المهندس الأسترالي روبرت بيثر، محكوم بالسجن مدة 5 سنوات في العراق
المهندس الأسترالي روبرت بيثر، محكوم بالسجن مدة 5 سنوات في العراق

نقلا عن موقع الحرة

تجري جهود دبلوماسية رفيعة المستوى لتأمين إطلاق سراح مهندس أسترالي معتقل في العراق منذ العام الماضي، وفقا لما أوردته خدمة البث العامة الإيرلندية.

وقالت في تقرير موسع على موقعها الإلكتروني إن الجهود الدبلوماسية تأتي بعد أن قالت هيئة تابعة للأمم المتحدة مؤخرا إن استمرار احتجاز روبرت بيثر وزميله المصري الجنسية خالد رضوان يعد أمرا تعسفيا وطالبت بالإفراج الفوري عنهما.

ونقل التقرير عن ديسري زوجة بيثر، الذي كان يقيم مع عائلته في إيرلندا، إن الحالة الصحية لزوجها تتدهور يوما بعد يوم خلال اعتقاله في أحد السجون ببغداد.

وذكرت ديسري أن زوجها يشعر بالدوار بشكل متكرر وتظهر عليه علامات على الإصابة بسرطان الجلد، مبينة أنه "فقد بالفعل ما يقرب من 40 كيلوغراما من وزنه".

وتم القبض على بيثر، الذي كان يعمل في شركة هندسية مقرها دبي مكلفة ببناء مقر جديد للبنك المركزي العراقي، في العراق في أبريل 2021، بعد حوالي أسبوع من دخوله البلاد.

وفي أغسطس الماضي، حُكم عليه وعلى رفيقه المصري بالسجن لمدة خمس سنوات ودفع غرامة قدرها 12 مليون دولار بتهم تتعلق بالاحتيال.

ووصف بيتر غريفين، وهو محام يعمل دون مقابل لتأمين إطلاق سراحهما، القضية بأنها "اختطاف برعاية الدولة".

وقال إن الفريق العامل التابع للأمم المتحدة والمعني بالاحتجاز التعسفي، ومقره جنيف، حقق في القضية وأحالها إلى المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالتعذيب.

وأضاف غريفين أن "الفريق وجد ما لا يقل عن 13 انتهاكا منفصلا للإعلان العالمي لحقوق الإنسان" في قضية بيثر.

وأشار أيضا إلى أن "نتائج التحقيق تمنح جهودا دبلوماسية للحكومات الأسترالية والمصرية والأيرلندية دفعة جديدة من الأمل، من خلال القدرة على إجراء محادثات مع نظرائهم العراقيين".

ورفض غريفين الخوض في الكثير من التفاصيل حول ما يحدث وراء الكواليس، لكنه أشاد بالجهود الدبلوماسية لأيرلندا وأستراليا ومصر.

وروبرت بيثر مواطن أسترالي، لكنه يعيش في إيرلندا وجميع أطفاله الثلاثة يحملون الجنسية الإيرلندية، حيث يؤكد التقرير أن وزارة الشؤون الخارجية الإيرلندية تعمل على مساعدتهم لإطلاق سراح والدهم.

وأشار التقرير إلى أن السفارة العراقية في لندن لم ترد على الاستفسارات التي أرسلت لهم بشأن القضية.

ونقل التقرير عن متحدث باسم وزارة الخارجية الأسترالية القول إن حكومتهم تدافع باستمرار عن بيثر وقد "قدمت ما لا يقل عن 96 احتجاجا للحكومة العراقية، بما في ذلك على أعلى مستوى".

وأضاف أن "بيثر يعد أولوية قصوى لسفارتنا في بغداد حيث يتركز الكثير من عملنا على قضيته".

وقال إنه "بينما أبدت الحكومة الأسترالية احترامها للنظام القضائي العراقي، إلا أن المنازعات التجارية يجب أن تتم بين كيانات اعتبارية وليس بين أفراد".

وفي أغسطس الماضي قالت متحدثة باسم وزارة الشؤون الخارجية والتجارة الأسترالية لموقع "الحرة" في تصريح أرسل عبر البريد الإلكتروني إن "بيثر أدين بالاحتيال في محكمة عراقية وحكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات وغرامة مشتركة قدرها 12 مليون دولار أميركي".

وأضافت أن الوزارة "قدمت احتجاجات متكررة إلى الحكومة العراقية بشأن قضية بيثر، بما في ذلك طلب توضيح طبيعة التهم المتعلقة بنزاع تجاري".

وأشارت إلى أن "وزيرة الخارجية تحدثت إلى نظيرها العراقي للدفاع عن قضية بيثر بأقوى العبارات"، لكنها أكدت في الوقت ذاته أن الحكومة الأسترالية غير قادرة على "التدخل في الإجراءات القضائية للحكومات الأخرى".

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

Iranian President Pezeshkian visits Erbil
من زيارة الرئيس الإيراني لكردستان العراق- رويترز

استخدم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال زيارته الحالية إلى العراق اللهجة الكردية ليقول إن بين طهران وكردستان "علاقات جيدة"، في مؤشر واضح على تحسّن روابط بلاده مع الإقليم العراقي الذي يتمتع بحكم ذاتي واستهدفته ضربات إيرانية مرّات عدّة في السنوات الأخيرة.

فكيف تمكّن الإيرانيون وأكراد العراق من تسوية خلافاتهم؟

 

تقارب حقيقي؟

شهدت العلاقات بين جمهورية إيران الإسلامية وإقليم كردستان العراق، وهو تقليدياً حليف لواشنطن والأوروبيين في الشرق الأوسط، تحسناً ملحوظاً في الأشهر الأخيرة.

وكثرت الزيارات التي أجراها مسؤولون من الجانبين والتصريحات الإيجابية.

وحضر كلّ من رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني وابن عمّه رئيس الوزراء مسرور بارزاني جنازة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي الذي قضى مع مسؤولين بينهم وزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان في تحطّم طائرتهم في 19 مايو الماضي.

كذلك زار القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري أربيل عاصمة الإقليم في يونيو الفائت.

ولدى خروجه الأربعاء من القصر الرئاسي في بغداد حيث اجتمع بنظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، قال بزشكيان بالكردية لقناة "رووداو" المحلية الكردية "لدينا علاقات جيدة مع كردستان وسنعمل على تحسينها أكثر".

وزار نيجيرفان طهران ثلاث مرات في غضون أربعة أشهر، والتقى بارزاني المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.

يقول مدير "المركز الفرنسي لأبحاث العراق" عادل بكوان لوكالة فرانس برس: "أصبحنا حالياً في مرحلة التطبيع" في العلاقات.

ويعود ذلك بالنفع على أربيل من ناحية "حماية أمنها واستقرارها ونموها الاقتصادي، ما يجعل تطبيع العلاقات مع جمهورية إيران الإسلامية ضروريا للغاية"، بحسب بكوان.

 

لماذا قصفت طهران إقليم كردستان؟

في السنوات الأخيرة، تعثّرت العلاقات بين أربيل وطهران بسبب الخلاف حول مجموعات مسلحة من المعارضة الكردية الإيرانية تتمركز في كردستان العراق منذ ثمانينيات القرن المنصرم بعد اندلاع حرب استمرت ثماني سنوات بين العراق وإيران.

على جانبي الحدود، كان الأكراد العراقيون والإيرانيون يتكلّمون اللهجة نفسها ويتشاركون روابط عائلية.

واستمرت المجموعات الإيرانية المعارضة وغالبيتها يسارية الميول وتندّد بالتمييز الذي يعاني منه الأكراد في إيران، في جذب الفارّين من القمع السياسي في الجمهورية الإسلامية. من هذه المجموعات حزب "كومله" الكردي والحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني اللذان تعتبرهما طهران منظمتين "إرهابيتين".

وكان لهذه المجموعات مقاتلون مسلحون، إلا أنهم كانوا ينفون تنفيذ أي عمليات ضد إيران عبر الحدود.

واتّهمت طهران هذه المجموعات بتهريب أسلحة بالتسلّل إلى أراضيها انطلاقاً من العراق وبتأجيج التظاهرات التي هزت إيران في أعقاب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في 16 سبتمبر 2022 بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم امتثالها لقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

في نهاية عام 2023، وبعد ضربات عدّة نفذتها إيران في العراق، تعهدت السلطات العراقية بنزع سلاح هذه الفصائل وإخلاء قواعدها ونقلها إلى معسكرات.

وقال مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي للتلفزيون الإيراني الرسمي، الثلاثاء الماضي، إن الحكومة العراقية أغلقت 77 من قواعد هذه المجموعات قرب الحدود مع إيران ونقلت المجموعات إلى ست معسكرات في أربيل والسليمانية.

وأكّد أن استعدادات تجري لمغادرتها العراق إلى بلد ثالث.

 

ما التحديات التي لا تزال قائمة؟

في ظلّ اضطرابات جيوسياسية في الشرق الأوسط، استهدفت طهران كردستان مرّات أخرى، متهمة الإقليم بإيواء مواقع للاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (موساد).

في يناير 2024 ووسط توترات إقليمية على خلفية الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، شنّت القوات الإيرانية هجوما على مواقع في إقليم كردستان العراق، مشيرة إلى أنّها استهدفت "مقرا لجهاز الموساد". 

من جانبها، نفت الحكومة المركزية في بغداد وحكومة كردستان أن يكون "الموساد" متواجدا في الإقليم.

ويمكن كذلك قراءة التقارب الذي بدأته أربيل مع طهران في ضوء "الانسحاب" الأميركي المحتمل من العراق، بحسب عادل بكوان.

وتجري بغداد وواشنطن منذ أشهر مفاوضات بشأن التقليص التدريجي لعديد قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في العراق.

وتطالب فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران بانسحاب هذه القوات.

وقال وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي في مقابلة تلفزيونية، الأحد الماضي، إن العاصمتين توصلتا إلى تفاهم حول جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق "على مرحلتين".

وأوضح أن التفاهم يتضمّن مرحلة أولى تمتدّ من سبتمبر الجاري حتى سبتمبر 2025 وتشمل "بغداد والقواعد العسكرية للمستشارين"، يليها انسحاب "في المرحلة الثانية من سبتمبر 2025 حتى سبتمبر 2026 من كردستان العراق".

ولم تعد أربيل في السنوات الأخيرة في موقع قوة أمام الحكومة المركزية في بغداد التي تربطها بها علاقات متوترة.

يقول بكوان "كلما انسحبت الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، بالتالي من العراق بالتالي من كردستان العراق، أصبحت أربيل أضعف في مواجهة بغداد (...) المدعومة بقوة من جمهورية إيران الإسلامية" المعادية لواشنطن.