قبل اقتحام الجيش الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة، الأربعاء، طالما تحدث عن أنه "مركز قيادة" لعمليات حركة حماس، متهما إياها بالتخطيط من داخله لهجمات ضد إسرائيل.
ومع دخول القوات الإسرائيلية للمستشفى، كشفت عن مقاطع فيديو وصور، قال الجيش إنها "أدلة" على ما ذكرته مسبقا بشأن المستشفى.
وقال تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، إن إسرائيل "بحاجة إلى وقت قد يصل إلى أشهر، من أجل إثبات مزاعمها حول استخدام حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) لمستشفى الشفاء كمركز لقيادة العمليات، أو ربما لا يمكن لإسرائيل إثبات ذلك أبدا".
فيما لفت تحليل لصحيفة "غارديان" البريطانية، إلى أن "الأدلة" التي تحدث عنها الجيش الإسرائيلي من داخل مستشفى الشفاء، "فشلت في إثبات" أن المجمع الطبي كان يستخدم مركزا لإدارة الهجمات ضد إسرائيل.
ونشر الجيش الإسرائيلي صورا لما قال إنها "الكشف عن بنية تحتية إرهابية داخل المستشفيات التي تستخدمها منظمة حماس الإرهابية".
#عاجل قوات جيش الدفاع تواصل العمل للكشف عن بينة تحتية ارهابية داخل المستشفيات التي تستخدمها منظمة حماس الارهابية
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) November 16, 2023
🔴خلال عملية دقيقة في مستشفى الشفاء، تعمل في هذه الأثناء قوات من جيش الدفاع تم اليوم في منطقة المستشفى الكشف عن بنية تحتية خاصة بنفق عملياتي تابع لمنظمة حماس… pic.twitter.com/CBvKziNOW9
واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس بعد هجوم مباغت شنته الحركة على مواقع عسكرية ومناطق سكنية محاذية لقطاع غزة في السابع من أكتوبر، أدى إلى مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، وتم اختطاف أكثر من 240 شخصا، وفق السلطات الإسرائيلية.
ومنذ ذلك الحين، ترد إسرائيل بقصف جوي وبحري وبري مكثف على القطاع المحاصر، أتبعته بعملية برية لا تزال متواصلة، وبلغت حصيلة القتلى في غزة أكثر من 11500 شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق سلطات القطاع الصحية.
"أسابيع أو أشهر أو لن يحدث أبدا"
وقال مسؤولون عسكريون أميركيون لصحيفة نيويورك تايمز، الجمعة، إن "تقديم إسرائيل دليل شامل على استخدام مستشفى الشفاء كمركز لإدارة عمليات حماس، قد يستغرق أسابيع أو أشهر أو ربما لا يمكنها فعل ذلك أبدا".
وأشار مسؤولون أميركيون وإسرائيليون إلى أن "العديد من الأنفاق في غزة تكون مفخخة إما بقنابل يتم تفجيرها عن بعد أو يتم تجهيزها للانفجار حينما يعبر شخص النفق ويتعثر في سلك مجهز مسبقا لهذا الغرض".
وأصيب عام 2013، 6 جنود إسرائيليين وأحدهم تعرض للعمى، بعد تعرضهم لفخ وانفجار داخل نفق تابع لحماس، حينما حاولوا إدخال كاميرا.
ونقلت نيويورك تايمز عن مسؤول في البنتاغون، الجمعة، قوله إنه "سواء كان الوضع شبيها بذلك أسفل مستشفى الشفاء أم لا، فإن القوات الإسرائيلية ستعتبر فكرة إرسال جنود إلى داخل الأنفاق بمثابة الخيار الأخير".
وأوضح مسؤولون بالبنتاغون للصحيفة، أنه "كان هناك غضب بسبب قرار إسرائيل عدم التخطيط للعملية في غزة لمزيد من الوقت قبل انطلاقها، مما كان قد يسمح لهم بإجلاء المدنيين".
وأشار أحد المسؤولين البارزين إلى أنه "مع عدم وجود استراتيجية لكيفية تقليل حجم الخسائر بين المدنيين، تضع إسرائيل نفسها في موقف تبحث فيه عن مبرر للعدد الكبير من القتلى في صفوف المدنيين في غزة، وبالتالي البحث عن دليل على استخدام المستشفى كمركز لقيادة عمليات حماس".
كما أضاف أن ذلك "يضع الضغوط على إسرائيل من أجل تجهيز ملف وأدلة قد تستغرق شهورا".
"صور لا تثبت الرواية"
أشار تحليل بصحيفة "غارديان" البريطانية، الجمعة، إلى أن الصور التي أعلن عنها الجيش الإسرائيلي من مستشفى الشفاء "فشلت في إثبات رواية أن حماس كانت تستخدم المجمع الطبي كمركز لقيادة عملياتها".
وتطرقت الصحيفة إلى تحليل لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، حيث جاء فيه أن "لقطات الفيديو التي استعرضها الجيش الإسرائيلي من داخل المستشفى، وبينها مقطع الأسلحة خلف جهاز أشعة الرنين المغناطيسي، تم تسجيلها قبل ساعات من وصول الصحفيين الذين كان من المفترض أن يستعرضها أمامهم".
وذكر تقرير "بي بي سي" أن الجيش الإسرائيلي "أشار إلى أن مقطع الفيديو لم يتم تعديله، وتم تصويره مرة واحدة، لكن تحليل الهيئة البريطانية لفت إلى أنه تعرض للتعديل (المونتاج)".
وعادت "غارديان" وأشارت إلى أن "كل يوم دون دليل مقنع من إسرائيل بشأن اقتحام مستشفى الشفاء، سيجعل من الصعب مواصلتها استخدام تلك الحجة" (استخدام المجمع الطبي كمركز عمليات حماس).
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، قد قال، الخميس، إن "إسرائيل تبذل كل ما في وسعها لإبعاد المدنيين عن الضرر" خلال قتالها مع حركة حماس في غزة، بما في ذلك عبر إلقاء منشورات تحثهم على الفرار، لكن محاولاتها لتقليل الخسائر البشرية إلى الحد الأدنى "لا تنجح".
وقال الرئيس الأميركي، جو بايدن، الخميس، إن "حماس ترتكب جرائم حرب بوجود مقرها العسكري تحت أحد المستشفيات"، ليكرر بذلك تصريحا أدلى به متحدث باسم البيت الأبيض، الثلاثاء.
وعبّر بايدن عن ثقته في الاستخبارات الأميركية التي تدعم تلك "الحقيقة"، حسبما نقلته رويترز.
واقتحم الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، مجمع الشفاء الطبي، بعد معارك عنيفة في محيط المنشأة التي تتهم إسرائيل حماس باستخدامها لأغراض عسكرية، وهو ما تنفيه الحركة.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه عثر على "ذخائر وأسلحة ومعدات عسكرية" تعود إلى حركة حماس.
وصرح المتحدث باسم الجيش دانيال هغاري: "لدينا الدليل على أن المستشفى كان يستخدم لأغراض عسكرية وإرهابية بما يتنافى والقوانين الدولية".
وفي المقابل، أصدرت حماس، التي نفت مرارا استخدام المستشفى في عمليات عسكرية، بيانا وصفت فيه المزاعم الإسرائيلية بأنها "قصة ملفقة لن يصدقها أحد".
من جهتها، أكدت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس أن الجيش الإسرائيلي "لم يعثر على أي عتاد أو سلاح" في مستشفى الشفاء في غزة، موضحة أنها "لا تسمح بالأساس" بوجود أسلحة في المستشفيات التابعة لها.