على الرغم من الإقرار رسمياً بإقامة بطولة كأس الخليج، في نسختها الـ25، في مدينة البصرة العراقية، إلا أن الجدل بشأن إمكانية جاهزية المدينة أمنياً ما يزال مستعراً بين صفوف الشارع الجماهيري.
وكان الاتحاد العراقي لكرة القدم أعلن في ديسمبر الماضي عن موعد إقامة حفل إجراء قرعة بطولة "خليجي 25"، حيث سيقام الحفل في 25 أكتوبر/تشرين الأول عام 2022.
وتُقام البطولة، التي تُشارك فيها منتخبات منطقة الخليج العربي، بين 6 و19 يناير/كانون الثاني عام 2023.
وكان المكتب التنفيذي لاتحاد كأس الخليج العربي قرر، نهاية مايو 2021، إقامة النسخة 25 من بطولة كأس الخليج في العراق، بعد اعتذار قطر عن استضافتها دعما لمدينة البصرة بجنوب العراق.
وبدأ العراق بإنشاء مدينة رياضية في مدينة البصرة، استمر العمل فيها نحو 4 سنوات، افتتحت عام 2013، تضم ملعباً يتسع 65 ألف متفرج وملعبا آخر بسعة 10 آلاف متفرج فضلاً عن أربعة ملاعب للتدريب وثمانية فنادق ومرفقات أخرى.
إلا أن الأوضاع الأمنية في العراق وتحديداً في مدينة البصرة، التي تسودها النزاعات العشائرية وتتقاذفها الفصائل المسلحة مع ارتفاع معدلات تعاطي وتجارة المخدرات، تشكل أهم التحديات التي تؤرق أحلام الشارع الرياضي في إمكانية احتضان المدينة لخليجي 25 وفرص إنجاحها.
وجاء قرار الاتحاد العام لغرب آسيا بنقل بطولة الشباب تحت سن الـ23 من العراق إلى السعودية ليثير تهديداً لطموحات الشارع الرياضي، خشية أن تنسحب تلك تداعيات القرار على حظوظ البصرة في استضافة خليجي 25.
وأجرت غرفة عمليات البصرة، الأسبوع الماضي، بحضور قيادات أمنية، اجتماعات موسعة لمناقشة الاستعدادات ووضع خطط تأمين بطولة خليجي 25.
المتحدث باسم العمليات المشتركة، تحسين الخفاجي وخلال حديث لـ"ارفع صوتك"، قال إنه "تم خلال هذا الاجتماع مناقشة الخطط الأمنية الخاصة بتأمين تلك البطولة، بحضور رئيس أركان الجيش ونائب العمليات المشتركة ومحافظ البصرة".
وأضاف الخفاجي أنه "وبتوجيه القائد العام للقوات المسلحة تم تطبيق خطة أمنية خاصة تتضمن تعزيز محافظة البصرة بوحدات من الجيش وقوات مكافحة الإرهاب والقوات الخاصة فضلاً عن طيران الجيش والقوة الجوية".
وتابع قائلا: "نؤكد جاهزيتنا لإقامة البطولة على أفضل وجه بما يضمن سلامة وأمن الحاضرين بما فيهم الوفود والفرق المشاركة".
من جانبه، يقول المتحدث الرسمي باسم اتحاد كرة القد العراقي، أحمد الموسوي في تصريح مقتضب لـ"ارفع صوتك"، إن "البطولة ستكون على أعلى مستويات التجهز والتحضير وستشهد أجواء مثالية في طريقة التحضير والاستعداد وصولاً إلى ختام نسختها 25".
ويعتبر النائب الأول لمحافظ البصرة، معين الحسن، أن "ما يشاع بشأن عدم جاهزية المدينة أمنياً لاحتضان البطولة، أمر غير واقعي وبعيد عند مجريات الأحداث وما يعزز ذلك وجود شركات استثمارية كبرى التي تعمل منذ سنوات".
ويلفت الحسن، خلال حديث لـ"ارفع صوتك"، إلى أن "الاجتماع الأمني الأخير بخصوص بطولة كأس الخليج، كان تنسيقياً وليس ميدانياً كون المحافظة تشهد وضعاً مستقراً وما يجري من تحضيرات وتنسيق بين صنوف السلطات المحلية يأتي بقصد التكامل في تأدية المهمة الخليجية".
لكن واقع الحال في البصرة، من وجهة نظر بعض مواطنيها، يبدو مختلفا. يقول المواطن مصطفى حميد إن المحافظة غير مهيأة لاحتضان بطولة كأس الخليج.
ويرى أن "المدينة تتنازعها الخلافات والصراعات ما بين النزاعات العشائرية من جهة والتناحر بين القوى السياسية من جهة أخرى".
أما المواطن عبد الكريم هاشم، فيرى أن المدينة بحاجة إلى قوة إمنية إضافية لوجود نزاعات مسلحة بشكل مستمر.
يُذكر ان العراق استضاف بطولة كأس الخليج مرة واحدة عام 1979، وفاز بالبطولة 3 مرات منذ انطلاقتها عام 1970.