دعا وزير الصدر، صالح محمد العراقي، أنصار التيار في المحافظات الذين تظاهروا، مساء الاثنين، استجابة لدعوة مقتدى الصدر إلى "العودة" لبيوتهم، فيما أفاد مراسلو قناة الحرة ببدء انسحاب متظاهري "الإطار التنسيقي" الذين تجمعوا في بغداد.
وجاء في تغريدة لصالح محمد العراقي: شكرا لكم. مظاهرات المحافظات #رفعة_رأس. أقيموا الصلاة وعودوا سالمين غانمين. ولا تنسوا المعتصمين في مجلس الشعب من دعائكم".
شكرا لكم
— وزير القائد - صالح محمد العراقي (@salih_m_iraqi) August 1, 2022
مظاهرات المحافظات #رفعة_رأس
اقيموا الصلاة وعودوا سالمين غانمين
ولا تنسوا المعتصمين في مجلس الشعب من دعائكم..
وتصاعد التوتر، منذ أيام، في العراق، مع اقتحام مناصري التيار الصدري البرلمان مرتين، وباشروا داخله اعتصاما السبت، رفضا لترشيح محمد شياع السوداني من قبل "الإطار التنسيقي"، لرئاسة الحكومة.
ويوم الاثنين، تجمع أنصار "الإطار" المنافس لزعيم التيار الصدري قرب المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد، استجابة لدعوة أخرى مماثلة، فيما يواصل مناصرو الصدر اعتصامهم في البرلمان، لليوم الثالث، ما وضع القوات الأمنية في حالة تأهب.
وقرابة الساعة الخامسة عصرا، ملأ الآلاف من متظاهري "الإطار" الجسر المعلق المؤدي إلى المنطقة الخضراء التي تضم مؤسسات حكومية ومقرات دبلوماسية غربية ومقر البرلمان.
ورفع بعض المتظاهرين لافتات كتب عليها "الشعب لن يسمح بالانقلابات"، كما حملوا الأعلام العراقية ورايات إسلامية وصورا للمرجعية الشيعية، علي السيستاني. وهتف البعض منهم: "نعم نعم للمرجعية.. نعم نعم للقانون".
ويجمع تحالف "الإطار التنسيقي" بالإضافة لائتلاف دولة القانون، الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق، نوري المالكي ويعد أبرز خصوم التيار الصدري، فصائل "الحشد الشعبي" وهي فصائل مسلحة موالية لإيران، دُمجت مع القوات النظامية.
ووفقا لتعليمات تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي صدرت عن مناصري "الإطار التنسيقي"، بمنع "الدخول إلى المنطقة الخضراء". وتؤكد التعليمات بأن الاحتجاجات "ليست موجهة ضد شخص أو فئة" و"تهدف للدفاع عن الدولة وشرعيتها ومؤسساتها".
وفي المعسكر المقابل، دعا تيار الصدر إلى تظاهرات عند الخامسة عصرا أيضا في كل محافظات العراق.
وقامت قوات الأمن العراقية برش المياه على متظاهري "الإطار" لمنعهم من عبور الجسر المؤدي إلى المنطقة الخضراء، بحسب صحفي في فرانس برس.
وتمكن المتظاهرون من اجتياز الحاجز الأول قرب الجسر، فيما كانت تسعى القوات الأمنية لمنعهم من التقدم.
وأفد مراسلو الحرة بأن "أمن قوات الحشد" نزل إلى منطقة تظاهر "الإطار" ووضع نفسه في موقف فصل بين المتظاهرين والقوات الأمنية بعد صدامات حصلت بين الطرفين.
وعبر محمد العراقي عن أسفه لقيام أنصار "الإطار" بـ "الاعتداء" على القوات الأمنية قرب الجسر المعلق، ووصف في تغريدة متظاهري الإطار بـ"المساكين المغرر بهم".
بدء الانسحاب
في غضون ذلك، أفد مرسلوا قناة الحرة ببدء انسحاب متظاهري "الإطار" من الجسر المعلق، وجاء ذلك بعد مقاطعة رئيس ائتلاف "الفتح"، هادي العامري، للاحتجاجات "وكذلك بعد محدودية الأعداد المتظاهرة، وبعد طلب من أمين عام "عصائب "أهل الحق" بالانسحاب.
وطالب محمد العراقي في تغريدة أنصار التيار الصدري من المتظاهرين في المحافظات البقاء في وقفاتهم إلى صلاة المغرب، قبل أن يطالبهم بالمغادرة لاحقا.
وتوافد أنصار التيار الصدري على مكان الاعتصام المفتوح في الناصرية تلبية للدعوة، مؤكدين أنهم "يؤيدون جميع خطوات الإصلاح التي أطلقها الصدر ويرفضون العودة إلى المربع الأول".
ونظم المئات من أتباع التيار الصدري وبعض النخب العشائرية في محافظة ديالى وقفة تضامنية، وأكد عدد من شيوخ ووجهاء المحافظة أن "هذه الثورة الإصلاحية التي دعا إليها الصدر فرصة ذهبية لجميع العراقيين للتخلص من الجور والفساد والفاسدين والتبعية لدول الجوار".
وأكد ممثل مكتب التيار الصدري، الشيخ وديع حسين، للحرة أن أبناء ديالى "من جميع الطوائف والقوميات يساندون ثورة الإصلاح ولا مجال للتراجع والمهادنة مع الإطارين حول المطالب التي خرجت من أجلها أغلب المحافظات العراقية لحل البرلمان وإعادة الانتخابات ومحاسبة الفاسدين من سدة الحكم".
ونظم العشرات من أنصار الصدر تظاهرة، عصر الاثنين، في منطقة برطلة، شرقي الموصل، لمساندة المحتجين في البرلمان.
واحتشد المئات في وسط محافظة البصرة وقالوا إن التيار الصدري "يطالب بالإصلاح بعد أن باتت العملية السياسية على المحك وإن التيار يمثل العراقيين جميعا بمكوناته كافة".
ودعا المتظاهرون جميع طوائف الشعب العراقي لتلبية "نداء الوطن مطالبين بمحاسبة الفاسدين ورفع الظلم والحيف عن أبناء الشعب العراقي".
وداخل البرلمان العراقي، لم يتغير زخم اعتصام التيار الصدري، حيث يتجمع الآلاف من مناصريه، فيما لاتزال صور مقتدى الصدر والشعارات الحسينية تملأ الأروقة، وفق فرانس برس.
وعند مدخل البرلمان، يفتش منظمو الداخلين. وفي الخارج، يفترش المئات خيما ملأت الحديقة، فيما يستمر توزيع الطعام والماء والفاكهة.
وفي القاعة الكبرى الخاصة بالتصويت، يجلس معتصمون على مقاعد النواب وعلى كرسي رئيس المجلس.
وقال ظاهر العتابي، أحد المعتصمين من البرلمان لفرانس برس: "المطالب هي القضاء على الحكومة الفاسدة. لا نريد تدوير نفس الوجوه.. منذ 2003 حتى اليوم، لا خدمات لا صحة لا تربية".