صورة أرشيفية للسياسي العراقي فائق الشيخ علي- وكالات
صورة أرشيفية للسياسي العراقي فائق الشيخ علي- وكالات

شغل السياسي العراقي فائق الشيخ علي، الأوساط العامة ومواقع التواصل الاجتماعي عقب تصريحات أطلقها في حوار متلفز، عن "قرب انتهاء النظام السياسي في العراق نتيجة إطاحته من قبل فريق دولي لا يرحم".

وأشعلت مزاعم الشيخ علي، عبر برنامج "القرار لكم" الذي بثته فضائية "دجلة" العراقية، الجدل وتجاذب الأقاويل بين التشكيك بصحتها وروايتها، وما بين التسليم بصحة ما أفصح عنه والتصديق بأن الأمر بات ليس سوى شهور معدودة على أصابع اليد الواحدة، كما نالت نصيبها من السخرية.

 

 

 

 

ودائماً ما تثير آراء ومواقف الشيخ علي، الجدل بين الأوساط السياسية والعامة، التي غالباً ما تنتقد الحصون الحمراء للزعامات والمرجعيات الدينية والسياسية، فضلاً عن إسناد الفساد والفوضى التي رافقت البلاد ما بعد 2003،  إلى الطبقة الشيعية الحاكمة.

ومما قاله في البرنامج، أن "عام  2024 أقصى حد لإسقاط النظام السياسي الحالي بل وإنهائه بشكل تام دون السماح له بالعودة مرة ثانية"، مشيراً إلى وجود "فريق دولي عظيم، يقف وراء التخطيط والتنفيذ لإسقاط النظام العراقي القائم".

ولفت إلى أن "النظام المقبل سيكون نظاماً قوياً وشرساً جداً" مستدركاً "لا أريد أن أقول إنه نظام ديكتاتوري".

وتابع الشيخ علي: "النظام القادم نظام عاصف لا يرحم على الإطلاق، ولن تقف بوجهه أي قوة بالعالم، ولا يوجد فيه من رجالات البعث، ولا مدّعي التمسك بالحكم من الشيعة".

وكان اسمه طُرح لرئاسة الحكومة بعد تقديم عادل عبد المهدي استقالته على أثر الاحتجاجات العارمة التي اكتسحت مدن جنوب ووسط العراق في خريف  2019.

وكان بعض المحللين السياسيين المناهضين للفساد والحضور الإيراني غير الشرعي في العراق، من بينهم أحمد الأبيض وسمير عبيد، كشفوا في وقت سابق عن تحركات لجموع من المعارضة العراقية في الولايات المتحدة لإسقاط النظام الحالي بدعم وتأييد دولي.

ولم تكن هذه المرة الأولى التي يصرح فيها السياسي المستقل عن انتهاء النظام  السياسي الحاكم ما بعد 2003، وسقوط رموزه.

وفي جملة الردود الغاضبة، قال فاضل موات، القيادي في الإطار التنسيقي الذي يضم قوى مقربة من إيران، إن "فائق الشيخ علي إنسان مهزوز، وكلامه جاء وفق اجتماعات يجريها مع جهات مخابراتية دولية مشبوهة في خارج العراق، وهي من تصور له الأمور بهذا النحو".

واعتبر موات أن "حديث فائق الشيخ علي بعيد كل البعد عن الحقيقة والواقع"، مشيراً إلى أن "العراق لا يمكن له أن يكون كما يتحدث عنه الشيخ علي، فالعراق الحالي يختلف عن ما قبل 2003".

بينما رد الشيخ علي على هجوم الإطار التنسيقي بتغريدة على تويتر، قائلاً "اكتبوا علِّقوا تحدثوا قولوا حللوا شككوا اتهموا اطعنوا شرِّقوا غرِّبوا اسرحوا امرحوا حلِّقوا تفلسفوا كما تريدون وتشتهون، فلن أرد عليكم، ولن أدخل معكم في نقاش، ولن أحاوركم.. لأنني مشغول ومنغمس بالإعداد للعراق الجديد.. يعني بالعراقي ما عندي وكت، فاغتنموا الفرصة".

وتأتي تصريحاته على وقع احتدام سياسي تعيشه البلاد بعد النتائج التي أفرزتها الانتخابات التشريعية المبكرة في أكتوبر 2021، ولا تزال حتى الآن تدور أرقامها في فلك الانسداد وتنذر بالاحتمالات المفتوحة.

السياسي المستقل سعد المطلبي، وخلال حديث لـ"ارفع صوتك"، يعلّق بقوله: "من المستغرب أن تطلق هكذا تصريحات من سياسي قديم مثل فائق الشيخ علي، كونه أعرف بالمعادلات الداخلية والإقليمية والدولية في ظروف تشكّل الحكومات، خاصة في العراق".

ويضيف أن "التلويح بالدماء والدكتاتورية وسحق المعترضين بالقوة يتنافى مع مفاهيم الديمقراطية التي جاءت بالشخوص والأسماء إلى النظام السياسي في العراق، وإن اختلفت الآراء بشأن شفافيتها ونزاهتها".

من جهته، يقول المحلل السياسي نسيم عبدالله،لـ"ارفع صوتك": "ما تحدث عنه فائق الشيخ علي محاولة لنقل انطباعاته الشخصية ورغباته بالتغيير عبر الرواية التي أطلقها، وحقيقتها تجافي القراءات والرؤى الاستشرافية لمستقبل النظام السياسي في البلاد".

ويرى أ ن "التغيير وإن كان تحصيلاً حاصلاً لن يأتي بهذه الطريقة، إنما يولد من رحم الشارع الاحتجاجي إذا ما توفرت له الأسباب والإمكانات والظروف".

في نفس السياق، يقول الأكاديمي والمحلل السياسي علي الكاتب، إن الشيخ علي "لم ينطق عن الهوى، إنما جاء لتبليغ رسالة واضحة البيان لتمهيد وتهيئة الشارع العراقي لأحداث كبيرة يجب أن يكون فيها ماسك عصا التغيير الذي لا مناص من تحقيقه".

ويضيف لـ"ارفع صوتك"، أن "الآلية التي تحدث عنها الشيخ علي في إسقاط النظام لا تخلو من التمويه بغرض إضاعة الطريق على قادة النظام من تتبع مصادر النيران القادمة".

"لم تكن توقعات وتسريبات بشأن ما سيحصل بقدر ما هي جملة نطقت من فصل سياسي جديد ستتغير فيها المعادلات والوجوه بحكم حتمية التاريخ والوقائع الآنية"، يتابع الكاتب.

وفائق الشيخ علي من مواليد النجف 1963، وهو محامٍ وسياسي، وكان عضواً في مجلس النواب العراقي لدورتين على التوالي، ويشغل منصب الأمين العام لـ"حزب الشعب للإصلاح".

ومنذ عام 1991، يدعو الشيخ علي إلى إقامة الدولة المدنية الديمقراطية التي تحافظ وتحمي المجتمع بأكمله، بغض النظر عن انتماءات أبنائه القومية أو الدينية أو الفكرية.

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

وسائل إعلام محلية وبرلمانيون يتحدثون أن موظفين في مكتب السوداني قُبض عليهم بتهم التجسس على مسؤولين كبار- أرشيفية
وسائل إعلام محلية وبرلمانيون يتحدثون أن موظفين في مكتب السوداني قُبض عليهم بتهم التجسس على مسؤولين كبار- أرشيفية

رفض مستشار سياسي لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني اتهامات ترددت في الآونة الأخيرة بأن موظفين في مكتب رئيس الوزراء تجسسوا وتنصتوا على مسؤولين كبار وسياسيين.

ومنذ أواخر أغسطس، تتحدث وسائل إعلام محلية وبرلمانيون عراقيون عن أن موظفين في مكتب السوداني قُبض عليهم بتهم التجسس على مسؤولين كبار.

وقال المستشار فادي الشمري في مقابلة مع إحدى جهات البث العراقية أذيعت في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة "هذه كذبة مضخمة"، وهو النفي الأكثر صراحة من عضو كبير في فريق رئيس الوزراء.

وأضاف أن الاتهامات تهدف إلى التأثير سلبا على السوداني قبل الانتخابات البرلمانية المتوقع إجراؤها العام المقبل.

وتابع "كل ما حدث خلال الأسبوعين الأخيرين هو مجرد تضخم إعلامي يخالف الواقع والحقيقة".

وأثارت التقارير قلقا في العراق الذي يشهد فترة من الاستقرار النسبي منذ تولي السوداني السلطة في أواخر عام 2022 في إطار اتفاق بين الفصائل الحاكمة أنهى جمودا سياسيا استمر عاما.

وقال الشمري إنه تم إلقاء القبض على شخص في مكتب رئيس الوزراء في أغسطس، إلا أن الأمر لا علاقة له علاقة بالتجسس أو التنصت.

وأضاف أن ذلك الموظف اعتقل بعد اتصاله بأعضاء في البرلمان وسياسيين آخرين منتحلا صفة شخص آخر.

وأردف "تحدث مع نواب مستخدما أرقاما مختلفة وأسماء وهمية وطلب منهم عددا من الملفات المختلفة". ولم يخض الشمري في تفاصيل.

وتابع "لم يكن هناك تجسس ولا تنصت".