العراق: عدم حسم مرشح رئاسة الجمهورية "يعيق" انعقاد جلسة البرلمان
تترقب الأوساط السياسية والعامة، بقلق، جلسة متوقعة لمجلس النواب العراقي، يسبقها تحرك أمني لتحصين المنطقة الرئاسية، في مقابل فيما تحشيد من أنصار التيار الصدري لتظاهرة، غداً السب، قد تأتي على شاكلة ما جرى الأربعاء الماضي.
وكان المجلس النواب عقد خلال الأيام الماضية جلستين استضاف خلالهما قادة القوى السياسية، للاطلاع على مستجدات الأزمة الراهنة التي تعطل استكمال مقررات نتائج انتخابات أكتوبر، بتسميةٍ متفقٍ عليها لرئاسة الجمهورية والمكلف بتشكيل الحكومة.
وتداولت تسريبات نيابية وجود جلسة لبرلمان ستعقد غداً السبت، استكمالاً لما بدأته بعد انتهاء العطلة التشريعية الأولى للمجلس، واستمراراً لبذل الجهود لإنهاء الانسداد السياسي.
يقول النائب عن ائتلاف "دولة القانون"، جاسم الموسوي، لـ"ارفع صوتك"، إن إمكانية انعقاد الجلسة ما زال متاحاً، لكن لم يتم تحديد وقتها، بالتالي وبحسب المعطيات الحالية لن تنعقد في ظل بقاء الخلاف الكردي- الكردي بشأن مرشح رئاسة الجمهورية".
ويضيف أن "القوى السياسية طلبت من رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي عقد جلسة طارئة ولكن الأخير لم يرد الجواب بشأن ذلك لغاية الآن".
وإذا ما كانت هنالك أسباب تدفع لتعطيل الجلسة في قادم الأيام، يؤكد الموسوي، أن "أصل عدم الانعقاد يأتي بسبب عدم حسم القوى الكردية تسمية مرشح جمهوري متفق عليه وليس ما يتم تداوله بشأن التحشيد الذي أعلنه التيار الصدري".
ويتابع مؤكداً: "مرشحنا هو محمد شياع السوداني وهنالك إصرار من قبل الإطار التنسيقي للإبقاء عليه، وما جرى من تحرك للصدريين مؤخراً باقتحام الخضراء يأتي ضمن مخطط للإبقاء على حكومة الكاظمي والذهاب نحو انتخابات مبكرة"
وشهد الأسبوع الماضي، تطورات كبيرة أفرزت في جريانها منعطفات جديدة للأزمة، بعد أن قدم الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني لرئاسة الوزراء، قابلها تقارب بين الحزبين الرئيسيين الديمقراطي والاتحاد الكردستانيين بشأن حسم اختيار شخصية واحدة لرئاسة الجمهورية، سرعان ما تلاشى وعاد الطرفان للتمسك بمواقفهما السابقة.
ودفع خيار الإطار التنسيقي بتسمية مرشحه إلى تثوير المشهد شيئاً فشيئاً من قبل الخصم المعارض مقتدى الصدر وأنصاره، الذين عبروا عن ذلك الرفض بتظاهرة مفاجئة انتهت باقتحام المنطقة الرئاسية وسط بغداد ودخول مجلس النواب قبل أن ينسحبوا استجابة لزعيمهم.
وحتى ليل الخميس الجمعة، لوح الصدر عبر تغريدة لـ"وزير القائد" محمد صالح العراقي، بالتحرك نحو تظاهرة ذات تحشيد أكبر إذا ما استمر ممن أسماهم "الفاسدين"، بـ"تبعيتهم وكرههم للوطن". وتضمنت أيضاً : "اليوم جرة أذن وغداً؟". في إشارة لتصعيد الموقف.
— وزير القائد - صالح محمد العراقي (@salih_m_iraqi) July 28, 2022
وتزامن ذلك مع مواقف مشابهة لقيادات وأنصار للتيار الصدري عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي، التي تضمنت الوعيد والتهديد، كان أبرزها للقيادي حازم الأعرجي، الذي كتب عبارة "السبت جاهزون".
الحرية 🇮🇶#السبت_موعدنا من أجل العراق. pic.twitter.com/nqSYZaQI68
— أبان (@al_7000al) July 28, 2022
حين تكون العمامه متخرجه من حوزة مرجع الشجعان محمد محمد صادق الصدر .#السبت_موعدنا✌️🇮🇶#ثورة_محرم_الحرام pic.twitter.com/LS9x5pms5n
— الزعيم العراقي (@HZSPbHTfuU2PYlO) July 28, 2022
دعوة إلى جميع اهالي المحافظات العراقية سيكون لنا وقفة احتجاجية على اسوار الخضراء في يوم السبت المصادف 2022/7/30 تزامنا مع جلسة تنصيب رئيس الجمهورية #السبت_موعدنا pic.twitter.com/JBAWoc0tky
— آلُمْمْهِڊةّ آلُصًڊريَةّ 🕊️ (@G6HxWRPQ69t2qPD) July 28, 2022
كما توعد مدير مكتب الصدر في بغداد إبراهيم الموسوي بعبارة "أليس السبت بقريب"، في إشارة لانعقاد جلسة البرلمان العراقي.
وصباح الجمعة، تحركت تعزيزات عسكرية من أرتال للجيش والشرطة باتجاه المنطقة الرئاسية، تزامنت معها تحصينات للمنطقة الخضراء.
وتحركت فرق عبر آليات ثقيلة لغلق بوابات المنطقة الخضراء بالحواجز الكونكريتية باستثناء منفذ وحيد.
وكان بعض المتظاهرين ممن دخلوا المنطقة الرئاسية أطلقوا هتافات ومطالب تضمنت المطالبة بحل مجلس النواب الحالي والذهاب نحو خيار انتخابات تشريعية جديدة.