قطيع جاموس في أحدى مناطق جنوب العراق
قطيع جاموس في أحدى مناطق جنوب العراق

أعلنت دائرة البيطرة في وزارة الزراعة العراقية، الأحد، القضاء على مرض "اللسان الأزرق"، بينما أوضحت أنه لا يوجد أي استيراد أو تصدير للحوم بين العراق والصين، بعد الإعلان الصيني عن حظر الاستيراد المباشر وغير المباشر للحيوانات المجترة ومنتجاتها من بغداد.

وقال مدير الدائرة، ثامر حبيب حمزة الخفاجي، لوكالة الأنباء العراقية "واع": إن "مرض (اللسان الأزرق) ظهر منذ منتصف نوفمبر من العام الماضي 2023".

وتم تشكيل لجنة للسيطرة على المرض، وإرسال لجنة من العاصمة بغداد مختصة في الوبائيات والصحة الحيوانية لمواقع الإصابة، وأخذت عينات إلى المختبرات للتحقق من المرض، وفق حديثه.

وأكد الخفاجي "القضاء على مرض (اللسان الأزرق)"، مشيرا إلى أنه "خلال شهر يناير، لم يسجل العراق أي إصابات بالمرض".

وعن القرار الصيني بحظر استيراد اللحوم من البلاد بسبب مرض "اللسان الأزرق"، أوضح أن "الصين اتخذت موقفها بعد أن ثبت العراق بموقع منظمة الصحة تسجيله بؤرا للمرض في أراضيه".

وأكد أنه "لا يوجد أي استيراد أو تصدير للحوم مع الصين".

وأشار إلى أن " اللسان الأزرق غير معد ولا ينتقل للبشر، وإنما يصيب المواشي كالأغنام والأبقار الجاموس والماعز، حيث إن أساس المرض فيروس تنقله حشرة".

وفي 31 يناير، قالت وكالة "رويترز" إن الصين حظرت الاستيراد المباشر وغير المباشر للحيوانات المجترة ومنتجاتها من العراق بسبب تفشي مرض "اللسان الأزرق".

جاء ذلك في إعلان للإدارة العامة للجمارك الصينية بتاريخ 26 يناير في أعقاب تقرير من العراق إلى المنظمة العالمية للصحة الحيوانية بعد اكتشاف المرض في الأغنام.

وحظرت الصين مثل هذه الواردات من بلجيكا وهولندا بعد تفشي الفيروس الذي يسبب الحمى وتقرحات الفم وفي بعض الحالات يحول لسان الحيوان إلى اللون الأزرق.

 

المرض ينتج عن فيروس يسبب الحمى وتقرحات في الفم

بعد خطوة الصين تجاه العراق.. ما هو مرض "اللسان الأزرق"؟

قالت الصين إنها حظرت الاستيراد المباشر وغير المباشر للحيوانات المجترة ومنتجاتها من العراق بسبب تفشي مرض اللسان الأزرق.

واللسان الأزرق هو مرض فيروسي قد يكون معديا، ينتقل عن طريق ناقلات الأمراض ويصيب المجترات البرية والمنزلية مثل الأغنام والماعز والأبقار والجاموس والغزلان ومعظم أنواع الظباء والجمال، وفق "المنظمة العالمية للصحة الحيوانية".

والعدوى بفيروس اللسان الأزرق غير واضحة في الغالبية العظمى من الحيوانات ولكنها يمكن أن تسبب مرضا مميتا.

وينتقل هذا المرض عن طريق البعوض، ومن أهم أعراضه ارتفاع درجة الحرارة، والتهاب وتقرح وتآكل ونخر الغشاء المخاطي للفم، توذم وزرقة في اللسان، عرج بسبب التهاب في الساق والعضلات. 

ويمكن لهذا المرض أن يسبب الإجهاض كما يمكن أن يؤدي إلى النفوق في حدود 8 إلى 10 أيام أو الشفاء البطيء مصحوب بتساقط الصوف والعقم وتأخر النمو.

وينتج عن المرض أضرار كبيرة وخسارة في إنتاج الحليب، وتلف في الصوف، وتأخر النمو، وانخفاض الخصوبة، وفقدان كبير في الوزن.

ومن أعراضه الحمى ونزيف وتقرحات في أنسجة الفم والأنف، والإفراط في إفراز اللعاب وإفرازات الأنف، وتورم الشفتين واللسان والفك، والتهاب (فوق الحافر) والعرج، والضعف والاكتئاب وفقدان الوزن، والإسهال والقيء والالتهاب الرئوي.

ولا يوجد أي خطر على الصحة العامة مرتبط بمرض اللسان الأزرق، حيث أن الفيروس لا ينتقل عن طريق الاتصال بالحيوانات أو الصوف، ولا من خلال استهلاك الحليب، بحسب "المنظمة العالمية للصحة الحيوانية".

ويستخدم التطعيم باعتباره الإجراء الأكثر فعالية وعملانية لتقليل الخسائر المرتبطة بالمرض واحتمال انتقاله من الحيوان المصاب عبر النواقل، إلى جانب اتخاذ تدابير لمكافحة الحشرات.

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

Iranian President Pezeshkian visits Erbil
من زيارة الرئيس الإيراني لكردستان العراق- رويترز

استخدم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال زيارته الحالية إلى العراق اللهجة الكردية ليقول إن بين طهران وكردستان "علاقات جيدة"، في مؤشر واضح على تحسّن روابط بلاده مع الإقليم العراقي الذي يتمتع بحكم ذاتي واستهدفته ضربات إيرانية مرّات عدّة في السنوات الأخيرة.

فكيف تمكّن الإيرانيون وأكراد العراق من تسوية خلافاتهم؟

 

تقارب حقيقي؟

شهدت العلاقات بين جمهورية إيران الإسلامية وإقليم كردستان العراق، وهو تقليدياً حليف لواشنطن والأوروبيين في الشرق الأوسط، تحسناً ملحوظاً في الأشهر الأخيرة.

وكثرت الزيارات التي أجراها مسؤولون من الجانبين والتصريحات الإيجابية.

وحضر كلّ من رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني وابن عمّه رئيس الوزراء مسرور بارزاني جنازة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي الذي قضى مع مسؤولين بينهم وزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان في تحطّم طائرتهم في 19 مايو الماضي.

كذلك زار القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري أربيل عاصمة الإقليم في يونيو الفائت.

ولدى خروجه الأربعاء من القصر الرئاسي في بغداد حيث اجتمع بنظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، قال بزشكيان بالكردية لقناة "رووداو" المحلية الكردية "لدينا علاقات جيدة مع كردستان وسنعمل على تحسينها أكثر".

وزار نيجيرفان طهران ثلاث مرات في غضون أربعة أشهر، والتقى بارزاني المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.

يقول مدير "المركز الفرنسي لأبحاث العراق" عادل بكوان لوكالة فرانس برس: "أصبحنا حالياً في مرحلة التطبيع" في العلاقات.

ويعود ذلك بالنفع على أربيل من ناحية "حماية أمنها واستقرارها ونموها الاقتصادي، ما يجعل تطبيع العلاقات مع جمهورية إيران الإسلامية ضروريا للغاية"، بحسب بكوان.

 

لماذا قصفت طهران إقليم كردستان؟

في السنوات الأخيرة، تعثّرت العلاقات بين أربيل وطهران بسبب الخلاف حول مجموعات مسلحة من المعارضة الكردية الإيرانية تتمركز في كردستان العراق منذ ثمانينيات القرن المنصرم بعد اندلاع حرب استمرت ثماني سنوات بين العراق وإيران.

على جانبي الحدود، كان الأكراد العراقيون والإيرانيون يتكلّمون اللهجة نفسها ويتشاركون روابط عائلية.

واستمرت المجموعات الإيرانية المعارضة وغالبيتها يسارية الميول وتندّد بالتمييز الذي يعاني منه الأكراد في إيران، في جذب الفارّين من القمع السياسي في الجمهورية الإسلامية. من هذه المجموعات حزب "كومله" الكردي والحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني اللذان تعتبرهما طهران منظمتين "إرهابيتين".

وكان لهذه المجموعات مقاتلون مسلحون، إلا أنهم كانوا ينفون تنفيذ أي عمليات ضد إيران عبر الحدود.

واتّهمت طهران هذه المجموعات بتهريب أسلحة بالتسلّل إلى أراضيها انطلاقاً من العراق وبتأجيج التظاهرات التي هزت إيران في أعقاب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في 16 سبتمبر 2022 بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم امتثالها لقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

في نهاية عام 2023، وبعد ضربات عدّة نفذتها إيران في العراق، تعهدت السلطات العراقية بنزع سلاح هذه الفصائل وإخلاء قواعدها ونقلها إلى معسكرات.

وقال مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي للتلفزيون الإيراني الرسمي، الثلاثاء الماضي، إن الحكومة العراقية أغلقت 77 من قواعد هذه المجموعات قرب الحدود مع إيران ونقلت المجموعات إلى ست معسكرات في أربيل والسليمانية.

وأكّد أن استعدادات تجري لمغادرتها العراق إلى بلد ثالث.

 

ما التحديات التي لا تزال قائمة؟

في ظلّ اضطرابات جيوسياسية في الشرق الأوسط، استهدفت طهران كردستان مرّات أخرى، متهمة الإقليم بإيواء مواقع للاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (موساد).

في يناير 2024 ووسط توترات إقليمية على خلفية الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، شنّت القوات الإيرانية هجوما على مواقع في إقليم كردستان العراق، مشيرة إلى أنّها استهدفت "مقرا لجهاز الموساد". 

من جانبها، نفت الحكومة المركزية في بغداد وحكومة كردستان أن يكون "الموساد" متواجدا في الإقليم.

ويمكن كذلك قراءة التقارب الذي بدأته أربيل مع طهران في ضوء "الانسحاب" الأميركي المحتمل من العراق، بحسب عادل بكوان.

وتجري بغداد وواشنطن منذ أشهر مفاوضات بشأن التقليص التدريجي لعديد قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في العراق.

وتطالب فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران بانسحاب هذه القوات.

وقال وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي في مقابلة تلفزيونية، الأحد الماضي، إن العاصمتين توصلتا إلى تفاهم حول جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق "على مرحلتين".

وأوضح أن التفاهم يتضمّن مرحلة أولى تمتدّ من سبتمبر الجاري حتى سبتمبر 2025 وتشمل "بغداد والقواعد العسكرية للمستشارين"، يليها انسحاب "في المرحلة الثانية من سبتمبر 2025 حتى سبتمبر 2026 من كردستان العراق".

ولم تعد أربيل في السنوات الأخيرة في موقع قوة أمام الحكومة المركزية في بغداد التي تربطها بها علاقات متوترة.

يقول بكوان "كلما انسحبت الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، بالتالي من العراق بالتالي من كردستان العراق، أصبحت أربيل أضعف في مواجهة بغداد (...) المدعومة بقوة من جمهورية إيران الإسلامية" المعادية لواشنطن.