قرر أمجد الهلالي الذي يسكن بلجيكا مند تسعة أعوام، أن يزرع 10 أشجار بيديه في العاصمة بغداد، لدعم المساحات الخضراء ومواجهة التصحر في البلاد.
وحتى وقت قريب، كان الهلالي (32 عاماً)، يجد صعوبة في العودة للعراق، بسبب احتياجاتيه العلاجية الأسبوعية، إذ أنه مصاب بعجز في الكليتين. لكن خبراً وصله عن قريب له أصيب بنوبة اختناق وساءت حالته الصحية بسبب العواصف الترابية، دفعه لخوض هذه التجربة.
يقول الشاب خرّيج معهد الفنون الجميلة في العراق، الذي يعمل الآن في تصوير وإخراج الأغاني العراقية: "لم أخطط لزراعة هذه الأشجار. لكنني في إحدى الأيام تحدثت على تطبيق (تك توك) عن أهمية المساحات الخضراء ومواجهة التصحر، ولم تكد تمر أيام حتى عزمت على إطلاق حملة (أزرع مع أمجد)".
في الآونة الأخيرة، دشن الكثير من المتطوعين داخل العراق حملات رامية إلى زراعة الأشجار في مسعى للتقليل من التصحر وإحياء المساحات الخضراء وللحد من العواصف الترابية، لكن ما يبدو غير مألوف، أن تُطلق هذه الحملة من بلجيكا بشكل فردي لتنفذ على أرض العراق، وأن تتمحور الفكرة حول زراعة شجرة يكتب عليها اسم صاحبها أو أسماء الذين فقدوا حياتهم.
@amjad90alhilali #دويتو #ازرع_مع_امجد #برلين_ألمانيا #كواليس_تصوير #viral #العراق🇮🇶 #fypシ #امجد_يزرع #بغداد #عراق_ابو_الرافدين #fun #foryou #foryoupage #لييج🇧🇪🇧🇪بلجيكا #ثورة_تشرين_العراقيه #trend ♬ الصوت الأصلي - ࢪقـيـقــۿہٰ ڪلفـٓراشـۿہٰ ⁽💙₎⇣
يضيف الهلالي لـ"ارفع صوتك": "كنت أظن أنني لن أنجح، لكن عندما أسترجع الآن الأحداث وتسارعها، أرى كيف أنني تلقيت التشجيع والدعم من المتابعين من الدول كافة، ربما كنت أبحث بداية عمّن يساندني في الفكرة فقط، لكني لم أتوقع أن يبدأ كل من يتابعني بإرسال مبالغ مالية بهدف أن ازرع له شجرة".
"من الواضح أن الجاليات العراقية المغتربة كانت في أشد الحاجة لتقديم شيء لوطنهم، وهو ما جعلهم يساندون حملتي ويسعون إلى إنجاحها، رغم أن الكثير من الذين تطوعوا كانوا من مختلف الجنسيات العربية"، يبيّن الهلالي.
وبمجرد ما عقد العزم على السفر للعراق، اقترح على أمانة العاصمة بغداد دعم تجربته ومساندته في تحديد الأرض المناسبة لزراعة 1000 شجرة. وبالفعل وافقت الأمانة وتم تخصيص أرض قناة الجيش.
وقبل أيام من إطلاق الحملة، ترك الهلالي بلجيكا، وخاض مغامرة عظيمة في الوصول لمحافظة السليمانية ثم لبغداد، لينتهي الأمر بزراعة 1140 شجرة.
وفي اليوم المقرر جابت شوارع العاصمة بغداد 150 دراجة هوائية، محملة بشتلات الأشجار وصولاً لمنطقة قناة الجيش، كجهد تطوعي يرمي إلى التصدي للتصحر.
عمل الهلالي مع المتطوعين من الشباب كفريق واستعانوا بقدراتهم المتاحة رغبة في إنجاح التجربة. يقول "نجاح التجربة الأولى دفعني للتفكير في توسيع نطاق الحملة والاستعداد حالياً لزراعة 10000 شجرة كخطوة ثانية".
وبالنسبة للهلالي، فإن هذه التجربة مثلت له توحدّا مع قصته الشخصية، فزراعة كلية في جسده العليل تشبه تماماً زراعة شجرة في أرض يابسة، حيث تنطلق من كليهما حياة جديدة.