قال رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته، مصطفى الكاظمي إن القوات التركية "ارتكبت مجدداً انتهاكاً صريحاً وسافراً للسيادة العراقية وحياة المواطنين العراقيين وأمنهم، باستهداف أحد المصايف السياحية في محافظة دهوك بإقليم كردستان العراق، اليوم الأربعاء بقصف مدفعي".
"مما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى بين المدنيين العزّل، وأغلبهم من النساء والأطفال"، أضاف الكاظمي.
ووصف القصف بـ"الاعتداء الغاشم"، مؤكداً أنه "يثبت أن الجانب التركي لم يعر الانتباه لمطالبات العراق المستمرة بإيقاف الانتهاكات العسكرية ضد الأراضي العراقية وأرواح العراقيين".
وتابع الكاظمي: "العراق إذ يقدر ويلتزم بمبادئ حسن الجوار، ويرفض رفضاً قاطعاً استخدام أراضيه من قبل أي جهة للاعتداء على جيرانه، فإنه يرفض في المقابل استخدام المسوغات الأمنية لتهديد حياة المواطنين العراقيين، والاعتداء على أراضي العراق، بما يعدّ تنصلاً من مبادئ حسن الجوار والاتفاقات الدولية".
وبيّن أن العراق "يحتفظ بحق الرد على هذه الاعتداءات وسيقوم بكل الإجراءات اللازمة لحماية شعبه وتحميل الطرف المعتدي كل تبعات التصعيد المستمر".
ويأتي ذلك رداً على مقتل 8 مدنيين على الأقلّ، الأربعاء، وإصابة 20 آخرين بجروح، في قصف تركي طال منتجعا سياحيا في زاخو بإقليم كردستان شمال العراق، حسبما نقلت فرانس برس عن مصادر محلية.
— Mustafa Al-Kadhimi مصطفى الكاظمي (@MAKadhimi) July 20, 2022
وسبق الكاظمي تصريحات رسمية تدين الاعتداء، من رئيس الجمهورية المنتهية ولايته برهم صالح، ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، بالإضافة إلى خطاب شديد اللهجة من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الذي انتقد بيان وزارة الخارجية العراقية واصفاً إياه بـ"الهزيل".
وطالب الصدر بـ"تقليل التمثيل الدبلوماسي مع تركيا، وغلق المعابر والمطارات بين البلدين"، بالإضافة إلى "رفع شكوى لدى الأمم المتحدة وبالطرق الرسمية، وإلغاء الاتفاقية الأمنية مع تركيا".
فيما كتب الحلبوسي: "لا ينبغي أن يكون العراق ساحةً مفتوحةً لتصفية الحسابات الإقليمية والصراعات الخارجية، ويدفع لأجلها العراقيون فواتير الدماء بلا طائل. ندعو الحكومة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة للتحقيق، واعتماد كلِّ السبل؛ لحفظ البلاد، وحماية أبناء الشعب".
وكان مئات النشطاء والإعلاميين العراقيين وغيرهم من رواد مواقع التواصل، طالبوا الحكومة العراقية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع تركيا، رداً على ما وصفوه بـ"المجزرة"، التي نالت من مدنيين ذهبوا للمصيف وعادو "في توابيت".
واستخدم العراقيون وسم #طرد_السفير_التركي للتعبير عن مواقفهم وغضبهم تجاه ما حدث، كما قامت مجموعة من المتظاهرين بإغلاق مركز لإصدار الفيزا (التأشيرة) التركية وإنزال العلم التركي في محافظة النجف.
وتصدر الوسم إلى جانب وسمي "القصف التركي" و"النجف"، الترند العراقي، حتى إنهاء كتابة هذا التقرير، في تصعيد إلكتروني كان متبوعاً على الفور بردود فعل غاضبة على الأرض.
وتظاهر "المئات من الشباب الغاضبيين أمام السفارة التركية في الوزيرية وسط بغداد" حسب ما نشر الناشط العراقي يوسف سيرجيو.
وفي كربلاء أيضاً، تم إغلاق مركز الفيزا، وكتب المتظاهرون شعارات منددة على جدرانه.
المئات من الشباب الغاضبيين يتظاهرون امام السفارة التركية في الوزيرية وسط #بغداد .#طرد_السفير_التركي pic.twitter.com/27jUJFDJUO
— يوسف سيرجو - Youssef Sergo (@Youss_ef_8) July 20, 2022
حرق العلم #التركي قرب مبنى الفيزا التركية في العاصمة #بغداد.#طرد_السفير_التركي pic.twitter.com/HLSit7DRQu
— يوسف سيرجو - Youssef Sergo (@Youss_ef_8) July 20, 2022
متظاهرون يعمدون الى إغلاق مركز الفيزا التركية وانزال العلم التركي في محافظة #النجف#طرد_السفير_التركي pic.twitter.com/dY4aKk62r2
— اياد الراوي 🇮🇶 (@yd__95) July 20, 2022
الكاتب العراقي إياد العنبر، غرد عبر تويتر قائلاً "الدولة التي يحكمها جبناء وفاسدين و.. من الطبيعي أن تكون دماء شعبها رخيصة، وسيادتها مستباحة".
الدولة التي يحكمها جبناء وفاسدين و..
— إياد العنبر (@ayadhussein1) July 20, 2022
من الطبيعي أن تكون دماء شعبها رخيصة، وسيادتها مستباحة#طرد_السفير_التركي
الروائية العراقية شهد الراوي، علقت أيضاً على ما جرى بتغريدة: "ما تقوم به تركيا من قصف الأراضي العراقية، وقتل المدنيين الأبرياء هو عدوان سافر وبربري في كل القواميس والشرائع الدولية. الرد الحكومي على هذا العدوان، يجب أن يكون بمستوى الأرواح البريئة التي فقدها الوطن اليوم وكل يوم".
ما تقوم به تركيا من قصف الأراضي العراقية، وقتل المدنيين الأبرياء هو عدوان سافر وبربري في كل القواميس والشرائع الدولية. الرد الحكومي على هذا العدوان، يجب أن يكون بمستوى الأرواح البريئة التي فقدها الوطن اليوم وكل يوم.#القصف_التركي
— Shahad Al Rawi- شهد الراوي (@ShahedAlrawi) July 20, 2022
وغرّد الناشط زايد العصّاد بقوله "ما تم الاعتداء عليه وقصفه ليست ثكنات يسكنها الإرهابيون، ولا مناطق اشتباك ولا حدود خالية من المدنيين، الذي تم قصفه مصيف هرب العراقيون إليه لسرقة لحظات بسيطة وهادئة بعيدًا عن مصائب الحياة لتواجههم المدفعية التركية وتقضي على حياتهم بفسحتها ومصائبها".
ما تم الاعتداء عليه وقصفه ليست ثكنات يسكنها الارهابيون، ولا مناطق اشتباك ولا حدود خالية من المدنيين، الذي تم قصفه مصيف هرب العراقيون اليه لسرقة لحظات بسيطة وهادئة بعيدًا عن مصائب الحياة لتواجههم المدفعية التركية وتقضي على حياتهم بفسحتها ومصائبها.#طرد_السفير_التركي
— زايد العصاد - Zayed Al-assad (@AlassadZaid) July 20, 2022
وبرفقة الهاشتاغ نفسه، غردت الإعلامية سجد الجبوري صورة لأحد الأطفال المصابين في القصف، قائلة "لمن يمتلك أسلحة ثقيلة ويريد تصفية حساباته ويحفظ أمنه القومي على حساب جيرانه "العراق أسهل خيار لكم.. شعبه لا بواكي لهم ولن يحاسبكم أحد".
وعبر تطبيق "كلوب هاوس" ناقش عشرات العراقيين ردات الفعل الرسمية، والردود الممكنة على الأرض، ودعا منطمو النقاش إلى تظاهرة، صباح غد الخميس، أمام مبنى السفارة التركية في بغداد.
وبعض المحاورين اعتبر أن قطع العلاقات الدبلومسية والتجارية بين العراق وتركيا، ليست "بهذه البساطة"، باعتبار أن "المتضرر الأكبر" منها سيكون العراق ومواطنيه.
دعوة عامة الى اهالي بغداد يوم غد الساعة العاشرة صباحا
— احمد الوشاح (@JeMAnLosleXaTnd) July 20, 2022
التجمع امام القنصلية التركية في الوزيرية وذلك ردآ على القصف التركي على شمالنا الحبيب #طرد_السفير_التركي