الصدر "سيحاسب ورثة المقاعد" وأتباعه يعلنون الجاهزية
"بداية لتصفية المواقف ومحاسبة لورثة المقاعد النيابية"، بهذه الكلمات يعلق المحلل السياسي علي الكاتب، على بيان صالح العراقي الملقب بـ"وزير القائد"، الذي نشره الجمعة، في حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويضيف لـ"ارفع صوتك"، أن "انسحاب الصدر وكما توهم البعض في قراءته على أنه تخل وفشل وتسليم، لم يكن إلا بمثابة تهيئة لأمر أوسع رفضاً وأكثر تأليباً للخصوم، من خلال دفعهم إلى مواجهة الشارع الاحتجاجي وخصوصا من أنصاره وجهاً لوجه".
من جهته، يقول المحلل السياسي عبد الأمير المجر: "ليس هنالك إرادة شعبية في تغيير المعادل السياسي الذي حكم العراق منذ عام 2003 فحسب، إنما هنالك رغبة وعزم دولي على إخراج البلاد من مستودع القيادات الولائية".
ويوضح لـ"ارفع صوتك"، أن "الصدر سواء كان في السلطة أو خارجها يمتلك من أوراق القوة والإمكانات المؤثرة في الشارع والقرار السياسي، ما لم يمتلكها أحد من حلفائه أو خصومه في الساحة العراقية، بالتالي هو قادر على تطويع المواقف وإدارة البوصلة وإن تعثر ذلك قليلاً".
وبعد نحو 18 يوماً من توقيع استقالة نواب الكتلة الصدرية وانسحابهم الكامل من عضوية البرلمان العراقي، تأتي رسائل "وزير القائد" لتبيان الأسباب التي دفعته لاتخاذ قرار المغادرة.
وجاءت الإيضاحات على وقع استياء متصاعد من قبل الشارع العراقي المناهض لعودة القوى السياسية المقربة من إيران بعد تقاسمها تركة الصدر النيابية وزيادة حجم تمثيلها النيابي.
ومع ما ذكره حساب صالح العراقي الملقب بـ"وزير القائد" من أسباب توزعت على تدوينتين بينهما نحو يومين، إلا أن الأخيرة كانت تحمل في بعض فقراتها إنذاراً شديداً من تداعيات هذا الانسحاب.
وقال في تدويته الثانية ليل أمس الجمعة: "لعل البعض يتوهم أن قرار انسحابه هو تسليم العراق للفاسدين والتوافقيين، كلا، بل هو تسليم لإرادة الشعب ولقراره، وإن غدا لناظره قريب".
كما أشار في ختام جملة من الأسباب التي أوردها، أن "الانسحاب جـاء ببدلاء شيعة.. فهـل سيكون بداية لقوة المذهـب؟! أم بدايـة لنهب الأموال والصفقات المشبوهة؟، أم سيسرق مصفى الدورة كما سُرق مصفى بيجي من قبل!؟؟"، في إشارة واضحة إلى فصائل مسلحة مقربة من إيران كانت خرجت من عباءة الصدر قبل أكثر من عقد.
— وزير القائد - صالح محمد العراقي (@salih_m_iraqi) July 1, 2022
ذلك البيان الذي أخرجه محمد صالح، قابله تحشيد وتفاعل كبيرين من قبل أنصار الصدر الذين سارعوا إلى إطلاق وسم "#جاهزون"، في مواقع التواصل الاجتماعي.
السماحة يملك قراره، والانسحاب من العملية السياسية لا يسقط الهوية العراقية، وكل الخيارات امامه متاحة بلا تشخيص ولا توقيت، الثابت الوحيد فيها انها لا تهدد أمن وسلامة الشعب، وما دون ذلك سيتكفل بإنجازه الوطنيون..#جاهزون
— حيدر الحداد الخفاجي (@AlhdadAlkhfajy) July 1, 2022
#جاهزون
— علي جفات المياحي (@Ali1995alihh) July 2, 2022
سيدي ارواحنا لك الفداء pic.twitter.com/khoFXgsY2u
وتناولت صفحات ومواقع لأسماء وجهات موالية للصدر، صوراً وتعليقات لحشود عشائرية وتجمعات لأفراد، يعلنون من خلالها موقفهم وجاهزيتهم للشروع بتظاهرات مليونية والتسليم لأي أمر يوجه لهم من زعيمهم في الحنانة.
وتوعد جمهور الصدر وأتباعه بإطلاق ما أسماه بعضهم "ثورة كاسحة ضد الفاسدين"، وبما يزيحهم عن منصة العمل السياسي ويضعف تواجدهم ومستوى حضورهم في الحكومة المتنازع على تشكيلها .
يأتي ذلك بالتزامن مع دعوة وجهها مدير مكتب الصدر ، إبراهيم الجابري إلى الأنصار في تدوينة مقتضبة "كونوا على أتم الجهوزية".
نشر الاخ ابا دعاء : #جاهزون
— Sinan_AL-azzawi (@azzawi_sinan) July 2, 2022
نشر الاخ السيد ابراهيم الجابري:( كونوا على أتم الجهوزية)
✌️🤲 pic.twitter.com/EZC7ruJ5SA
وعبر أفراد من "سرايا السلام"- الجناح المسلح للتيار الصدري، عبر مواقف وردود جاءت ضمن وسم "جاهزون"، استعدادهم لتلبية نداء الصدر أي كان نوعه ومهامه.
وكان مراقبون ومختصون بالشأن السياسي، أعربوا عن مخاوفهم من "تداعيات خطيرة" عقب انسحاب الصدر من العملية السياسية.
وقالوا في حينه، إن قرار الصدر يحمل في جنباته مواقف وتفسيرات، بينها نزع الشرعية عن النظام السياسي برمته وليس الأمر محصوراً بانسحاب من الحكومة والتسليم لقرار الاستقالة.
وتوقع جملة من المحللين ان الحكومة المقبلة ومع صعوبة تشكيلها في ظل التقاطع الواضح بين حلفاء الصدر وخصومه من الإطار التنسيقي، إذا ما جاءت ستكون ميتة قبل الولادة لأنها ستأتي من خارج الشارع الجماهيري الأكبر وهم التيار الصدري.
وكان مجلس النواب عقد جلسة استثنائية أواخر الشهر الماضي، جرى خلالها تأدية اليمين الدستورية لـ64 نائباً من بدلا الصدر المنسحبين.
في المقابل، تفاعل عشرات العراقيين من نشطاء وإعلاميين على مواقع التواصل مع خطاب "وزير القائد"، متخوفاً بعضهم مما سيأتي، وآخر انتهز فرصة للتأشير على الفساد المشار إليه بخصوص مصفى بيجي، حتى أن البعض دعا النشطاء والمتظاهرين الذين شاركوا في "انتفاضة تشرين" أو أيدوها، الانضمام لصفوف مناصري الصدر في الشوارع، على اعتبار أن الهدف الآن بات "واحداً".
الهزات التي تحدثها بيانات #الصدر داخل أرض #الإطار_التنسيقي الرخوة ستنتج حفرة كبيرة برمال متحركة تبتلع أي رئيس وزراء يحاول الوقوف عليها.
— سلام الحسيني (@salamAJ5) July 2, 2022
الأهم من صحة أو نفي خبر مصير #سجاد_العراقي الذي ينبغي أن يُشعل الثورة، هو من غيّب سجاد ومن قتل الهاشمي وغيره؟!
لنضع النقاط فوق الحروف
— Dr.Laith Shubbar الدكتور ليث شُبَر (@LaithShubbar) July 2, 2022
لا ننصح اليوم بأي مظاهرات تشرينية أو المشاركة بأنشطة جماهيرية لطرف سياسي
وإنما أنصح وأسعى للم شمل القوى التي ترفع شعار التغيير وهي قوى تشرين والقوى الوطنية التي قاطعت الانتخابات والتي انضم إليها مؤخرا الجمهور الصدري بعدما فشل #الصدر في تشكيل الحكومة
حسب خبرتي السياسية وفي مجال التحليل السياسي:
— Samir Abeid / سمير عبيد (@samirobeid8) July 1, 2022
١-ان السيد #الصدر بدأ بإرسال أشارات مهمة للغاية الى الجانب الكردي وحصراً لجماعة البرزاني
٢-فأذا لم ينسحبوا من البرلمان سيتضمن مشروع #الصدر القادم
أ:-أسدال الستار على مرحلة #تكريد منصب الرئيس في العراق
ب:-وسيجلس رئيس عربي للعراق
كان الأجدر بمسعود #البارزاني و #الحلبوسي الإستقالة في نفس اليوم مع الصدريين، لأن ثقلهم في البرلمان والعملية السياسية كان مع #الصدر ، بدونه يجب ان يرضخوا للإطار! وربما حتى الان عندهم فرصة لكي يلتحقوا بالسيد!
— Hoshyar Abdullah. هوشیار عبدالله (@Hoshyarabdullah) July 1, 2022
إلا إذا كعكة الحكومة شغلت أنظارهم ولايرون ما ينتظرهم في قادم الأيام!
ويُذكر أن غالبية المتظاهرين والنشطاء في احتجاجات أكتوبر 2019، من أشد المعارضين للتيار الصدري على رأسه زعيمه الصدر، ويتهمونهم بالوقوف وراء مقتل العديد من المتظاهرين واختطاف آخرين، وأطلقوا عليهم اسم "ذوي القبعات الزرق" لأنهم كانوا يرتدونها أثناء اعتدائهم على المتظاهرين في عدة مدن.