ذكرت وكالة "شفق نيوز" العراقية، الخميس، صدور مذكرة قبض بحق النائب السابق السياسي جوزيف صليوا بتهمة "الإساءة إلى أهالي مدينة الموصل ودين الإسلام".
وقال المصدر الأمني للوكالة المهتمة بالشأن الكردي، إن "مذكرة قبض صدرت بحق جوزيف صليوا بناء على شكوى قضائية بحقه تقدم بها أحد نواب محافظة نينوى على خلفية إساءة صليوا لسكان مدينة الموصل والإسلام في تعليق له في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك".
وفي حديث آخر لنفس الوكالة المحلية، نفى صليوا وجود أي قصد بالإساءة لأهالي مدينة الموصل، في تعليقه المثير للجدل.
وقال، رداً على رفع النائبة عن محافظة نينوى، بسمة بسيم، دعوى قضائية ضده: "من لم يقدم منجزات لشعبه يجب ألّا يكون بطلاً برأس جوزيف صليوا".
وأضاف صليوا "أنا لم أقل إن كل سكان الموصل (دواعش) إنما قلت بأن داعش انطلق من الموصل ولا يزال هناك بعض الفكر الداعشي" لدى بعض سكان المدينة.
"أما فيما يخص التعايش السلمي فهو كذبة تتاجر بها بعض المنظمات المحلية والدولية للحصول على منح من السفارات" قال صليوا، متسائلاً "مع من يكون التعايش إذا لم يعد إلى الموصل سوى 50 أسرة مسيحية فقط؟"، تابع صليوا.
وذكرت بسيم عبر صفحتها الرسمية في فيسبوك: "قمنا ومن خلال أحد محامي الموصل بإقامة دعوى قضائية بحق المدعو جوزيف صليوا على خلفية الإساءة الواردة في تعليقه المرفق بحق الإسلام والمسلمين وأهل الموصل خصوصاً".
جاء هذا بعد أن كتب صليوا في تعليق على أحد المنشورات في فيسبوك: "جامع النبي يونس يجب المطالبة بتحويله إلى متحف، ففيه آثار آشورية وكنيس يهودي وكنيسة للمسيحيين ومن ثم جامع، يعني هذا الموقع لجميع مكونات الشعب العراقي بكل تسمياتهم وإبقائه لمجموعة بعينها دون الآخرين هذا يعني غزو باسم دين معين والغزوات ولى زمنها".
وأضاف "الموصل.. وما أدراك ما الموصل! الدعشنة وفكرهم الخبيث متأصل فيها منذ ظهور داعش الأول أي زمن الغزوات الإسلامية التي يجملونها ويسمونها بالفتوحات! ماذا فتحوا لا أعلم حقيقة، وما زال هذا الفكر الإرهابي الخبيث وسرطان الإنسانية مستمر، إذا لم يتم القضاء عليه سوف تبقى الموصل المصدرة له للمنطقة برمتها".
ردود فعل
أغضب تعليق صليوا، الكثير من مسلمين والمسيحيين من نينوى ومحافظات عراقية أخرى.
من جهته، استنكر مسؤول كنائس الموصل للسريان الكاثوليك، في بيان رسمي لمجلس أسر وعوائل الموصل طالب فيه كلا من المسؤولين والقانونيين والحقوقيين وذوي الشأن بملاحقة النائب قانونياً لسعيه إلى "إثارة النعرات الطائفية" وفق تعبيره.
موقف الأب رائد عادل كلو يمثل النموذج الحضاري والوطني للمسيحيين العراقيين والموصليين منهم بشكل خاص، والرد المناسب على المزاعم غير المقبولة للنائب السابق جوزيف صليوا.#الموصل وأهلها يبقون قلب #العراق النابض، ورمز التعايش والعلاقات الانسانية، والحس الوطني العالي. pic.twitter.com/MEsbYjJgwd
— Jamal Al Dhari جمال الضاري (@AldhariJamal) June 9, 2022
وشجب اتحاد الصحافيين العراقيين في نينوى التصريحات "المسيئة" حسب تعبيره، قائلا إنها "ذات قصد مؤدلج يراد منه تشويه صورة الطيف المتآخي لقوميات نينوى وأديانها ومذاهبها".
واستنكر محافظ نينوى نجم الجبوري، عبر بيان، تعليق صليوا، قائلاً إنه "يستهدف إحداث شرخ بين أبناء الموصل وأطلاقه الاتهامات جزافاً بحقهم ووصفهم بالإرهاب والتعميم بشكل مطلق رغم ما عانوه والتضحيات الجسام التي قدمها أبناء الوطن من شماله الى جنوبه لتحرير أرضها الطاهرة".
وحذر الجبوري "أن مثل هذه التصريحات غير المسؤولة لها انعكاسات سلبية على جهود دعم الاستقرار وطي صفحة الإرهاب الداعشي المتطرف والمتشدد ومحاسبة مثل هذه المواقف المتعصبة والتي تسيء إلى تاريخ وعمق وجذور الموصل وأبنائها الأصلاء لما تحمله من رمزية كبيرة والمحافظة على السلم الأهلي في العراق بشكل عام".
جامع النبي يونس
يُعتبر جامع النبي يونس من المساجد التاريخية والأثرية في العراق، ويقع يقع على السفح الغربي من تل التوبة، أو تل النبي يونس في مدينة الموصل.
ويعود بناؤه إلى القرن الثامن قبل الميلاد، ويقال إنه المكان الذي دفن فيه النبي يونس بن متى، لذا كان يجذب الحجاج من مختلف أنحاء العالم، حيث يعتبرون المرور والصلاة بالجامع من المناسك المكملة للحج في الديانة المسيحية.
ووفقاً لمصادر تاريخية، فإن التنقيب تحت مرقد النبي يونس اكتشف قصراً مطموراً كان مكاناً لإقامة ملوك آشوريين راحلين وقاعدة للجيوش الآشورية يعود تاريخها إلى القرن السابع قبل الميلاد على الأقل.
وفي 24 يوليو 2014 قام تنظيم داعش بتفجير الجامع ضمن حملة تهديم المساجد التي تتضمن أضرحة، وكذلك طرد معظم السكان المسيحيين الذين كانوا يعيشون بالقرب منه.