العراق

العراق يدرس رفع الإجراءات الوقائية من فيروس كورونا

ارفع صوتك
07 مايو 2022

تدرس وزارة الصحة العراقية إجراءات جديدة، من شأنها رفع القيود الوقائية المخففة التي تتعلق بجائحة كورونا، بعد انخفاض كبير في معدلات الإصابة والوفيات، وصل مستويات صفرية خلال الأيام الماضية.

يقول مدير الصحة العامة رياض عبد الأمير في تصريح لـ"ارفع صوتك"، إن "هنالك دراسة لرفع القيود الوقائية  الخاصة بقيود كورونا التي مازالت سارية للآن، بينها طبيعة الدوام في المدارس ومؤسسات الدولة والأماكن الأخرى من كالمطاعم والمقاهي".

ويشير إلى أن العمل قائم لدراسة الإجراءات الوقائية السارية في البلاد، وتقديمها لاحقاً إلى اللجنة العليا للصحة والسلامة بغية اتخاذ موقف بشأنها.

وخلال الأشهر الثلاثة الماضية، سجل العراق انخفاضاً كبيراً في معدلات الإصابة بفيروس كورونا وأعداد الوفيات التي لامست الصفر يوم  الاثنين الماضي، وفق تقديرات رسمية.

وكان المجمع الفقهي، وهو أعلى سلطة دينية لدى السنّة في البلاد، قرر في 10 مارس الماضي، إلغاء إجراءات التباعد الاجتماعي في المساجد.

وعلل قراره، حسب وثيقة "فتوى بشأن إلغاء التباعد بين المصلين في المساجد"، بأن "الحياة بدأت تعود إلى طبيعتها، ورفعت أكثر الاحترازات بصورة تدريجية، بتوصية من ذوي الاختصاص والجهات المعنية".

وحتى أمس الجمعة،  تم تسجيل 72 حالة إصابة في عموم البلاد بينها حالة وفاة واحدة، بارتفاع طفيف عن اليوم الذي سبقه، الذي انتهى عند 46 حالة إصابة.

 

الأسباب

يقول عبد الأدهم ميثم، وهو عضو فريق الإعلام الطبي في وزارة الصحة: "من المعروف طبياً أن الفيروس تضعف شدته ومديات خطورته كلما تكاثرت متحوراته، بما يهيئ للنظر اليوم في رفع القيود الوقائية الخاصة بكورونا".

ويوضح لـ"ارفع صوتك": "دراسة إلغاء القيود المخففة بشان الجائحة، استندت إلى  ارتفاع مستويات التشافي من الفايروس وانخفاض أعداد الرقود من الحالات الخطرة في المستشفيات العراقية، التي تسجل انخفاضاً كبيراً منذ شهور".

"كما أن اللقاحات المضادة للوباء أسهمت بشكل كبير في إيقاف أعراضه الخطيرة والحد من انتشاره"، يتابع ميثم.

وحسب لجنة الصحة والسلامة العليا، بلغ عدد الملقحين في العراق أكثر من 10 ملايين نسمة من مجموع مواطنيه البالغ عددهم أكثر من 41 مليوناً.

وأقرَّ العراق استخدام أربعة أنواع من اللقاحات، ثلاثة اعتمدت رسمياً ومُنحت تطعيماتها فعلياً، وهي فيزر- بيونتيك، وسينوفارم، وأسترازينيكا، فيما ظل سبوتنبك الروسي مُقراً دون استيراده.

وكان حصل على لقاحاته عبر الهبات السياسية من الصين والولايات المتحدة الأميركية، ثم اتجه إلى التعاقدات الشرائية المباشرة مع بكين، أو مع مناشئ اللقاحات عبر واشنطن ومنظمة الصحة العالمية ضمن مبادرتي "كوفاكس" و"غافي" في المرحلة المبكرة، بعد ترخيص التطعيمات عالمياً.

 

"تحسّن التعليم"

وسجل العراق منذ بداية جائحة كورونا في مارس 2020، أكثر من مليونين و300 حالة إصابة بينها أكثر من 25 ألف حالة وفاة.

كما فرضت السلطات الصحية العراقية منذ إعلان تفشي الوباء، العديد من الإجراءات والقيود الوقائية، ابتدأت بحظر جزئي من ثم تقييد كلي مع إجراءات صارمة، ألزمت المواطنين بارتداء الكمامات والقفازات عند مغادرة منازلهم.

وفي 7 مارس الماضي، قررت اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية، تقليص إجراءات الوقاية، بإعادة الدوام في جامعات البلاد، وإلغاء المطالبة بإظهار فحص سلبي للوافدين والمغادرين.

وقبل ذلك بنحو شهر بدأت دول عربية برفع القيود والتدابير الاحترازية التي تعنى بوباء كورونا من بينها تونس وسلطنة عمان والإمارات وقطر والبحرين والكويت.

وكانت من جملة الاجراءات التي اتخذها العراق: تقليص الدوام في المؤسسات الحكومية والجامعات والمدارس والتحول بشكل جزئي نحو التعليم الإلكتروني حتى وقت قريب.

شاكر العامري، مدير ثانوية الوزيرية في العاصمة بغداد، يقول لـ"ارفع صوتك"، إن مؤشرات الوضع الصحي بين طلبة المدارس على وجه الخصوص تطمئن بشكل كبير مع ندرة الإصابات المسجلة بالوباء.

ويرى أن "رفع آخر القيود سيسهم بشكل كبير في تحسن مستويات التعليم  الذي سجل تراجعاً ملحوظاً مع بداية انتشار الجائحة وما فرض من قيود من تقليص الدوام في المدارس والجامعات".

وعاش العراق أربع موجات من جائحة كورونا، كان أشدها فتكاً في أعراض الإصابة وعدد الوفيات، متحور "دلتا"، الذي سجلت أول حالاته 15 من يوليو 2021.

وفي الـ28 من الشهر ذاته، سجّل العراق أعلى معدل إصابات بفيروس كورونا منذ بدء الجائحة، بواقع 13 ألفا و515 حالة.

وفيما يخص عدد الوفيات، كانت أعلى حصيلة منذ بدء انتشار كورونا 2021، بواقع 87 حالة، متجاوزة الحصيلة الأعلى التي سجلت في 22 من يوليو 2020، التي بغلت 81 حالة وفاة.

وكان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدرسو أدهانوم غيبرييسوس، حذر مطلع مارس الماضي، من إعلان بعض الدول الانتصار على كورونا، كون الفايروس ما زال يشكل "خطراً".

وفي 9 مارس الماضي، جدد غيبرييسوس تحذيره، عقب رفع العديد من الدول الإجراءات الوقائية، مؤكداً أن وباء كورونا "لم ينته بعد".

ارفع صوتك

مواضيع ذات صلة:

Iranian President Pezeshkian visits Erbil
من زيارة الرئيس الإيراني لكردستان العراق- رويترز

استخدم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال زيارته الحالية إلى العراق اللهجة الكردية ليقول إن بين طهران وكردستان "علاقات جيدة"، في مؤشر واضح على تحسّن روابط بلاده مع الإقليم العراقي الذي يتمتع بحكم ذاتي واستهدفته ضربات إيرانية مرّات عدّة في السنوات الأخيرة.

فكيف تمكّن الإيرانيون وأكراد العراق من تسوية خلافاتهم؟

 

تقارب حقيقي؟

شهدت العلاقات بين جمهورية إيران الإسلامية وإقليم كردستان العراق، وهو تقليدياً حليف لواشنطن والأوروبيين في الشرق الأوسط، تحسناً ملحوظاً في الأشهر الأخيرة.

وكثرت الزيارات التي أجراها مسؤولون من الجانبين والتصريحات الإيجابية.

وحضر كلّ من رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني وابن عمّه رئيس الوزراء مسرور بارزاني جنازة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي الذي قضى مع مسؤولين بينهم وزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان في تحطّم طائرتهم في 19 مايو الماضي.

كذلك زار القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري أربيل عاصمة الإقليم في يونيو الفائت.

ولدى خروجه الأربعاء من القصر الرئاسي في بغداد حيث اجتمع بنظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، قال بزشكيان بالكردية لقناة "رووداو" المحلية الكردية "لدينا علاقات جيدة مع كردستان وسنعمل على تحسينها أكثر".

وزار نيجيرفان طهران ثلاث مرات في غضون أربعة أشهر، والتقى بارزاني المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.

يقول مدير "المركز الفرنسي لأبحاث العراق" عادل بكوان لوكالة فرانس برس: "أصبحنا حالياً في مرحلة التطبيع" في العلاقات.

ويعود ذلك بالنفع على أربيل من ناحية "حماية أمنها واستقرارها ونموها الاقتصادي، ما يجعل تطبيع العلاقات مع جمهورية إيران الإسلامية ضروريا للغاية"، بحسب بكوان.

 

لماذا قصفت طهران إقليم كردستان؟

في السنوات الأخيرة، تعثّرت العلاقات بين أربيل وطهران بسبب الخلاف حول مجموعات مسلحة من المعارضة الكردية الإيرانية تتمركز في كردستان العراق منذ ثمانينيات القرن المنصرم بعد اندلاع حرب استمرت ثماني سنوات بين العراق وإيران.

على جانبي الحدود، كان الأكراد العراقيون والإيرانيون يتكلّمون اللهجة نفسها ويتشاركون روابط عائلية.

واستمرت المجموعات الإيرانية المعارضة وغالبيتها يسارية الميول وتندّد بالتمييز الذي يعاني منه الأكراد في إيران، في جذب الفارّين من القمع السياسي في الجمهورية الإسلامية. من هذه المجموعات حزب "كومله" الكردي والحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني اللذان تعتبرهما طهران منظمتين "إرهابيتين".

وكان لهذه المجموعات مقاتلون مسلحون، إلا أنهم كانوا ينفون تنفيذ أي عمليات ضد إيران عبر الحدود.

واتّهمت طهران هذه المجموعات بتهريب أسلحة بالتسلّل إلى أراضيها انطلاقاً من العراق وبتأجيج التظاهرات التي هزت إيران في أعقاب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في 16 سبتمبر 2022 بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم امتثالها لقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

في نهاية عام 2023، وبعد ضربات عدّة نفذتها إيران في العراق، تعهدت السلطات العراقية بنزع سلاح هذه الفصائل وإخلاء قواعدها ونقلها إلى معسكرات.

وقال مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي للتلفزيون الإيراني الرسمي، الثلاثاء الماضي، إن الحكومة العراقية أغلقت 77 من قواعد هذه المجموعات قرب الحدود مع إيران ونقلت المجموعات إلى ست معسكرات في أربيل والسليمانية.

وأكّد أن استعدادات تجري لمغادرتها العراق إلى بلد ثالث.

 

ما التحديات التي لا تزال قائمة؟

في ظلّ اضطرابات جيوسياسية في الشرق الأوسط، استهدفت طهران كردستان مرّات أخرى، متهمة الإقليم بإيواء مواقع للاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (موساد).

في يناير 2024 ووسط توترات إقليمية على خلفية الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، شنّت القوات الإيرانية هجوما على مواقع في إقليم كردستان العراق، مشيرة إلى أنّها استهدفت "مقرا لجهاز الموساد". 

من جانبها، نفت الحكومة المركزية في بغداد وحكومة كردستان أن يكون "الموساد" متواجدا في الإقليم.

ويمكن كذلك قراءة التقارب الذي بدأته أربيل مع طهران في ضوء "الانسحاب" الأميركي المحتمل من العراق، بحسب عادل بكوان.

وتجري بغداد وواشنطن منذ أشهر مفاوضات بشأن التقليص التدريجي لعديد قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في العراق.

وتطالب فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران بانسحاب هذه القوات.

وقال وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي في مقابلة تلفزيونية، الأحد الماضي، إن العاصمتين توصلتا إلى تفاهم حول جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق "على مرحلتين".

وأوضح أن التفاهم يتضمّن مرحلة أولى تمتدّ من سبتمبر الجاري حتى سبتمبر 2025 وتشمل "بغداد والقواعد العسكرية للمستشارين"، يليها انسحاب "في المرحلة الثانية من سبتمبر 2025 حتى سبتمبر 2026 من كردستان العراق".

ولم تعد أربيل في السنوات الأخيرة في موقع قوة أمام الحكومة المركزية في بغداد التي تربطها بها علاقات متوترة.

يقول بكوان "كلما انسحبت الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، بالتالي من العراق بالتالي من كردستان العراق، أصبحت أربيل أضعف في مواجهة بغداد (...) المدعومة بقوة من جمهورية إيران الإسلامية" المعادية لواشنطن.