العراق يدرس رفع الإجراءات الوقائية من فيروس كورونا
تدرس وزارة الصحة العراقية إجراءات جديدة، من شأنها رفع القيود الوقائية المخففة التي تتعلق بجائحة كورونا، بعد انخفاض كبير في معدلات الإصابة والوفيات، وصل مستويات صفرية خلال الأيام الماضية.
يقول مدير الصحة العامة رياض عبد الأمير في تصريح لـ"ارفع صوتك"، إن "هنالك دراسة لرفع القيود الوقائية الخاصة بقيود كورونا التي مازالت سارية للآن، بينها طبيعة الدوام في المدارس ومؤسسات الدولة والأماكن الأخرى من كالمطاعم والمقاهي".
ويشير إلى أن العمل قائم لدراسة الإجراءات الوقائية السارية في البلاد، وتقديمها لاحقاً إلى اللجنة العليا للصحة والسلامة بغية اتخاذ موقف بشأنها.
وخلال الأشهر الثلاثة الماضية، سجل العراق انخفاضاً كبيراً في معدلات الإصابة بفيروس كورونا وأعداد الوفيات التي لامست الصفر يوم الاثنين الماضي، وفق تقديرات رسمية.
وكان المجمع الفقهي، وهو أعلى سلطة دينية لدى السنّة في البلاد، قرر في 10 مارس الماضي، إلغاء إجراءات التباعد الاجتماعي في المساجد.
وعلل قراره، حسب وثيقة "فتوى بشأن إلغاء التباعد بين المصلين في المساجد"، بأن "الحياة بدأت تعود إلى طبيعتها، ورفعت أكثر الاحترازات بصورة تدريجية، بتوصية من ذوي الاختصاص والجهات المعنية".
وحتى أمس الجمعة، تم تسجيل 72 حالة إصابة في عموم البلاد بينها حالة وفاة واحدة، بارتفاع طفيف عن اليوم الذي سبقه، الذي انتهى عند 46 حالة إصابة.
الأسباب
يقول عبد الأدهم ميثم، وهو عضو فريق الإعلام الطبي في وزارة الصحة: "من المعروف طبياً أن الفيروس تضعف شدته ومديات خطورته كلما تكاثرت متحوراته، بما يهيئ للنظر اليوم في رفع القيود الوقائية الخاصة بكورونا".
ويوضح لـ"ارفع صوتك": "دراسة إلغاء القيود المخففة بشان الجائحة، استندت إلى ارتفاع مستويات التشافي من الفايروس وانخفاض أعداد الرقود من الحالات الخطرة في المستشفيات العراقية، التي تسجل انخفاضاً كبيراً منذ شهور".
"كما أن اللقاحات المضادة للوباء أسهمت بشكل كبير في إيقاف أعراضه الخطيرة والحد من انتشاره"، يتابع ميثم.
وحسب لجنة الصحة والسلامة العليا، بلغ عدد الملقحين في العراق أكثر من 10 ملايين نسمة من مجموع مواطنيه البالغ عددهم أكثر من 41 مليوناً.
وأقرَّ العراق استخدام أربعة أنواع من اللقاحات، ثلاثة اعتمدت رسمياً ومُنحت تطعيماتها فعلياً، وهي فيزر- بيونتيك، وسينوفارم، وأسترازينيكا، فيما ظل سبوتنبك الروسي مُقراً دون استيراده.
وكان حصل على لقاحاته عبر الهبات السياسية من الصين والولايات المتحدة الأميركية، ثم اتجه إلى التعاقدات الشرائية المباشرة مع بكين، أو مع مناشئ اللقاحات عبر واشنطن ومنظمة الصحة العالمية ضمن مبادرتي "كوفاكس" و"غافي" في المرحلة المبكرة، بعد ترخيص التطعيمات عالمياً.
"تحسّن التعليم"
وسجل العراق منذ بداية جائحة كورونا في مارس 2020، أكثر من مليونين و300 حالة إصابة بينها أكثر من 25 ألف حالة وفاة.
كما فرضت السلطات الصحية العراقية منذ إعلان تفشي الوباء، العديد من الإجراءات والقيود الوقائية، ابتدأت بحظر جزئي من ثم تقييد كلي مع إجراءات صارمة، ألزمت المواطنين بارتداء الكمامات والقفازات عند مغادرة منازلهم.
وفي 7 مارس الماضي، قررت اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية، تقليص إجراءات الوقاية، بإعادة الدوام في جامعات البلاد، وإلغاء المطالبة بإظهار فحص سلبي للوافدين والمغادرين.
وقبل ذلك بنحو شهر بدأت دول عربية برفع القيود والتدابير الاحترازية التي تعنى بوباء كورونا من بينها تونس وسلطنة عمان والإمارات وقطر والبحرين والكويت.
وكانت من جملة الاجراءات التي اتخذها العراق: تقليص الدوام في المؤسسات الحكومية والجامعات والمدارس والتحول بشكل جزئي نحو التعليم الإلكتروني حتى وقت قريب.
شاكر العامري، مدير ثانوية الوزيرية في العاصمة بغداد، يقول لـ"ارفع صوتك"، إن مؤشرات الوضع الصحي بين طلبة المدارس على وجه الخصوص تطمئن بشكل كبير مع ندرة الإصابات المسجلة بالوباء.
ويرى أن "رفع آخر القيود سيسهم بشكل كبير في تحسن مستويات التعليم الذي سجل تراجعاً ملحوظاً مع بداية انتشار الجائحة وما فرض من قيود من تقليص الدوام في المدارس والجامعات".
وعاش العراق أربع موجات من جائحة كورونا، كان أشدها فتكاً في أعراض الإصابة وعدد الوفيات، متحور "دلتا"، الذي سجلت أول حالاته 15 من يوليو 2021.
وفي الـ28 من الشهر ذاته، سجّل العراق أعلى معدل إصابات بفيروس كورونا منذ بدء الجائحة، بواقع 13 ألفا و515 حالة.
وفيما يخص عدد الوفيات، كانت أعلى حصيلة منذ بدء انتشار كورونا 2021، بواقع 87 حالة، متجاوزة الحصيلة الأعلى التي سجلت في 22 من يوليو 2020، التي بغلت 81 حالة وفاة.
وكان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدرسو أدهانوم غيبرييسوس، حذر مطلع مارس الماضي، من إعلان بعض الدول الانتصار على كورونا، كون الفايروس ما زال يشكل "خطراً".
وفي 9 مارس الماضي، جدد غيبرييسوس تحذيره، عقب رفع العديد من الدول الإجراءات الوقائية، مؤكداً أن وباء كورونا "لم ينته بعد".