من أعمال صفاء السراي، أحد أبرز قتلى الاحتجاجات العراقية (انتفاضة تشرين) عام 2019- تويتر
من أعمال صفاء السراي، أحد أبرز قتلى الاحتجاجات العراقية (انتفاضة تشرين) عام 2019- تويتر

ُيُنعى الشاعر بشعره، وهل أكثر من ذلك يطلبه رجل وهب حياته كلها للشعر؟ وهل أفضل من ذلك تكريم؟

هذا ما فكرت به، أمام سيل من القصائد والمقاطع الشعرية التي كتبها مظفر النوّاب، واختارها المئات في وداعه عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

 

وبين كل قصيدة وأخرى، ذاكرة هنا وذكريات هناك، من أدباء وإعلاميين وسياسيين أيضاً، عاصروا النوّاب أو التقوا به، تفصح عن إحدى جوانب حياته.

كما نعاه شباب ناصر ثورة تشرين العراقية أو شارك بها، خصوصاً لارتباط إحدى أيقوناتها، بهاء السراي، باسم مظفر النواب، فأي شخص عرف السراي أو سمع به، يعرف أنه تأثر بشكل شديد بالنوّاب.

وفي الرثاء واستذكار القصائد، بالفصحى أو العامية، قومية كانت أو وطنية، بموضوعات سياسية أو عشقيّة، هناك غضب أيضاً،  تجاه ما آل إليه العراق خلال السنوات الماضية.

وما عاصره النوّاب في شبابه، لم تطوه الأيام، ليعيشه جيل آخر، أرهقه غياب الاستقرار الأمني وضعف الاقتصاد والقتل والملاحقة على خلفية التعبير عن الرأي أو نقد الفساد ودور المليشيات في العملية السياسية.

لذلك، عبّر العشرات من العراقيين، عن رفضهم أو تقبلهم حتى، كلمات النعي والرثاء من قبل المتنفذين والمسؤولين السياسيين، كما دعا بعضهم لأن تكون جنازة النوّاب غير رسمية، بل شعبية "ثورية" على حد تعبير أحدهم، تناسب في المقام الأول كل ما قاله النوّاب في نقد الحكومات والساسة.

ووفق ما نشرت وكالة الأنباء العراقية الرسمية، حدد الاتحاد العام للأدباء والكتاب، في العراق، موعد تشييع جثمان النواب.

وسيتم التشييع في مقر الاتحاد، السبت، الساعة العاشرة صباحاً بتوقيت بغداد، "بحضور وطني رسمي وثقافي وأدبي رفيع المستوى"، وفق بيان الاتحاد.

 

وليس العراقيون فقط من تذكر النوّاب، فحضوره وتأثيره كان عابراً للحدود، خصوصاً أنه عاش في المنفى والمهجر أكثر من نصف حياته، وشعره قابل للاستعارة في أي مكان يشهد ظلماً وقمعاً سياسياً، وفي أي زمان أيضاً.

 

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

وسائل إعلام محلية وبرلمانيون يتحدثون أن موظفين في مكتب السوداني قُبض عليهم بتهم التجسس على مسؤولين كبار- أرشيفية
وسائل إعلام محلية وبرلمانيون يتحدثون أن موظفين في مكتب السوداني قُبض عليهم بتهم التجسس على مسؤولين كبار- أرشيفية

رفض مستشار سياسي لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني اتهامات ترددت في الآونة الأخيرة بأن موظفين في مكتب رئيس الوزراء تجسسوا وتنصتوا على مسؤولين كبار وسياسيين.

ومنذ أواخر أغسطس، تتحدث وسائل إعلام محلية وبرلمانيون عراقيون عن أن موظفين في مكتب السوداني قُبض عليهم بتهم التجسس على مسؤولين كبار.

وقال المستشار فادي الشمري في مقابلة مع إحدى جهات البث العراقية أذيعت في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة "هذه كذبة مضخمة"، وهو النفي الأكثر صراحة من عضو كبير في فريق رئيس الوزراء.

وأضاف أن الاتهامات تهدف إلى التأثير سلبا على السوداني قبل الانتخابات البرلمانية المتوقع إجراؤها العام المقبل.

وتابع "كل ما حدث خلال الأسبوعين الأخيرين هو مجرد تضخم إعلامي يخالف الواقع والحقيقة".

وأثارت التقارير قلقا في العراق الذي يشهد فترة من الاستقرار النسبي منذ تولي السوداني السلطة في أواخر عام 2022 في إطار اتفاق بين الفصائل الحاكمة أنهى جمودا سياسيا استمر عاما.

وقال الشمري إنه تم إلقاء القبض على شخص في مكتب رئيس الوزراء في أغسطس، إلا أن الأمر لا علاقة له علاقة بالتجسس أو التنصت.

وأضاف أن ذلك الموظف اعتقل بعد اتصاله بأعضاء في البرلمان وسياسيين آخرين منتحلا صفة شخص آخر.

وأردف "تحدث مع نواب مستخدما أرقاما مختلفة وأسماء وهمية وطلب منهم عددا من الملفات المختلفة". ولم يخض الشمري في تفاصيل.

وتابع "لم يكن هناك تجسس ولا تنصت".