شغل السياسي العراقي فائق الشيخ علي، الأوساط العامة ومواقع التواصل الاجتماعي عقب تصريحات أطلقها في حوار متلفز، عن "قرب انتهاء النظام السياسي في العراق نتيجة إطاحته من قبل فريق دولي لا يرحم".
وأشعلت مزاعم الشيخ علي، عبر برنامج "القرار لكم" الذي بثته فضائية "دجلة" العراقية، الجدل وتجاذب الأقاويل بين التشكيك بصحتها وروايتها، وما بين التسليم بصحة ما أفصح عنه والتصديق بأن الأمر بات ليس سوى شهور معدودة على أصابع اليد الواحدة، كما نالت نصيبها من السخرية.
هسه لازم نلبس ملابس العيد و نكعد ننتظر العراق الجديد لحد سنة 2024؟ #كلاواتي_للتاريخ
— 𝕊ℍ𝔸𝕄𝕊 🇮🇶 شمس بشير (@Shams_BT) July 7, 2022
تخدير وتخويف وعمالة.. إياد علاوي يرد على فائق الشيخ علي، بشأن القوة التي "ستطيح" بالنظام "عام 2024"
— Yasser Eljuboori (@YasserEljuboori) July 7, 2022
.
.
الحلو بالسالفة ان اياد علاوي، يگول لازم نقف ضد اي قوة اجنبية ونتحد كعراقيين!!! مدري ليش حسسني انه هو والسياسية الغميجة سارة اياد علاوي، تمكنوا من تغيير النظام البائد لوحدهم .. pic.twitter.com/2e4ymgRgyN
تحدث "فائق الشيخ علي" اليوم عن نهاية النظام السياسي خلال أقل من عامين وعن تفاصيل إدارة العراق بعد تغيير النظام، ونهاية الأحزاب وتفاصيل أخرى عن مستقبل قريب..
— عمر الجنابي (@omartvsd) July 5, 2022
الشيخ علي سبق وأن تكلم عن أحداث وحصلت بالفعل، واليوم تحدث بثقة عالية. pic.twitter.com/ZzL4SU6Hyt
تصريحات فائق الشيخ علي لاتعدو غير تحريك مشاعر العراقيين الذين اعدموا الامل بالتغيير عن طريق الانتخابات او الانقلابات وباتوا يحلمون بمعجزة ان تهب ريح عاصفة من الخارج لتغير حالهم الى الافضل ولكن تجربة الاحتلال الامريكي واسقاط الدكتاتورية ومانتج عنها تجعل كل شيء مجرد اضغاث احلام
— كريم الكرعاوي (@Grawee22) July 7, 2022
فايق الشيخ علي/
— صالح الحمداني (@Salehalhamadani) July 6, 2022
ما متعودين منه يسولف سته بالشهر.
الرجل شجاع ومتزن وعراقي وقانوني ونائب سابق.
ما قاله البارحة على قناة دجلة أقل ما يمكن قوله عنه أنه: يفر الراس!
شنو رأيكم، وشنو معلوماتكم بالذي قاله؟
أنا كصحفي قاطعت معلومة مما قاله الشيخ علي مع مصدر موثوق، فأجابني بصدقها.
ودائماً ما تثير آراء ومواقف الشيخ علي، الجدل بين الأوساط السياسية والعامة، التي غالباً ما تنتقد الحصون الحمراء للزعامات والمرجعيات الدينية والسياسية، فضلاً عن إسناد الفساد والفوضى التي رافقت البلاد ما بعد 2003، إلى الطبقة الشيعية الحاكمة.
ومما قاله في البرنامج، أن "عام 2024 أقصى حد لإسقاط النظام السياسي الحالي بل وإنهائه بشكل تام دون السماح له بالعودة مرة ثانية"، مشيراً إلى وجود "فريق دولي عظيم، يقف وراء التخطيط والتنفيذ لإسقاط النظام العراقي القائم".
ولفت إلى أن "النظام المقبل سيكون نظاماً قوياً وشرساً جداً" مستدركاً "لا أريد أن أقول إنه نظام ديكتاتوري".
وتابع الشيخ علي: "النظام القادم نظام عاصف لا يرحم على الإطلاق، ولن تقف بوجهه أي قوة بالعالم، ولا يوجد فيه من رجالات البعث، ولا مدّعي التمسك بالحكم من الشيعة".
الفنانة سحر عباس جميل:- أنا أرفض توصيف #فائق_الشيخ_علي لـ ((الدعوة وبدر)) بأنها ميليشيات من القتلة والسراق والمجرمين ، لأنها أحزاب لها تأريخ نضالي وسياسي وديني . pic.twitter.com/Lin4xCWq0z
— كشف الأباطيل (@Detectfalsehoo) July 7, 2022
وكان اسمه طُرح لرئاسة الحكومة بعد تقديم عادل عبد المهدي استقالته على أثر الاحتجاجات العارمة التي اكتسحت مدن جنوب ووسط العراق في خريف 2019.
وكان بعض المحللين السياسيين المناهضين للفساد والحضور الإيراني غير الشرعي في العراق، من بينهم أحمد الأبيض وسمير عبيد، كشفوا في وقت سابق عن تحركات لجموع من المعارضة العراقية في الولايات المتحدة لإسقاط النظام الحالي بدعم وتأييد دولي.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يصرح فيها السياسي المستقل عن انتهاء النظام السياسي الحاكم ما بعد 2003، وسقوط رموزه.
وفي جملة الردود الغاضبة، قال فاضل موات، القيادي في الإطار التنسيقي الذي يضم قوى مقربة من إيران، إن "فائق الشيخ علي إنسان مهزوز، وكلامه جاء وفق اجتماعات يجريها مع جهات مخابراتية دولية مشبوهة في خارج العراق، وهي من تصور له الأمور بهذا النحو".
واعتبر موات أن "حديث فائق الشيخ علي بعيد كل البعد عن الحقيقة والواقع"، مشيراً إلى أن "العراق لا يمكن له أن يكون كما يتحدث عنه الشيخ علي، فالعراق الحالي يختلف عن ما قبل 2003".
بينما رد الشيخ علي على هجوم الإطار التنسيقي بتغريدة على تويتر، قائلاً "اكتبوا علِّقوا تحدثوا قولوا حللوا شككوا اتهموا اطعنوا شرِّقوا غرِّبوا اسرحوا امرحوا حلِّقوا تفلسفوا كما تريدون وتشتهون، فلن أرد عليكم، ولن أدخل معكم في نقاش، ولن أحاوركم.. لأنني مشغول ومنغمس بالإعداد للعراق الجديد.. يعني بالعراقي ما عندي وكت، فاغتنموا الفرصة".
اكتبوا علِّقوا تحدثوا قولوا حللوا شككوا اتهموا اطعنوا شرِّقوا غرِّبوا اسرحوا امرحوا حلِّقوا تفلسفوا كما تريدون وتشتهون، فلن أرد عليكم ولن أدخل معكم في نقاش ولن أحاوركم.. لأنني مشغول ومنغمس بالإعداد للعراق الجديد.
— فائق الشيخ علي/كلمتي للتاريخ (@faigalsheakh) July 6, 2022
يعني بالعراقي ما عندي وكت!
فاغتنموا الفرصة.#ستنتصر_ثورة_تشرين
وتأتي تصريحاته على وقع احتدام سياسي تعيشه البلاد بعد النتائج التي أفرزتها الانتخابات التشريعية المبكرة في أكتوبر 2021، ولا تزال حتى الآن تدور أرقامها في فلك الانسداد وتنذر بالاحتمالات المفتوحة.
السياسي المستقل سعد المطلبي، وخلال حديث لـ"ارفع صوتك"، يعلّق بقوله: "من المستغرب أن تطلق هكذا تصريحات من سياسي قديم مثل فائق الشيخ علي، كونه أعرف بالمعادلات الداخلية والإقليمية والدولية في ظروف تشكّل الحكومات، خاصة في العراق".
ويضيف أن "التلويح بالدماء والدكتاتورية وسحق المعترضين بالقوة يتنافى مع مفاهيم الديمقراطية التي جاءت بالشخوص والأسماء إلى النظام السياسي في العراق، وإن اختلفت الآراء بشأن شفافيتها ونزاهتها".
من جهته، يقول المحلل السياسي نسيم عبدالله،لـ"ارفع صوتك": "ما تحدث عنه فائق الشيخ علي محاولة لنقل انطباعاته الشخصية ورغباته بالتغيير عبر الرواية التي أطلقها، وحقيقتها تجافي القراءات والرؤى الاستشرافية لمستقبل النظام السياسي في البلاد".
ويرى أ ن "التغيير وإن كان تحصيلاً حاصلاً لن يأتي بهذه الطريقة، إنما يولد من رحم الشارع الاحتجاجي إذا ما توفرت له الأسباب والإمكانات والظروف".
في نفس السياق، يقول الأكاديمي والمحلل السياسي علي الكاتب، إن الشيخ علي "لم ينطق عن الهوى، إنما جاء لتبليغ رسالة واضحة البيان لتمهيد وتهيئة الشارع العراقي لأحداث كبيرة يجب أن يكون فيها ماسك عصا التغيير الذي لا مناص من تحقيقه".
ويضيف لـ"ارفع صوتك"، أن "الآلية التي تحدث عنها الشيخ علي في إسقاط النظام لا تخلو من التمويه بغرض إضاعة الطريق على قادة النظام من تتبع مصادر النيران القادمة".
"لم تكن توقعات وتسريبات بشأن ما سيحصل بقدر ما هي جملة نطقت من فصل سياسي جديد ستتغير فيها المعادلات والوجوه بحكم حتمية التاريخ والوقائع الآنية"، يتابع الكاتب.
وفائق الشيخ علي من مواليد النجف 1963، وهو محامٍ وسياسي، وكان عضواً في مجلس النواب العراقي لدورتين على التوالي، ويشغل منصب الأمين العام لـ"حزب الشعب للإصلاح".
ومنذ عام 1991، يدعو الشيخ علي إلى إقامة الدولة المدنية الديمقراطية التي تحافظ وتحمي المجتمع بأكمله، بغض النظر عن انتماءات أبنائه القومية أو الدينية أو الفكرية.