يسعى العراق إلى إنشاء وكالة فضاء وطنية تعنى بالاستخدامات الخارجية لأغراض سلمية، ضمن برنامج فضائي يستغرق عامين.
يبدأ المشروع ببناء قمر صناعي وينفذ بالاتفاق مع إحدى الشركات العالمية.
وزارة العلوم والتكنولوجيا أعلنت أنها شرعت بالاستحصال على الموافقات الرسمية من خلال إعداد مسودة قانون لتأسيس وكالة الفضاء العراقية ورفعها إلى مجلس الوزراء ومجلس الدولة لمناقشتها وإقرارها.
ونقلت جريدة الصباح الحكومية اليومية، في الـ25 يناير الماضي، عن مصدر مسؤول في وزارة العلوم والتكنولوجيا -لم تسمه- قوله إن "العراق يحتاج إلى الشروع بتنفيذ برنامج فضائي طويل الأمد، يبدأ ببناء قمر صناعي يلبي احتياجات المؤسسات الوطنية، وينفذ بالاتفاق مع إحدى الشركات العالمية التي تمتلك خبرة في هذا المجال".
المسؤول العراقي أشار الى أن الملاكات المخصصة لتنفيذ هذا المشروع وتشغيله، ستخضع للتدريب في فترة الانتظار، حيث سيجري بناء محطة أرضية داخل العراق في الوقت ذاته، تتسلم الصور من القمر المصنوع لهذا الغرض.
تعود مساعي العراق لإنشاء وكالة فضاء إلى مطلع ثمانينات القرن الماضي عندما بدأ أولى خطواته لإنشاء "مركز بحوث الفضاء والفلك" في مجلس البحث العلمي.
يومها، باشر المركز مشروعَ تصميم وتصنيع قمر صناعي تجريبي باسم "الطائر"، كما تم تنفيذ نموذجين فضائيين جاهزين للإطلاق نهاية عام 1990، لكن المشروع توقف عقب الغزو العراقي للكويت.
وبعد سقوط النظام السابق عام 2003، توالت محاولات العراق لإنشاء وكالة فضاء لكنها لم تر النور حتى الآن، على الرغم من حاجة البلد لخدماتها خاصة في المجالات الزراعية والاقتصادية والأمنية ومجالات المناخ والبيئة.
![This photo provided by NASA shows Emerati astronaut Sultan al-Neyadi during an interview at the International Space Station on…](https://media.voltron.alhurra.com/Drupal/01live-126/ap-images/2023/04/Space_Station-UAE_15755.jpg)
يرى الخبير العراقي في مجال علوم الفضاء واثق طاهر أن وكالة الفضاء المنتظرة تعني سياسيا وعسكريا القدرة والسيطرة على أجواء العراق وفضائه، متسائلا "هل تسمح الدول في المنطقة بذلك الامتياز، حتى لو توفرت القدرة للعراق؟".
ويؤكد طاهر على أهمية وجود وكالة فضاء لتعزيز مجالات مراقبة المناخ والبيئة ودراسة الفضاء، والمجالات الأخرى.
يوضح طاهر لـ"ارفع صوتك": "إذا توفر حسن النية يمكن أن يستفيد البلد من البلدان التي تمتلك هكذا منظمات. ولن تكون هناك حاجة للبداية من الصفر"، معرباً عن ثقته في قدرة العراق على إحداث قفزات كبيرة والبدء مما انتهى إليه الاخرون.
رئيس قسم الفلك والفضاء في كلية العلوم بجامعة بغداد، عبد الله كامل أحمد، يشير من جهته، في كلمة نشرها على موقع الجامعة، إلى أن العراق نجح في يونيو 2014 في إطلاق القمر الصناعي دجلة سات (TigriSat)، الذي أنجز بالتعاون مع جامعة لاسبيانزا الإيطالية.
ويختص قمر دجلة سات بحسب أحمد بالأغراض البحثية في مجال التصحر والغبار، ويلتقط القمر صوراً حية ويرسلها إلى قاعدة أرضية، تأخذ على عاتقها تحليل معطياتها والاستفادة منها، كما ينقل الصور إلى اثنتين من المحطات الأرضية، واحدة تقع في روما وأخرى في بغداد.
ويعتقد عضو مرصد "العراق الأخضر"، المتخصص بشؤون البيئة، عمر عبد اللطيف، أن الظروف لو لم تكن مواتية الآن، لما كان هناك كتاب بتشكيل لجنة خاصة لمناقشة تأسيس وكالة فضاء.
ويرى أن العراق بحاجة ماسة إلى هذه الوكالة لغايات بيئية، ولمواجهة التحديات المناخية، التي تتطلب مراقبة ما يحصل في الأجواء وما هو متوقع خلال المراحل المقبلة.
ويتابع عبد اللطيف: "لا يمتلك العراق الآن المؤهلات والإمكانيات، ومن خلال التواصل مع الخبراء الذين شكلت اللجنة منهم، اتضح أنه يجب أن يكون هناك اتفاق مع إحدى الدول لتدريب ملاكات عراقية على مدى سنوات، وخلال فترة التدريب هذه يبنى مركز لاستلام الصور الفضائية، ليكون الكادر جاهزاً للعمل بعد انتهاء مدة التدريب".