وُضعت القوات الأمنية، الاثنين، في حالة تأهب بعد دعوات المنافسين السياسيين للزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذي يسيطر أنصاره منذ السبت على مبنى البرلمان، للتظاهر وسط تصاعد التوترات السياسية في البلاد.
ونقلت مواقع التواصل الاجتماعي تأكيدات مناصري التحالف "الإطار التنسيقي" الذي يجمع فصائل شيعية موالية لإيران، إن احتجاجات أنصارهم "ليست موجهة ضد شخص أو فئة"، بحسب فرانس برس.
وتحسبا لخروج تظاهرة جديدة دعا لها "الإطار التنسيقي"، اتخذت القوات الامنية إجراءات بينها نشر عناصرها خصوصا حول المنطقة الخضراء، وإغلاق طرق مهمة ما أدى لأزمات مرور شديدة في العاصمة.
ووفقا لتعليمات تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي صدرت عن مناصري الإطار التنسيقي، سيكون موعد التجمع الخامسة مساء بالتوقيت المحلي، على شارع يؤدي الى أحد مداخل المنطقة الخضراء المحصنة، حيث مقر الحكومة والبعثات الدبلوماسية ومقر مجلس النواب الذي يسيطر عليه التيار الصدري لليوم الثالث على التوالي.
وتشمل التعليمات منع "الدخول إلى المنطقة الخضراء" وتؤكد بأن الاحتجاجات "ليست موجهة ضد شخص أو فئة" و"تهدف للدفاع عن الدولة وشرعيتها ومؤسساتها".
ويجمع تحالف الإطار التنسيقي بالإضافة لدولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي ويعد أبرز المعادين للتيار الصدري، وفصائل الحشد الشعبي وهي قوات شبه عسكرية دمجت مع القوات النظامية.
وأكد مصدر في مكتب المالكي، الاثنين، صحة الدعوات للتظاهر والتعليمات المتداولة بهذا الخصوص.
في غضون ذلك، ذكر مصدر بارز في التيار الصدري بان أنصار التيار سيخرجون للاحتجاج الخامسة مساء في عموم محافظات البلاد.
ويأتي ذلك بعد دعوة الصدر، الأحد، إلى مواصلة الاحتجاج معتبرا ذلك "فرصة عظيمة لتغيير جذري للنظام السياسي"، الامر الذي اعتبره الإطار التنسيقي دعوة "انقلاب على الشعب والدولة ومؤسساتها".
استجابة لدعوة الحوار
ورحَّب رئيس ائتلاف النصر، حيدر العبادي، الاثنين، بدعوات الحوار، فيما أكد دعمه للتفاهمات.
وقال العبادي في تغريدة "أرحِّب بدعوات الحوار، وهي دليل حكمة جميع الأطراف".
أرحب بدعوات الحوار، وهي دليل حكمة جميع الأطراف. لقد دعوت للحوار والتفاهم مراراً، واليوم أجدد الدعوة وأبارك وأدعم أي تفاهمات للحل أياً كانت نتائجها، ما دامت تحفظ أمن واستقرار العراق وشعبه ورفاهية مواطنيه.
— Haider Al-Abadi حيدر العبادي (@HaiderAlAbadi) August 1, 2022
وأضاف: "لقد دعوت للحوار والتفاهم مراراً، واليوم اجدد الدعوة وأبارك وأدعم أي تفاهمات للحل أياً كانت نتائجها، ما دامت تحفظ أمن واستقرار العراق وشعبه ورفاهية مواطنيه".ويرفض التيار الصدري، الذي يسيطر منذ السبت على مبنى مجلس النواب (البرلمان)، ترشيح محمد شياع السوداني (52 عاما) الذي قدمه "الاطار التنسيقي" الذي يجمع كتل بينها فصائل موالية لإيران.
كما جدد رئيس تحالف الفتح، هادي العامري، اليوم الاثنين، دعوته للتيار الصدري والاطار التنسيقي بضبط النفس وتقديم مصلحة البلاد.
وقال العامري في بيان: "في أجواء التصعيد الإعلامي من خلال البيانات والبيانات المضادة، والتي تدعو إلى الحشد الجماهيري، وقد تخرج عن السيطرة وتفضي إلى العنف، أكرر ندائي مخلصاً إلى الاخوة في التيار الصدري وفي الإطار التنسيقي إلى أن يغلبوا منطق العقل والحكمة وضبط النفس والتأني وتقديم مصلحة البلاد والعباد من خلال الحوار الجاد والبناء، للتوصل إلى حلول لنقاط الاختلافات فيما بينهما"، حسبما نشرت وكالة الأنباء العراقية (واع).
وكان ذلك استجابة لدعوات حوار عدة، من أبرزها دعوة رئيس إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، الأحد، لحل الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد عبر حوار مفتوح يجمع الأطراف المتخاصمة.
وقال بارزاني في بيان "نتابع بقلق عميق الأوضاع السياسية والمستجدات التي يشهدها العراق"، مطالبا "الأطراف السياسية المختلفة إلى التزام منتهى ضبط النفس وخوض حوار مباشر من أجل حل المشكلات"، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء العراقية (واع).
وأضاف أن "زيادة تعقيد الأمور في ظل هذه الظروف الحساسة يعرض السلم المجتمعي والأمن والاستقرار في البلد للخطر"، مردفا: "في الوقت الذي نحترم إرادة التظاهر السلمي للجماهير، نؤكد على أهمية حماية مؤسسات الدولة وأمن وحياة وممتلكات المواطنين وموظفي الدولة".
وتابع: "إقليم كردستان سيكون كما هو دائما جزءا من الحل ... (على) الأطراف السياسية المعنية في العراق للقدوم إلى أربيل عاصمتهم الثانية، والبدء بحوار مفتوح جامع للتوصل إلى تفاهم واتفاق قائمين على المصالح العليا للبلد".
تعليق إيراني
ومن جانبها، اعتبرت إيران، الاثنين، أن التطورات الأخيرة في العراق،"شأن داخلي" يجب حلّه بالحوار.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني خلال مؤتمر صحافي "نحن نتابع بعناية وحساسية التطورات الراهنة في العراق"، حسب فرانس برس.
وأضاف "نعتبر أن التطورات الراهنة تعد جزءا من الشؤون الداخلية في العراق"، مشددا على أن إيران "تحترم خيار الشعب العراقي وتؤكد أن الحوار هو الطريقة الأمثل لحل الخلافات الداخلية في العراق"، بحسب قوله.
وأعرب كنعاني عن اقتناع طهران بأن "التيارات، الأحزاب، والتنظيمات السياسية العراقية قادرة على تجاوز المرحلة الراهنة (بالعمل) في إطار الدستور، الإجراءات القانونية لهذا البلد وبطريقة سلمية ضمن الاحترام المتبادل، والمساعدة على نمو العراق من خلال تشكيل حكومة شعبية".
ويعيش العراق منذ الانتخابات التشريعية الأخيرة في أكتوبر 2021، شلل سياسي كامل بسبب فشل المفاوضات بين الأحزاب الرئيسية في التوصل لاتفاق على ترشيح رئيس الجمهورية وتسمية مرشح لرئاسة الوزراء.
ولجأ الصدر أمام تواصل الخلاف الى إعلان استقالة نواب التيار 73 نائبا من أصل 329 مجموعة أعضاء البرلمان، للضغط على خصومه وتركهم أمام مهمة تشكيل الحكومة.