إحدى لوحات "كاريكاتير البورتريه" للشاعر شيركو بيكس في المعرض- ارفع صوتك
إحدى لوحات "كاريكاتير البورتريه" للشاعر شيركو بيكس، المشاركة في المعرض- ارفع صوتك

68 لوحة كاريكاتير رسمها فانون من 34 دولة حول العالم، تعرض بورتريه الشاعر الكردي الراحل شيركو بيكه س، تمثل أبرز اللوحات المشاركة في ملتقى الدولي الثالث للكاريكاتير، الذي ينظمه مركز "7 ألوان" الفني في محافظة السليمانية بكُردستان العراق.

واحتضن المتحف الوطني في مبنى "الأمن الأحمر" وسط مدينة السليمانية الملتقى هذا العام، الذي استمر أربعة أيام وشارك فيه 68 فنان كاريكاتير دولي، اختارت اللجنة المنظمة أعمالهم من بين 160 عملا قُدم للملتقى منذ الإعلان عن تنظيمه.

إحدى لوحات "كاريكاتير البورتريه" للشاعر شيركو بيكه س في المعرض- ارفع صوتك

يوضح مدير مركز "7 ألوان"، بختيار سعيد لـ"ارفع صوتك": "اخترنا الراحل شيركو بيكه س عنوانا للدورة الثالثة من ملتقى الكاريكاتير الدولي، لأنه الشاعر الكردي الأشهر في العصر الحديث الذي ترجمت قصائده لعدة لغات حتى الآن، وهو معروف في الساحة الثقافية على مستوى الشرق الأوسط والعالم".

ويضيف أن "كل رسام مشارك من الرسامين رسم شخصية الملتقى بطريقته الخاصة التي تظهر عليها جمالية فن الكاريكاتير وتعكس أهمية هذا الفن في ثقافة كل دولة من الدول المشاركة".

وبدأ "7 ألوان" بتنظيم الملتقى على شكل معرض في مدينة السليمانية خلال السنوات الماضية، ثم على مستوى العراق، وعمل على توسيعه حتى أطلق الملتقى الدولي الأول للكاريكاتير في السليمانية عام 2019، وكان عنوانه آنذاك "أزمة المياه وتداعياتها في العالم".

لكن انتشار وباء كورونا وإجراءات الحجر الصحي المرافقة له حالت دون تنظيمه خلال عام 2020، وعاد المركز ونظم الدورة الثانية من الملتقى عام 2021 الذي حمل عنوان "السلام في العالم".

تقول رسامة الكاريكاتير زالة يوسف، المشاركة في الملتقى: "أنا سعيدة جدًا بهذه المشاركة خاصة أن أعمالي تعرض مع العديد من فناني الكاريكاتير العالميين، وهذا مهم جدا بالنسبة لي ودافع كبير كي أكون حاضرة دائما في المعارض المستقبلية".

ويدخل "كاريكاتير البورتريه" ضمن الكاريكاتير الواقعي، الذي يختص بالموضوعات والأحداث اليومية والشخصيات المعروفة سواء كانت سياسية أو ثقافية وفنية واجتماعية.

من جهته، يرى رسام الكاريكاتير هيمن قارماني، أن "أهمية هذا الملتقى في أنه عابر للحدود ولم يعد في إطار مدينة أو دولة، وأولت غالبية المواقع ومجموعات الرسوم المتحركة اهتماما كبيرا به ولشخصية الشاعر".

ويشير إلى الملتقى تمكن من تعريف العالم بالشاعر شيركو بيكه س عبر مساحة فنية أوسع مما كانت عليه في الماضي.

إحدى لوحات "كاريكاتير البورتريه" للشاعر شيركو بيكه س في المعرض- ارفع صوتك
إحدى لوحات "كاريكاتير البورتريه" للشاعر شيركو بيكه س في المعرض- ارفع صوتك

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

Iranian President Pezeshkian visits Erbil
من زيارة الرئيس الإيراني لكردستان العراق- رويترز

استخدم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال زيارته الحالية إلى العراق اللهجة الكردية ليقول إن بين طهران وكردستان "علاقات جيدة"، في مؤشر واضح على تحسّن روابط بلاده مع الإقليم العراقي الذي يتمتع بحكم ذاتي واستهدفته ضربات إيرانية مرّات عدّة في السنوات الأخيرة.

فكيف تمكّن الإيرانيون وأكراد العراق من تسوية خلافاتهم؟

 

تقارب حقيقي؟

شهدت العلاقات بين جمهورية إيران الإسلامية وإقليم كردستان العراق، وهو تقليدياً حليف لواشنطن والأوروبيين في الشرق الأوسط، تحسناً ملحوظاً في الأشهر الأخيرة.

وكثرت الزيارات التي أجراها مسؤولون من الجانبين والتصريحات الإيجابية.

وحضر كلّ من رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني وابن عمّه رئيس الوزراء مسرور بارزاني جنازة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي الذي قضى مع مسؤولين بينهم وزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان في تحطّم طائرتهم في 19 مايو الماضي.

كذلك زار القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري أربيل عاصمة الإقليم في يونيو الفائت.

ولدى خروجه الأربعاء من القصر الرئاسي في بغداد حيث اجتمع بنظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، قال بزشكيان بالكردية لقناة "رووداو" المحلية الكردية "لدينا علاقات جيدة مع كردستان وسنعمل على تحسينها أكثر".

وزار نيجيرفان طهران ثلاث مرات في غضون أربعة أشهر، والتقى بارزاني المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.

يقول مدير "المركز الفرنسي لأبحاث العراق" عادل بكوان لوكالة فرانس برس: "أصبحنا حالياً في مرحلة التطبيع" في العلاقات.

ويعود ذلك بالنفع على أربيل من ناحية "حماية أمنها واستقرارها ونموها الاقتصادي، ما يجعل تطبيع العلاقات مع جمهورية إيران الإسلامية ضروريا للغاية"، بحسب بكوان.

 

لماذا قصفت طهران إقليم كردستان؟

في السنوات الأخيرة، تعثّرت العلاقات بين أربيل وطهران بسبب الخلاف حول مجموعات مسلحة من المعارضة الكردية الإيرانية تتمركز في كردستان العراق منذ ثمانينيات القرن المنصرم بعد اندلاع حرب استمرت ثماني سنوات بين العراق وإيران.

على جانبي الحدود، كان الأكراد العراقيون والإيرانيون يتكلّمون اللهجة نفسها ويتشاركون روابط عائلية.

واستمرت المجموعات الإيرانية المعارضة وغالبيتها يسارية الميول وتندّد بالتمييز الذي يعاني منه الأكراد في إيران، في جذب الفارّين من القمع السياسي في الجمهورية الإسلامية. من هذه المجموعات حزب "كومله" الكردي والحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني اللذان تعتبرهما طهران منظمتين "إرهابيتين".

وكان لهذه المجموعات مقاتلون مسلحون، إلا أنهم كانوا ينفون تنفيذ أي عمليات ضد إيران عبر الحدود.

واتّهمت طهران هذه المجموعات بتهريب أسلحة بالتسلّل إلى أراضيها انطلاقاً من العراق وبتأجيج التظاهرات التي هزت إيران في أعقاب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في 16 سبتمبر 2022 بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم امتثالها لقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

في نهاية عام 2023، وبعد ضربات عدّة نفذتها إيران في العراق، تعهدت السلطات العراقية بنزع سلاح هذه الفصائل وإخلاء قواعدها ونقلها إلى معسكرات.

وقال مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي للتلفزيون الإيراني الرسمي، الثلاثاء الماضي، إن الحكومة العراقية أغلقت 77 من قواعد هذه المجموعات قرب الحدود مع إيران ونقلت المجموعات إلى ست معسكرات في أربيل والسليمانية.

وأكّد أن استعدادات تجري لمغادرتها العراق إلى بلد ثالث.

 

ما التحديات التي لا تزال قائمة؟

في ظلّ اضطرابات جيوسياسية في الشرق الأوسط، استهدفت طهران كردستان مرّات أخرى، متهمة الإقليم بإيواء مواقع للاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (موساد).

في يناير 2024 ووسط توترات إقليمية على خلفية الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، شنّت القوات الإيرانية هجوما على مواقع في إقليم كردستان العراق، مشيرة إلى أنّها استهدفت "مقرا لجهاز الموساد". 

من جانبها، نفت الحكومة المركزية في بغداد وحكومة كردستان أن يكون "الموساد" متواجدا في الإقليم.

ويمكن كذلك قراءة التقارب الذي بدأته أربيل مع طهران في ضوء "الانسحاب" الأميركي المحتمل من العراق، بحسب عادل بكوان.

وتجري بغداد وواشنطن منذ أشهر مفاوضات بشأن التقليص التدريجي لعديد قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في العراق.

وتطالب فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران بانسحاب هذه القوات.

وقال وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي في مقابلة تلفزيونية، الأحد الماضي، إن العاصمتين توصلتا إلى تفاهم حول جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق "على مرحلتين".

وأوضح أن التفاهم يتضمّن مرحلة أولى تمتدّ من سبتمبر الجاري حتى سبتمبر 2025 وتشمل "بغداد والقواعد العسكرية للمستشارين"، يليها انسحاب "في المرحلة الثانية من سبتمبر 2025 حتى سبتمبر 2026 من كردستان العراق".

ولم تعد أربيل في السنوات الأخيرة في موقع قوة أمام الحكومة المركزية في بغداد التي تربطها بها علاقات متوترة.

يقول بكوان "كلما انسحبت الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، بالتالي من العراق بالتالي من كردستان العراق، أصبحت أربيل أضعف في مواجهة بغداد (...) المدعومة بقوة من جمهورية إيران الإسلامية" المعادية لواشنطن.