صورة تجمع عددا من الصحافيات عضوات الشبكة- ارفع صوتك
صورة تجمع عددا من الصحافيات عضوات الشبكة- ارفع صوتك

تعمل مجموعة من الصحافيات العراقيات على التوعية من آثار ومسببات التغيير المناخي الذي يشهده العراق ومواجهة التحديات الناجمة عنه، ضمن شبكة "صحافيات من أجل المناخ"، التي تعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي لإيصال رسائلها.

وأسست منظمة "تمكين المرأة في الإعلام"، وهي منظمة عراقية مستقلة، الشبكة، في نوفمبر الماضي من أجل إعداد صحافيات مختصات في مجال المناخ، لمواجهة انعكاسات التغيير المناخي والتلوث البيئي على حياة الإنسان والطبيعة في العراق.

تعتمد الشبكة على تقارير مكتوبة ومرئية من إعداد وإنتاج الصحافيات الأعضاء، ليتم النشر يوميا على منصاتها في مواقع التواصل.

تقول رئيسة الشبكة، خلود العامري، لـ"ارفع صوتك": "الهدف الأساسي من تشكيل الشبكة هو بث الوعي لدى الناس، لأننا في العراق لسنا سببا رئيسيا لما يشهده الأرض من تغير مناخي، لكن لدينا سلوكيات تضر ببيئتنا كهدر المياه وتكديس النفايات في أماكن معينة وحرق النفايات، ولدينا مصانع ما زالت داخل المدن ولم تنقل إلى خارجها بالتالي تلوث البيئة، وهناك مناطق تتعرض للتصحر وهناك نازحون بسبب المناخ من مدن جنوب العراق سواء من القرى إلى المدن أو من المدن إلى مدن أخرى، كل هذا وغيره بحاجة إلى توعية كبيرة."

وتنظم صحافيات الشبكة زيارات ميدانية مستمرة إلى كافة محافظات العراق، لإعداد تقارير ميدانية مكتوبة ومرئية عن المناطق المتضررة جراء التغير المناخي ونقل الانعكاسات التي يخلفها على حياة السكان والطبيعة فيها، فضلا عن إعدادهن تقارير وقصص حول تجارب ودور المواطنين في حماية البيئة والحد من تأثيرات التغير المناخي.

واستفادت الشبكة من برنامج "تعافي"، الممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية. وبحسب بيان للوكالة "تلقت شبكة صحافيات من أجل المناخ، معدات تكنولوجيا المعلومات الأساسية والتدريب والتوجيه لإنشاء محتوى مؤثر على الإنترنت بشأن تغير المناخ".

تضيف العامري: "إلى جانب التوعية، تسعى الشبكة لبناء مجموعة من الصحافيات المحترفات في تغطية قضايا المناخ، لا سيما أن هذا المجال لا يشهد مشاركة نسائية كبيرة".

"لذلك أخذنا على عاتقنا تأسيس شبكة للصحافيات المهتمات بالمناخ، وتدريبهن كي يكتسبن الخبرات اللازمة في هذا المجال"، تتابع العامري.

وتضم الشبكة حاليا أكثر من 22 صحافية من مختلف الاختصاصات الإعلامية، حيث تعمل الشبكة على تطوير مهاراتهن في مجال صحافة المناخ، ليعملن في المستقبل على إعداد صحافيات أخريات في هذا المجال بهدف ضمهن للشبكة.

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

Iranian President Pezeshkian visits Erbil
من زيارة الرئيس الإيراني لكردستان العراق- رويترز

استخدم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال زيارته الحالية إلى العراق اللهجة الكردية ليقول إن بين طهران وكردستان "علاقات جيدة"، في مؤشر واضح على تحسّن روابط بلاده مع الإقليم العراقي الذي يتمتع بحكم ذاتي واستهدفته ضربات إيرانية مرّات عدّة في السنوات الأخيرة.

فكيف تمكّن الإيرانيون وأكراد العراق من تسوية خلافاتهم؟

 

تقارب حقيقي؟

شهدت العلاقات بين جمهورية إيران الإسلامية وإقليم كردستان العراق، وهو تقليدياً حليف لواشنطن والأوروبيين في الشرق الأوسط، تحسناً ملحوظاً في الأشهر الأخيرة.

وكثرت الزيارات التي أجراها مسؤولون من الجانبين والتصريحات الإيجابية.

وحضر كلّ من رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني وابن عمّه رئيس الوزراء مسرور بارزاني جنازة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي الذي قضى مع مسؤولين بينهم وزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان في تحطّم طائرتهم في 19 مايو الماضي.

كذلك زار القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري أربيل عاصمة الإقليم في يونيو الفائت.

ولدى خروجه الأربعاء من القصر الرئاسي في بغداد حيث اجتمع بنظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، قال بزشكيان بالكردية لقناة "رووداو" المحلية الكردية "لدينا علاقات جيدة مع كردستان وسنعمل على تحسينها أكثر".

وزار نيجيرفان طهران ثلاث مرات في غضون أربعة أشهر، والتقى بارزاني المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.

يقول مدير "المركز الفرنسي لأبحاث العراق" عادل بكوان لوكالة فرانس برس: "أصبحنا حالياً في مرحلة التطبيع" في العلاقات.

ويعود ذلك بالنفع على أربيل من ناحية "حماية أمنها واستقرارها ونموها الاقتصادي، ما يجعل تطبيع العلاقات مع جمهورية إيران الإسلامية ضروريا للغاية"، بحسب بكوان.

 

لماذا قصفت طهران إقليم كردستان؟

في السنوات الأخيرة، تعثّرت العلاقات بين أربيل وطهران بسبب الخلاف حول مجموعات مسلحة من المعارضة الكردية الإيرانية تتمركز في كردستان العراق منذ ثمانينيات القرن المنصرم بعد اندلاع حرب استمرت ثماني سنوات بين العراق وإيران.

على جانبي الحدود، كان الأكراد العراقيون والإيرانيون يتكلّمون اللهجة نفسها ويتشاركون روابط عائلية.

واستمرت المجموعات الإيرانية المعارضة وغالبيتها يسارية الميول وتندّد بالتمييز الذي يعاني منه الأكراد في إيران، في جذب الفارّين من القمع السياسي في الجمهورية الإسلامية. من هذه المجموعات حزب "كومله" الكردي والحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني اللذان تعتبرهما طهران منظمتين "إرهابيتين".

وكان لهذه المجموعات مقاتلون مسلحون، إلا أنهم كانوا ينفون تنفيذ أي عمليات ضد إيران عبر الحدود.

واتّهمت طهران هذه المجموعات بتهريب أسلحة بالتسلّل إلى أراضيها انطلاقاً من العراق وبتأجيج التظاهرات التي هزت إيران في أعقاب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في 16 سبتمبر 2022 بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم امتثالها لقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

في نهاية عام 2023، وبعد ضربات عدّة نفذتها إيران في العراق، تعهدت السلطات العراقية بنزع سلاح هذه الفصائل وإخلاء قواعدها ونقلها إلى معسكرات.

وقال مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي للتلفزيون الإيراني الرسمي، الثلاثاء الماضي، إن الحكومة العراقية أغلقت 77 من قواعد هذه المجموعات قرب الحدود مع إيران ونقلت المجموعات إلى ست معسكرات في أربيل والسليمانية.

وأكّد أن استعدادات تجري لمغادرتها العراق إلى بلد ثالث.

 

ما التحديات التي لا تزال قائمة؟

في ظلّ اضطرابات جيوسياسية في الشرق الأوسط، استهدفت طهران كردستان مرّات أخرى، متهمة الإقليم بإيواء مواقع للاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (موساد).

في يناير 2024 ووسط توترات إقليمية على خلفية الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، شنّت القوات الإيرانية هجوما على مواقع في إقليم كردستان العراق، مشيرة إلى أنّها استهدفت "مقرا لجهاز الموساد". 

من جانبها، نفت الحكومة المركزية في بغداد وحكومة كردستان أن يكون "الموساد" متواجدا في الإقليم.

ويمكن كذلك قراءة التقارب الذي بدأته أربيل مع طهران في ضوء "الانسحاب" الأميركي المحتمل من العراق، بحسب عادل بكوان.

وتجري بغداد وواشنطن منذ أشهر مفاوضات بشأن التقليص التدريجي لعديد قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في العراق.

وتطالب فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران بانسحاب هذه القوات.

وقال وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي في مقابلة تلفزيونية، الأحد الماضي، إن العاصمتين توصلتا إلى تفاهم حول جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق "على مرحلتين".

وأوضح أن التفاهم يتضمّن مرحلة أولى تمتدّ من سبتمبر الجاري حتى سبتمبر 2025 وتشمل "بغداد والقواعد العسكرية للمستشارين"، يليها انسحاب "في المرحلة الثانية من سبتمبر 2025 حتى سبتمبر 2026 من كردستان العراق".

ولم تعد أربيل في السنوات الأخيرة في موقع قوة أمام الحكومة المركزية في بغداد التي تربطها بها علاقات متوترة.

يقول بكوان "كلما انسحبت الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، بالتالي من العراق بالتالي من كردستان العراق، أصبحت أربيل أضعف في مواجهة بغداد (...) المدعومة بقوة من جمهورية إيران الإسلامية" المعادية لواشنطن.