العراق

بعد استئنافه عمله.. هل يستجيب البرلمان العراقي لمطالب المحتجين؟

ارفع صوتك
08 أكتوبر 2022

استأنف البرلمان العراقي عمله، اليوم السبت، بأول جلسة منذ شهور، بحضور 198 نائباً، معلناً عن جلسة أخرى يوم الاثنين المقبل.

وباشر المجلس النواب، السبت، بالقراءة الأولى لثلاثة مشاريع قانونين، هي "قانون معالجة التجاوزات السكنية، وقانون الاستثمار المعـدني، وقانون الضمان الاجتماعي والتقاعد للعمال"، وفق ما أوردت وكالة الأنباء العراقية الرسمية.

ولا يزال تفعيل عمل مجلس النواب بعد تعطيل استمر نحو ثلاثة شهور، محل جدل بين معسكرين من القوى السياسية، حيث الأول يسعى إلى استكمال الاستحقاقات الدستورية طبقاً لنتائج أكتوبر التشريعية العام الماضي، والآخر يدعو إلى حل البرلمان والذهاب نحو حكومة انتقالية تتولى تنظيم  اقتراع مبكر آخر.

ويأتي استئناف العمل، على وقع مهلة منحها الشارع الاحتجاجي لصناع القرار السياسي في البلاد، تنتهي في 25 أكتوبر الحالي، أي بحلول ذكرى انطلاق موجة الاحتجاجات الثانية (أكتوبر 2019).

ويحاول فريق من القوى السياسية (الإطار التنسيقي والسيادة والديمقراطي الكردستاني)، إلى المضي بتشكيل الحكومة عبر تفعيل عمل مجلس النواب بذريعة تجنب غياب وجود سلطة تنفيذية وتداعيت ذلك الفراغ على تمرير الموازنة العامة للبلاد وتعطل عمل مؤسسات الدولة على مستويات استراتيجية هامة.

يقول النائب عن ائتلاف "دولة القانون"، داخل راضي، إن "أعضاء مجلس النواب مارسوا ضغطاً كبيراً على رئيس البرلمان لتفعيل مهام السلطة التشريعية، خصوصاً فيما يتعلق بعمل اللجان الخدمية وغيرها وبجوانب ملحة تمس مصالح البلاد والعباد".

ويضيف لـ"ارفع صوتك"، أن "مجلس النواب سيعقد الثلاثاء، جلسة تتضمن مشاريع قوانين تتعلق بجوانب الخدمات والمشاريع وغيرها ولا يوجد بين تلك الأجندات ما يتعلق بانتخاب رئيس الجمهورية والتصويت على مرشح الكتلة البرلمانية الأكبر وتسميته لرئاسة الوزراء".

من جانبه يقول رئيس حركة "وعي" صلاح العرباوي، إن "انعقاد جلسات البرلمان واستئناف عمله وإن أفضى في الأيام المقبلة عن انتخاب رئيس جمهورية وتشكيل حكومة، فإن تلك المخرجات والنتائج لن تصمد طويلاً أمام الضغط الشعبي والاحتجاجات التي تطالب بإسدال الستار على انتخابات أكتوبر والمضي نحو تغيير شامل".

ويؤكد لـ"ارفع صوتك"، أن "حركة وعي وبقية من القوى الأخرى لديها تحفظات عل تشكيل أي حكومة يشترك فيها الإطار".

"وقد طرحنا مبادرات ورؤى بديلة بشأن ذلك تتضمن الإبقاء على كابينة الكاظمي خلال فترة انتقالية أو تشكيل حكومة محايدة تأخذ زمام إدارة مقاليد البلاد عام واحد حتى تحقيق الانتخابات المبكرة"، يتابع العرباوي.

ارفع صوتك

مواضيع ذات صلة:

Iranian President Pezeshkian visits Erbil
من زيارة الرئيس الإيراني لكردستان العراق- رويترز

استخدم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال زيارته الحالية إلى العراق اللهجة الكردية ليقول إن بين طهران وكردستان "علاقات جيدة"، في مؤشر واضح على تحسّن روابط بلاده مع الإقليم العراقي الذي يتمتع بحكم ذاتي واستهدفته ضربات إيرانية مرّات عدّة في السنوات الأخيرة.

فكيف تمكّن الإيرانيون وأكراد العراق من تسوية خلافاتهم؟

 

تقارب حقيقي؟

شهدت العلاقات بين جمهورية إيران الإسلامية وإقليم كردستان العراق، وهو تقليدياً حليف لواشنطن والأوروبيين في الشرق الأوسط، تحسناً ملحوظاً في الأشهر الأخيرة.

وكثرت الزيارات التي أجراها مسؤولون من الجانبين والتصريحات الإيجابية.

وحضر كلّ من رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني وابن عمّه رئيس الوزراء مسرور بارزاني جنازة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي الذي قضى مع مسؤولين بينهم وزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان في تحطّم طائرتهم في 19 مايو الماضي.

كذلك زار القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري أربيل عاصمة الإقليم في يونيو الفائت.

ولدى خروجه الأربعاء من القصر الرئاسي في بغداد حيث اجتمع بنظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، قال بزشكيان بالكردية لقناة "رووداو" المحلية الكردية "لدينا علاقات جيدة مع كردستان وسنعمل على تحسينها أكثر".

وزار نيجيرفان طهران ثلاث مرات في غضون أربعة أشهر، والتقى بارزاني المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.

يقول مدير "المركز الفرنسي لأبحاث العراق" عادل بكوان لوكالة فرانس برس: "أصبحنا حالياً في مرحلة التطبيع" في العلاقات.

ويعود ذلك بالنفع على أربيل من ناحية "حماية أمنها واستقرارها ونموها الاقتصادي، ما يجعل تطبيع العلاقات مع جمهورية إيران الإسلامية ضروريا للغاية"، بحسب بكوان.

 

لماذا قصفت طهران إقليم كردستان؟

في السنوات الأخيرة، تعثّرت العلاقات بين أربيل وطهران بسبب الخلاف حول مجموعات مسلحة من المعارضة الكردية الإيرانية تتمركز في كردستان العراق منذ ثمانينيات القرن المنصرم بعد اندلاع حرب استمرت ثماني سنوات بين العراق وإيران.

على جانبي الحدود، كان الأكراد العراقيون والإيرانيون يتكلّمون اللهجة نفسها ويتشاركون روابط عائلية.

واستمرت المجموعات الإيرانية المعارضة وغالبيتها يسارية الميول وتندّد بالتمييز الذي يعاني منه الأكراد في إيران، في جذب الفارّين من القمع السياسي في الجمهورية الإسلامية. من هذه المجموعات حزب "كومله" الكردي والحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني اللذان تعتبرهما طهران منظمتين "إرهابيتين".

وكان لهذه المجموعات مقاتلون مسلحون، إلا أنهم كانوا ينفون تنفيذ أي عمليات ضد إيران عبر الحدود.

واتّهمت طهران هذه المجموعات بتهريب أسلحة بالتسلّل إلى أراضيها انطلاقاً من العراق وبتأجيج التظاهرات التي هزت إيران في أعقاب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في 16 سبتمبر 2022 بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم امتثالها لقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

في نهاية عام 2023، وبعد ضربات عدّة نفذتها إيران في العراق، تعهدت السلطات العراقية بنزع سلاح هذه الفصائل وإخلاء قواعدها ونقلها إلى معسكرات.

وقال مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي للتلفزيون الإيراني الرسمي، الثلاثاء الماضي، إن الحكومة العراقية أغلقت 77 من قواعد هذه المجموعات قرب الحدود مع إيران ونقلت المجموعات إلى ست معسكرات في أربيل والسليمانية.

وأكّد أن استعدادات تجري لمغادرتها العراق إلى بلد ثالث.

 

ما التحديات التي لا تزال قائمة؟

في ظلّ اضطرابات جيوسياسية في الشرق الأوسط، استهدفت طهران كردستان مرّات أخرى، متهمة الإقليم بإيواء مواقع للاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (موساد).

في يناير 2024 ووسط توترات إقليمية على خلفية الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، شنّت القوات الإيرانية هجوما على مواقع في إقليم كردستان العراق، مشيرة إلى أنّها استهدفت "مقرا لجهاز الموساد". 

من جانبها، نفت الحكومة المركزية في بغداد وحكومة كردستان أن يكون "الموساد" متواجدا في الإقليم.

ويمكن كذلك قراءة التقارب الذي بدأته أربيل مع طهران في ضوء "الانسحاب" الأميركي المحتمل من العراق، بحسب عادل بكوان.

وتجري بغداد وواشنطن منذ أشهر مفاوضات بشأن التقليص التدريجي لعديد قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في العراق.

وتطالب فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران بانسحاب هذه القوات.

وقال وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي في مقابلة تلفزيونية، الأحد الماضي، إن العاصمتين توصلتا إلى تفاهم حول جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق "على مرحلتين".

وأوضح أن التفاهم يتضمّن مرحلة أولى تمتدّ من سبتمبر الجاري حتى سبتمبر 2025 وتشمل "بغداد والقواعد العسكرية للمستشارين"، يليها انسحاب "في المرحلة الثانية من سبتمبر 2025 حتى سبتمبر 2026 من كردستان العراق".

ولم تعد أربيل في السنوات الأخيرة في موقع قوة أمام الحكومة المركزية في بغداد التي تربطها بها علاقات متوترة.

يقول بكوان "كلما انسحبت الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، بالتالي من العراق بالتالي من كردستان العراق، أصبحت أربيل أضعف في مواجهة بغداد (...) المدعومة بقوة من جمهورية إيران الإسلامية" المعادية لواشنطن.