مرضى سنجار "مهددون بالموت" في الطريق إلى العلاج
يضطر المرضى وعائلاتهم في سنجار شمال العراق، للذهاب إلى مستشفيات محافظتي الموصل ودهوك لتلقي العلاج والحصول على الدواء، بسبب افتقار مدينتهم لغالبية الخدمات الصحية التي يحتاجونها.
ورغم مرور نحو سبعة أعوام على تحرير سنجار من تنظيم داعش، إلا أن القطاع الصحي في القضاء كغيره من القطاعات الأخرى خاصة الخدمية، يعاني من جملة مشاكل، نتيجة غياب الإعمار، حيث الدمار في كل مكان.
وفي ناحية سنوني التابعة لسنجار، ترافق الشابة ليلى شنگالي والدتها عدة مرات شهريا، أثناء رحلتها لتلقي العلاج في مستشفيات دهوك، التي تبعد أكثر من ساعتين ونصف عن سنجار.
تقول لـ"ارفع صوتك"، إن غالبية المرضى في سنجار ورغم معاناتهم وضعفهم جسدياً بسبب المرض، يتحملون عناء السفر من أجل الوصول إلى المستشفيات في الموصل ودهوك.
كما أنهم معرّضون لمخاطر الطريق، الذي ما زال مدمراً بفعل سيطرة داعش سنة 2014، حسب ليلى.
وتوضح: "تعاني والدتي من الانزلاق الغضروفي في ظهرها، بالإضافة لمشاكل في عينيها، ولا يوجد أطباء لمعالجتها في سنجار وأطرافها، لذلك نتوجه خلال الشهر عدة مرات إلى دهوك أو إلى الموصل؛ لمراجعة الطبيب والحصول على الأدوية التي تحتاجها، والعلاج خارج سنجار مكلف مادياً لنا ولغيرنا".
وتعرض مستشفى سنجار العام للقصف خلال سيطرة تنظيم داعش على المدينة عام 2014، وكذلك المراكز الصحية المنتشرة في المدينة وأطرافها هي الأخرى تعرضت للدمار.
كما يعاني المستشفى والمراكز الصحية من نقص في أطباء الاختصاص وكذلك الأجهزة الطبية، لذلك لا تجرى العمليات الجراحية الكبرى داخل سنجار وينقل المرضى إلى الموصل أو دهوك لإجراء العمليات الجراحية.
"وفاة مرضى"
بدوره، يؤكد مدير منظمة "سنرايز" غير الحكومية في سنجار، نايف صبري، لـ"ارفع صوتك"، أن "القطاع الصحي يشهد أوضاعا صعبة، فالعديد من البلدات والمجمعات التابعة لسنجار ما زالت خالية من المراكز الصحية، كما تفتقر المستشفيات والمراكز الصحية الموجودة للكوادر الطبية".
ويقول إن هذه المشاكل "تتعمق أكثر لدى الأهالي الذين لا يمكنهم تحمّل التكاليف الباهظة للعلاج، فالأسعار خارج سنجار تضاف لها مصاريف التنقل أو المبيت في بعض الأحيان".
ويطالب صبري الحكومة العراقية بدعم القطاع الصحي في سنجار وإعادة تأهيله وتأمين كافة الخدمات الصحية، التي يحتاجها المواطنون الذين لم ينفضوا بعد عن كاهلهم غبار النزوح والإبادة الجماعية، حسب تعبيره.
في السياق نفسه، حاول "ارفع صوتك" الحصول على تصريح من المديرية العامة لصحة محافظة نينوى، لكن لم نتلق أي رد.
وفي دائرة صحة قضاء سنجار، كشف طبيب تحفظ على اسمه، لـ"ارفع صوتك"، أن "ما بين 2-3 مرضى وأكثر أحياناً يتوفون شهرياً، وهؤلاء الذين يتم تحويلهم للعلاج أو إجراء العمليات الجراحية في الموصل، خاصة حالات الولادة ومرضى القلب، لأنهم لا يتحملون طول الطريق وعناء السفر".
ويؤكد حاجة سنجار لمستشفى، لأن مبنى المستشفى العام القائم حالياً "لم يتم إعماره بعد الدمار الذي لحق به، وحاليا يتخذ كادر المستشفى من مبنى صغير الحجم موقعا بديلا لهم، وكذلك الأقسام الأخرى تتواجد في مبان متهالكة تفتقر للخدمات".
"ولا يمتلك قسم الطوارئ أية أجهزة كما لا يوجد أخصائيون، في مقدمتهم أطباء الأمراض القلبية والباطنية والنسائية والتوليد والعيون والجملة العصبية والأشعة والسونار والتخدير، ولا تجرى أي عمليات قيصرية داخل المستشفى، أما الأطباء الجراحون فهم ثلاثة فقط"، وفق الطبيب.
ويشير إلى "دائرة الصحة وإدارة مستشفى سنجار العام تطالبان بشكل مستمر بتزويدهما بالأطباء والأجهزة لكن دون جدوى".
ويعزو الطبيب سبب ذلك إلى "الأزمة الاقتصادية والمالية التي يعانيها العراق"، لافتاً إلى أن الأطباء في الموصل يرفضون المجيء لسنجار بحجة أوضاعها الأمنية غير المستقرة.