عندما نستحضر تجربة حُكم صدام حسين، لا يُمكن أن نتجاهل الحالة العشائرية التي حكمتها في مرحلتها الأخيرة، بعدما وزّع صدام أقاربه على كافة المناصب المهمة في الدولة، وعلى رأسهم ولديه قُصي وعُدي، اللذين تبادلا صراعًا مكتومًا على تقاسُم النفوذ في العراق.
قد يكون عُدي هو الأكثر شُهرة بحُكم اهتمامه بالاستحواذ على المؤسسات الإعلامية والرياضية ما جعله محط الأضواء بشكلٍ شبه دائم. أما قُصي فهو بحق "رجل الظلال" في دولة صدام؛ فظهوره الإعلامي شبه نادر وصوره الشخصية المتوفّرة للجمهور لا تتجاوز عدد أصابع اليدين.
وبخلاف أخيه عُدي، لم يسعَ قصي لجذب الأنظار عبر أفعال جنونية كإطلاق النار في حفلات الزفاف أو حتى قتل مُساعد والده، كامل حنا ججو بسبب خلاف شخصي. بدلاً من ذلك، فضّل قُصي أن يسير على نهج أبيه؛ يغزل خيوط سُلطته في صمت لا يتوقّف فيه عن اكتساب النفوذ يومًا بعد آخر بلا ضجيج ولا جذب أنظار.
أبو الليثين!
يحكي الصحفي البريطاني كون كوجلن في كتابه "صدّام: الحياة السرية"، أنه في عام 1980، كان عُمر ولدي صدام عُدي 16 عامًا وقُصي 14 عامًا، وكانا يدرسان في ثانوية الكرخ التي تخرّج منها صدّام حسين وكانت تديرها زوجته قبل أن يُصبح رئيسًا. ويستذكر زملاء سابقون لهما بأن عديًّا كان صاخبًا وسوقيًّا، بينما كان قصي هادئًا وماكرًا.
بدأت متاعب ولدَيْ صدام مبكرا. يحكي علاء بشير في كتابه "كنت طبيبًا لصدام"، أنه في عام 1984، اعتدى قُصي -بعدما لعبت الخمر برأسه قليلاً- على دبلوماسي سعودي في فندق المنصور ببغداد، فتقدم الدبلوماسي بشكوى لوزارة الخارجية العراقية. ولما علم صدام بالواقعة أمر بوضع قصي في السجن. بعدها أيام، ذهب عُدي إلى السجن وأمر مديره بفتح باب زنزانة أخيه. رفض المدير، فرد عدي بإطلاق الرصاص عليه، وأخذ قُصي واختبآ في منزل أحد أقاربهما حتى زال غضب صدام.
ويوضّح حازم صاغية في كتابه "بعث العراق: سُلطة صدام قيامًا وحطامًا"، أنه ما إن كبر ولدا صدام حتى سبقهما الضجيج، وما إن شرعا في التصدّي للشأن العام حتى تسبّبا في إسباغ لقبٍ آخر على والدهما الذي صار "أبو الليثين".
لذا، قرّر صدام تقسيم النفوذ بين ولديه؛ مُنح عُدي شؤون الثقافة والرياضة والإعلام. أما قُصي، فنال كل ما يتصل بالأمن والحماية.
عام 1988، أعلن تخرّج قصي بوصفه "الطالب الأول" على العراق. لم يكن الابن الثاني يشبه أخاه المتعجرف المُحب للأضواء فهو "منكفئ ومواظب على عمله السري، على عكس شقيقه الأكبر لا تستهويه الأضواء بأي نوع، فابتعد في المدرسة والجامعة عن الأبهة"، وفقًا لتعبير صاغية.
زواج من خارج العائلة
حتى اختيار قُصي لزوجته كان غريبًا، بعدما فضل الاقتران بسحر (بعض الكتب ذكرت أن اسمها "لمى") ابنة الفريق الركن ماهر عبد الرشيد عام 1985، وهو واحد من أكفأ العسكريين العراقيين، والذي لعب دورًا كبيرًا في حرب العراق مع إيران، بل أنقذ حياة صدام ذات مرة حينما حاصره جنود إيرانيون خلال زيارة مباغتة لصدام إلى جبهة الحرب. وكاد حصار الإيرانيين أن يُكلّف صدام حياته لولا تدخّل الفريق ماهر.
كانت المرة الأولى التي يسمح فيها صدام لأيٍّ من أبنائه بالزواج من خارج العائلة، لكنه سماح مفهوم نسبيًّا لأن زوجة قُصي لم تخرج عن العشيرة التكريتية الكُبرى، وبالتالي لم يشذ كثيرًا عن قواعد صدام العائلية.
رغم ذلك، فإن الفريق ماهر لم يكن يُكِنّ الكثير من الوِد لصدام بسبب أمره بقتل عمّه خلال إحدى حملاته التطهيرية، التي لا تنتهي، لاستبعاد كل مَن يشتبه في خطرهم على عرشه. وخلال الحرب الإيرانية تفجّرت الخلافات بين الرجلين، وحمّل صدام رشيد مسؤولية الفشل في استعادة جُزر الفاو فأمر بوضعه تحت الإقامة الجبرية في مزرعة قُرب تكريت لعدة سنوات.
فسّر صاغية هذه الزيجة بأنها محاولة من قُصي لتعزيز موقعه داخل الجيش العراقي عبر اقترانه بأحد أكبر أبطال الحرب مع إيران رغم غضب صدام عليه، إلا أن هذا الزواج لم يستمرّ طويلاً بعد خطوات صدام العقابية بحقِّ الفريق ماهر فانفصل قصي عن زوجته عام 1988، بعدما أنجبا 4 أطفال.
رجل العراق الثاني
عقب انتهاء الحرب مع الكويت أعاد صدام تقسيم بلاده من الناحية العسكرية، وشكّل 4 مناطق جغرافية أساسية أنُيطت مهمة الدفاع عن كل منها بواحد من أقرب القادة العسكريين إليه. كلّف صدام ولده قُصي - بصفته مشرفًا على جهاز الحرس الجمهوري- بالإشراف على مسرح العمليات المركزية الذي يضمُّ المناطق الحيوية بالبلاد، وهي محافظات بغداد، ديالى، الأنبار، صلاح الدين، وواسط.
في هذا التقسيم الجديد، جعل صدّام كلاًّ من وزير الدفاع الفريق الركن سُلطان هاشم أحمد ورئيس أركان الجيش الفريق الركن إبراهيم عبد الستار تابعين لقُصي الذي كان يقلّ عنهما رتبة!
أيضًا، عندما بدأت وفود فرق التفتيش التابعة للأمم المتحدة في زيارة العراق لتفقُّد منشآته العسكرية وبحث مدى تطويره للأسلحة البيولوجية والنووية، شكّل صدام حسين "لجنة طوارئ" تعمل على إعاقة عمل هؤلاء المفتشين وتحفظ للعراق أكبر قدرٍ ممكن من أسلحة الدمار الشامل التي كوّمها في مخازنه طيلة السنوات الفائتة، ونصّب قُصي رئيسًا لها.
اجتمعت "لجنة قُصي" بشكلٍ منتظم في القصر الرئاسي لمناقشة سُبُل خداع مفتشي الأمم المتحدة بما في ذلك تدبير اختناقات مرورية لتعطيل حركة سير سياراتهم وتنظيم مجموعات مدنية تهاجمهم طوال وجودهم في العراق. لكن في النهاية لم تفلح اللجنة في مهمتها في اكتشاف أية أسلحة، لكن وثّق المفتشون أساليب التمويه التي اتبعها قُصي.
كذلك، مُنح قُصي مهام أمنية بالغة الحساسية مثل تعيينه رئيسًا لـ"جهاز الأمن الخاص"، الذي كان يتشكّل من قرابة 20 ألف جندي، ومهمته الأساسية هي حماية صدام وعائلته، وضمان عدم تكرار ما وقع على الحدود الإيرانية حينما أوشك جنود الخميني على محاصرة صدام وقتله.
يقول كوجلن في كتابه "صدّام: الحياة السرية": كان حراس ذلك الجهاز من نُخبة المجنّدين العراقيين، معظمهم من عشيرة صدام في تكريت، ومُنحوا امتيازات أفضل حتى من أغلب وزراء الحكومة لضمان ولائهم. كانوا يتميزون عن الحراس الآخرين بأزيائهم الزيتونية الخضراء وبنادقهم الخاصة.
ويضيف كوجلن إن أفراد الأمن الخاص عاشوا في فلل فارهة وخُصصت لهم نوادٍ رياضية وصحية وسيارات حديثة، وكانوا يتقاضون ضعف راتب أي وزير عراقي!. وينقل عن مسؤول سابق في القصر الرئاسي قوله: "كانوا أقوياء جدًّا بحيث أن الوزراء كانوا يخاطبون الواحد منهم بكلمة "سيدي" عندما يدلفون إلى القصر الرئاسي. ليس هناك أي شخص كان يستطيع أن يأخذ حريته معهم".
في عام 1996، أحبط "رجال قُصي" محاولة خطرة للانقلاب على صدام حسين قادتها حركة "الوفاق الوطني العراقي" المُعارضة لصدام حسين، والتي تتخذ من لندن مقرًّا له ويرأسها إياد علاوي، البعثي السابق الذي فرَّ من العراق عقب خلافٍ مع صدام في السبعينات.
ضبط جهاز الأمن الخاص قرابة 800 أمني شاركوا في التآمر على صدام منهم 120 ضابطًا يعملون في أجهزة أمنية حساسة، مثل الحرس الجمهوري، والجيش، وقوات طوارئ الحرس الجمهوري، والمخابرات، وكذلك اثنين من طبّاخي القصر الرئاسي.
مثّل هذا الاكتشاف ضربة هائلة لأغلب الأجهزة الأمنية في البلاد، وتصاعدت حظوة قُصي عند والده فكافأه بتعيينه رئيسًا للجنة جديدة تشرف على عمل المخابرات والأمن الخاص والاستخبارات العسكرية.
تزامن صعود نجم قصي مع خلو الساحة العراقية أمام صدام من أكفاء عسكريين يعيّنهم على رأس نظامه، بعدما طالت إعداماته المتتالية حتى دائرته العائلية المقربة بعدما تخلّص من الفريق عمر الهزاع التكريتي، والفريق راجي التكريتي، والفريق الركن ثابت سُلطان التكريتي، واللواء فاضل البراك التكريتي، ثم من صهريه حسين وصدام كامل عقب لجوئهما إلى الأردن في عملية أمنية قُتل فيها أيضًا إخوتهم ووالدهم.
وهكذا لم يبقَ أمام صدام نصير مقرب وموثوق إلا قُصي وعُدي. وأمام انفلاتات عدي المتكررة، بات قُصي رجل صدام الأول وعيْنَه على كل العراق بأسره.
في العام ذاته، 1996، شارك قُصي في الحملة العسكرية الموسّعة التي نفّذها الجيش العراقي في المناطق الكردية، وكانت أكبر تحرّكٍ عسكري للعراقيين منذ غزو الكويت.
يشرح اللواء وفيق السامرائي مدير المخابرات العسكرية العراقية في كتابه "حطام البوابة الشرقية": شدّد صدام قبضته على الحُكم من خلال فرض إجراءات أمن صارمة بحق رموز نظامه. فكان كافة الوزراء وكبار المسؤولين في بغداد لا يحقُّ لهم اختيار أفراد حمايتهم وإنما يجرى انتدابهم من قِبَل الأمن الخاص الذي يرأسه قُصي، وبذلك يُمكن مراقبة واعتقال كافة الوزراء بإشارة لا سلكية واحدة من قُصي.
في إحدى المرات، طلب طه الجزراوي نائب رئيس الجمهورية تعيين ابن عمه (ضابط برتبة مقدم) في فريق حراسته فرُفض طلبه، وهو ما علّق عليه السامرائي قائلاً: "فلسفة صدام تتمحور في التشديد على مراقبة قادة نظامه السياسيين من أجل التحكم في مصيرهم وسلامتهم الشخصية من قِبَل ابنه قُصي".
وكشف السامرائي أن قُصيًّا كان الذراع الباطشة لصدام حينما كان يريد التخلُّص من أحد مسؤولي نظامه، وهو ما حدث مع السامرائي شخصيًّا بعد بروز ميوله المُعارِضة لصدام، فدبّر قُصي محاولة فاشلة لاغتياله عبر رجاله في "الأمن الخاص".
يقول صاغية في كتابه "بعث صدام": "لم يكن من الغريب لعائلة عمّدت طريقها إلى السُلطة بالدم، أن تبدأ وراثة قُصي لأبيه بتسليمه أجهزة الأمن والحماية. فهنا تتقاطع الحداثة الأداتية مع القيم العشائرية تقاطعًا وثيقًا".
وهنا يعلّق كوجلن: "كان على صدام أن يُقاوم الغيرة المتصاعدة لدى عُدي من أخيه الأصغر. فبسبب مسؤوليته وتفانيه الكبير، استلم وبسرعة دور خليفة أبيه بلا منازع". ترسّخ في نفوس العراقيين أن قُصي سيكون خليفة لوالده بلا منازع عقب تعرّض عُدي لمحاولة اغتيال لم تُجهز على حياته لكنها أصابته بإعاقة زاملته بقية حياته ودمّرت حلمه بوراثة والده إلى الأبد.
الاجتماع الأخير ووعيدٌ لم يُنفذ
بحسب كتاب "صدّام: الحياة السرية" للصحفي البريطاني كوجلن، فإنه عقب إعلان الرئيس الأميركي جورج بوش الإطاحة بصدّام، عقد الأخير اجتماعًا موسّعًا في قصره الرئاسي دعا فيه كبار رجال نظامه، تكلّم فيه قُصي قائلاً "إننا نمتلك كافة الإمكانات -بإشارة بسيطة منك- التي تجعلنا نؤرِّق الأميركيين ونجعلهم يخشون الخروج إلى الشوارع. أنا أطلب منك يا سيدي أن تمنحني إشارة صغيرة، أقسم برأسك إذا لم أحوّل ليلهم إلى نهار ونهارهم إلى جحيم متقد، سأطلب منك أن تقطع رأسي أمام إخواني الحاضرين".
خلال هذه الأزمة، حكى علاء بشير الطبيب الخاص لأسرة صدام، أنه في عِز أزمة العراق تلقّى اتصالاً هاتفيًّا من قُصي يخبره أن ابنته ذات الـ15 عامًا ليست راضية عن شكل أنفها وترغب في تعديله، فأجرى لها بشير العملية رغم استغرابه من هذا الطلب في هذه الظروف، وهو ما اعتبره قناعة مُطلقة من العائلة الصدّامية بأنهم لن يرحلوا عن العراق أبدًا.
وخلال زيارة الطبيب لمنزل قُصي لمتابعة حالة ابنته لفت نظره "اختفاء النجف والأثاث الإيطالي حتى بدا البيت شبه خالٍ". في هذه الزيارة قابَل الطبيب قُصي بصحبة ابنه الأكبر مصطفى وكانا متحمسين جدًا وواثقين من عبور المحنة. لاحقًا سيموت مصطفى (13 عامًا) بعدما قاوم الجنود الأميركيين خلال محاولة القبض على والده وعمه.
خلال هذا اللقاء، منح قصي طبيبه اعترافًا نادرًا قال فيه "لقد ارتكبنا أخطاءً كثيرة، ونحتاج لفترة طويلة لإصلاح ما أفسدناه"، وكانت آخرة مرة يراه فيها.
إذ عقب الاجتماع الناري مع والده ووزرائه، شكّل قُصي أمل والده الأكبر في الإبقاء على نظام حكمه. ووفقًا لكتاب "احتلال ما بعد الاستقلال" لعبد الوهاب القصّاب، فإنه خلال غزو أميركا للعراق مثّلت بغداد قلب الاستراتيجية الدفاعية العراقية، وكانت معركتها تُقاد على مستوى القيادة متمثّلة في شخص قائد العمليات المركزية قُصي صدام حسين، والذي كان تحت إمرته فيلق الحرس الجمهوري الأول والثاني، وقوات الحرس الجمهوري الخاص، وفدائيو صدام، فضلاً عن جيش القدس.
قاد قُصي بنفسه جهود صدّ الهجوم الأميركي على مطار صدام (مطار بغداد حاليًا) يوم 6 أبريل 2003 إلا أنه فشل في تكرار النجاح أمام الهجوم الثاني في اليوم التالي، وبالنهاية حُسمت معركة المطار لصالح الأميركيين.
يقول علاء الدين المدرس في كتابه "أسرار حرب العراق" أن صدام حسين وابنه قُصي شُوهدا يُشاركان الجنود العراقيين معاركهم ضد الأميركيين، وأن قُصيًّا كان يستقل سيارة جيب عسكرية فيها مدفع رشاش مقاوم للطائرات.
بعد هذه المعركة تتالت هزائم قوات صدام حتى نجحت القوات الأميركية في اختراق بغداد من الجنوب والشرق والغرب ولم يبق إلا شمال العاصمة صامدًا، قبل أن ينهار هو الآخر.
يقول الفريق الركن رعد الحمداني قائد فيلق الحرس الجمهوري العراقي الثاني في كتابه "قبل أن يُغادرنا التاريخ" إنه يومين بعد معركة المطار، ظهر قُصي في حالة وهن شديدة وانهيار معنوي تام بعكس ما كان عليه طيلة فترة الحرب من هدوء ورباطة جأش وشجاعة. وكانت ملامح وجهه تُوحي باليأس من استمرار البقاء في بغداد، وكأنه يريد في قرارة نفسه أن يفهم ضباط الحرس الجمهوري بأن عليهم الانسحاب من بغداد دون أن يمنحهم أمرًا مباشرًا حفظًا لماء الوجه.
في اليوم التالي، 9 شهر أبريل 2003، نجحت القوات الأميركية في اختراق قلب بغداد، وأسقطت مدرعة أميركية تمثال صدام حسين في ساحة الفردوس وسط العاصمة، مُعلنةً سقوط نظام حزب البعث بعد قرابة 35 عامًا من حكم العراق.
في كتابه "صدام حسين.. من الزنزانة الأميركية: هذا ما حدث"، كشف المحامي خليل الدليمي الذي تولّى الدفاع عن صدام حسين خلال محاكمته، أن آخر اجتماع لصدام بنجله قُصي كان في 11 أبريل بعدها تفرّقا كل إلى حاله؛ ذهب صدام إلى تكريت بينما توجّه قُصي وعُدي بصحبة عبد حمود السكرتير الشخصي لصدام إلى الحدود السورية.
رحّبت دمشق بقُصي وحمود إلا أنها رفضت استقبال عُدي. عاد الثلاثة إلى العراق مُجددًا، حيث أقام الأخوان في الموصل بصحبة مصطفى ابن قُصي، ولجآ إلى أحد المنازل الذي شهد نهايتهم جميعًا بعد معركة ضارية مع القوات الأميركية، لتكتب في 22 يوليو 2003 نهاية قصة عُدي وقُصي مع العراق إلى الأبد.