التوعية 20% ، لكن هذه النسبة ازدادت بعد التوعية خلال الأشهر الماضية لتصل إلى أكثر من 40%  نهاية مارس الماضي. والعدد في تزايد مستمر، حيث يتلقى العشرات يوميا اللقاح في هذه المخيمات.

ازدادت أعداد الملقحين بعد التوعية خلال الأشهر الماضية لتصل إلى أكثر من 40% في نهاية مارس الماضي.

سعدية سنجاري، نازحة من سنجار، كانت خلال الأشهر الماضية من الرافضات لتلقي اللقاح، لكنها بعد التقائها فريق التوعية غيرت قناعتها وقررت تلقيه. تقول لموقع "ارفع صوتك"، "كان لدي اعتقاد خاطئ أن اللقاح سيقتلني. لكن بعد المشاركة في التوعية التي قدمها الفريق في المخيم، تلقيت اللقاح وحاليا أحث من لم يتلق اللقاح من عائلتي وأقاربي على تلقيه لأنه مهم وينقذنا من الوباء".

وتلقت المتطوعات دورة خاصة في كيفية التعامل مع النازحين وحثهم على أخذ اللقاح قبل بدء الحملة، اعتمدن خلالها على التعليمات الصادرة من منظمة الصحة العالمية الخاصة بالوقاية من فيروس كورونا وتلقي اللقاح المضاد له.

ويجتمع الفريق في كل مخيم وبمساعدة إدارة المخيمات مع النازحين عبر زيارات إلى منازلهم، أو الالتقاء بمجاميع صغيرة منهم في موقع معين داخل المخيم تحدده إدارة المخيم للفريق. ويوزع الفريق بروشورات توعية إلى جانب إلقاء محاضرات قصيرة تحث اللاجئين على الاستجابة لدعوات تلقي اللقاح.

تلقت المتطوعات دورة خاصة في كيفية التعامل مع النازحين وحثهم على أخذ اللقاح قبل بدء الحملة.

وتؤكد الباحثة الاجتماعية في منظمة زيندا، إلهام عادل عمر، لموقع "ارفع صوتك"، أن "اختيار المنظمة نازحات متطوعات لتنفيذ المهمة كان أحد عوامل إنجاحها، لأنهن تعشن في هذه المخيمات ولديهن القدرة على التعامل بشكل أفضل مع مجتمعهن. وبالتالي تذليل كافة العوائق التي تقف في طريقهن بسهولة".

وتشير عمر إلى أن الرافضين لأخذ اللقاح يتحججون بمجموعة من الحجج كالموت بعد تلقي اللقاح أو الإصابة بالعقم أو الجلطة، وكذا التشكيك باللقاح وغيرها من الحجج.

ويشرف فريق المنظمة بشكل مباشر وميداني على سير الحملة في المخيمات. وتضيف عمر "يمثل إقناع كبار السن وبعض الشباب تحديا للفريق خلال الحملة. لكن بعد تكرار عملية التوعية والتحاور مع الرافضين ينجح الفريق في إقناعهم وبالتالي إقناع عائلاتهم، لأن غالبية الرافضين كانوا يمنعون عائلاتهم من تلقي اللقاح أيضا".

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

Iranian President Pezeshkian visits Erbil
من زيارة الرئيس الإيراني لكردستان العراق- رويترز

استخدم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال زيارته الحالية إلى العراق اللهجة الكردية ليقول إن بين طهران وكردستان "علاقات جيدة"، في مؤشر واضح على تحسّن روابط بلاده مع الإقليم العراقي الذي يتمتع بحكم ذاتي واستهدفته ضربات إيرانية مرّات عدّة في السنوات الأخيرة.

فكيف تمكّن الإيرانيون وأكراد العراق من تسوية خلافاتهم؟

 

تقارب حقيقي؟

شهدت العلاقات بين جمهورية إيران الإسلامية وإقليم كردستان العراق، وهو تقليدياً حليف لواشنطن والأوروبيين في الشرق الأوسط، تحسناً ملحوظاً في الأشهر الأخيرة.

وكثرت الزيارات التي أجراها مسؤولون من الجانبين والتصريحات الإيجابية.

وحضر كلّ من رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني وابن عمّه رئيس الوزراء مسرور بارزاني جنازة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي الذي قضى مع مسؤولين بينهم وزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان في تحطّم طائرتهم في 19 مايو الماضي.

كذلك زار القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري أربيل عاصمة الإقليم في يونيو الفائت.

ولدى خروجه الأربعاء من القصر الرئاسي في بغداد حيث اجتمع بنظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، قال بزشكيان بالكردية لقناة "رووداو" المحلية الكردية "لدينا علاقات جيدة مع كردستان وسنعمل على تحسينها أكثر".

وزار نيجيرفان طهران ثلاث مرات في غضون أربعة أشهر، والتقى بارزاني المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.

يقول مدير "المركز الفرنسي لأبحاث العراق" عادل بكوان لوكالة فرانس برس: "أصبحنا حالياً في مرحلة التطبيع" في العلاقات.

ويعود ذلك بالنفع على أربيل من ناحية "حماية أمنها واستقرارها ونموها الاقتصادي، ما يجعل تطبيع العلاقات مع جمهورية إيران الإسلامية ضروريا للغاية"، بحسب بكوان.

 

لماذا قصفت طهران إقليم كردستان؟

في السنوات الأخيرة، تعثّرت العلاقات بين أربيل وطهران بسبب الخلاف حول مجموعات مسلحة من المعارضة الكردية الإيرانية تتمركز في كردستان العراق منذ ثمانينيات القرن المنصرم بعد اندلاع حرب استمرت ثماني سنوات بين العراق وإيران.

على جانبي الحدود، كان الأكراد العراقيون والإيرانيون يتكلّمون اللهجة نفسها ويتشاركون روابط عائلية.

واستمرت المجموعات الإيرانية المعارضة وغالبيتها يسارية الميول وتندّد بالتمييز الذي يعاني منه الأكراد في إيران، في جذب الفارّين من القمع السياسي في الجمهورية الإسلامية. من هذه المجموعات حزب "كومله" الكردي والحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني اللذان تعتبرهما طهران منظمتين "إرهابيتين".

وكان لهذه المجموعات مقاتلون مسلحون، إلا أنهم كانوا ينفون تنفيذ أي عمليات ضد إيران عبر الحدود.

واتّهمت طهران هذه المجموعات بتهريب أسلحة بالتسلّل إلى أراضيها انطلاقاً من العراق وبتأجيج التظاهرات التي هزت إيران في أعقاب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في 16 سبتمبر 2022 بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم امتثالها لقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

في نهاية عام 2023، وبعد ضربات عدّة نفذتها إيران في العراق، تعهدت السلطات العراقية بنزع سلاح هذه الفصائل وإخلاء قواعدها ونقلها إلى معسكرات.

وقال مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي للتلفزيون الإيراني الرسمي، الثلاثاء الماضي، إن الحكومة العراقية أغلقت 77 من قواعد هذه المجموعات قرب الحدود مع إيران ونقلت المجموعات إلى ست معسكرات في أربيل والسليمانية.

وأكّد أن استعدادات تجري لمغادرتها العراق إلى بلد ثالث.

 

ما التحديات التي لا تزال قائمة؟

في ظلّ اضطرابات جيوسياسية في الشرق الأوسط، استهدفت طهران كردستان مرّات أخرى، متهمة الإقليم بإيواء مواقع للاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (موساد).

في يناير 2024 ووسط توترات إقليمية على خلفية الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، شنّت القوات الإيرانية هجوما على مواقع في إقليم كردستان العراق، مشيرة إلى أنّها استهدفت "مقرا لجهاز الموساد". 

من جانبها، نفت الحكومة المركزية في بغداد وحكومة كردستان أن يكون "الموساد" متواجدا في الإقليم.

ويمكن كذلك قراءة التقارب الذي بدأته أربيل مع طهران في ضوء "الانسحاب" الأميركي المحتمل من العراق، بحسب عادل بكوان.

وتجري بغداد وواشنطن منذ أشهر مفاوضات بشأن التقليص التدريجي لعديد قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في العراق.

وتطالب فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران بانسحاب هذه القوات.

وقال وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي في مقابلة تلفزيونية، الأحد الماضي، إن العاصمتين توصلتا إلى تفاهم حول جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق "على مرحلتين".

وأوضح أن التفاهم يتضمّن مرحلة أولى تمتدّ من سبتمبر الجاري حتى سبتمبر 2025 وتشمل "بغداد والقواعد العسكرية للمستشارين"، يليها انسحاب "في المرحلة الثانية من سبتمبر 2025 حتى سبتمبر 2026 من كردستان العراق".

ولم تعد أربيل في السنوات الأخيرة في موقع قوة أمام الحكومة المركزية في بغداد التي تربطها بها علاقات متوترة.

يقول بكوان "كلما انسحبت الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، بالتالي من العراق بالتالي من كردستان العراق، أصبحت أربيل أضعف في مواجهة بغداد (...) المدعومة بقوة من جمهورية إيران الإسلامية" المعادية لواشنطن.