أثار إعلان وزارة التربية، عن عدم تحديد موعد بدء العام الدراسي الجديد حتى الآن، جدلاً واسعاً بين الأوساط الشعبية.
وقالت الوزارة في بيان، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل، إنه "لا يوجد دوام في المدارس يوم الأحد 2 تشرين الأول/أكتوبر".
وأضافت أنه "لغاية الآن لم يتم تحديد موعد بدء العام الدراسي الجديد".
وكان من المقرر أن يبدأ العام الدراسي الحالي، كما في كل عام، في الأول من تشرين الأول/أكتوبر.
يأتي هذا الإعلان في وقت يتأهب فيه المحتجون لانطلاق تظاهرات شعبية في بغداد، وعدد من المحافظات العراقية السبت الأول من تشرين الأول/ أكتوبر، بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة على تظاهرات تشرين عام 2019.
وهناك نحو 13 مليون من الطلبة المسجلين خلال العام الماضي، كما ووصل عدد المعلمين والمدرسين إلى ما يقارب 750 ألف معلم ومدرس، من بينهم المحاضرون المنضمون للسلك التعليمي خلال العام 2019، بحسب المتحدث باسم الوزارة حيدر فاروق.
اندلاع تظاهرات
تقول حوراء علي، 28 عاماً، لـ "ارفع صوتك" إن "التلاميذ يستعدون بحماس الآن للدراسة والالتحاق بمدراسهم، وخاصة من المسجلين الجدد في المراحل الابتدائية، لكن عدم تحديد موعد بدء العام الدراسي لغاية الآن دفعهم للشعور بالإحباط".
وتضيف حوراء، وهي أم لتلميذة تستعد الآن للالتحاق بمرحلة الأول ابتدائي: "لقد كانت طفلتي تترقب بشوق بدء العام الدراسي، ولكن بعد سماعها لخبر التأجيل شعرت بخيبة أمل وظلت تبكي منذ حينها".
لكنها مع ذلك، تجد أن تأجيل موعد بدء العام الدراسي أفضل مع ما يتم تداوله من إمكانية اندلاع تظاهرات قد تتطور وتحدث مواجهات خطيرة تؤثر على حياة التلاميذ وهم في أول يوم من رحلتهم الدراسية الجديدة.
فقدان الحماس
ويرى حامد نعيم، وهو أب لخمسة أبناء كلهم في مراحل دراسية مختلفة، إنه "أمر مزعج للغاية البقاء في البلاد".
ويقول لـ "ارفع صوتك": أستغرب حقيقة من أوضاع البلاد ومؤسساتها المخيبة للآمال، لقد أصابنا التعب والملل من هذا الحال، يوم عطلة وآخر حظر للتجوال وغيره احتجاجات وتظاهرات وغيرها من الأيام تضيع في زحام مروري خانق "بينما الجميع يوهمون أنفسهم بأنهم يعملون ويدرسون".
ومؤخراً، بيّن نقيب المعلمين العراقيين عباس السوداني جملة من المشكلات التي نوقشت في المجلس المركزي لنقابة المعلمين العراقيين، منها مسألة بداية العام الدراسي الجديد ونقص المناهج الدراسية وعدم وجود المخصصات المالية لطبعها.
ويتساءل نعيم: "ألا يكفي تحملنا لتدهور المنظومة التعليمية في البلاد، وتفاقم ظاهرة الدروس الخصوصية، والفساد الذي يدفعنا لتوفير المستلزمات المدرسية والكتب التي كانت توزع مجاناً في السابق؟".
ويحرص غالبية الآباء والأمهات على مواصلة أبنائهم التعليم حتى لو كانت تكاليف الدراسة المالية مرتفعة جداً، "ولكن لعجز وزارة التربية وقراراتها التي دوماً ما تعتمد على الأوضاع السياسية في البلاد يلعب دوراً كبيراً في فقدان التلاميذ والطلبة للكثير من الحماس في إتمام الدراسة"، يضيف نعيم.
ويشير الأب إلى أن المشكلة تتمثل في أن الذين يسيطرون على العملية السياسية لا يأخذون بنظر الاعتبار أن غالبية الطلبة والتلاميذ يشعرون بالراحة من تزايد الخلافات السياسية وتأزمها، "لأن إغلاق المدارس أو تأجيل الدراسة بالنسبة لهم فرصة للهو بعيداً عن متاعب الالتزام".
تدني المستوى التعليمي
وترى الناشطة الحقوقية عذراء محسن أن "قرار تأجيل الدوام المدرسي إلى إشعار آخر لا يصب في صالح التلاميذ، خاصة وأننا ما زلنا لغاية الآن نعاني من تداعيات انتشار فيروس كورونا الذي تسبب في إغلاق المدارس وفرض التعليم الإلكتروني لأشهر طويلة سابقة".
وكشفت محسن عن معاناة العديد من عوائل التلاميذ من ارتباك مخططات وزارة التربية، إذ يعيشون في توتر وقلق على مستقبل أبنائهم التعليمي والذين بات أغلبهم لا يشغلون بالهم بمسألة مواصلتهم للدراسة أو النجاح.
وتقول لـ "ارفع صوتك" إن "السبب وراء كل ما يحدث من تدني بالمستوى التعليمي هو عدم استقرار الأوضاع السياسية في البلاد، وتحديداً، في عدم وجود مخصصات مالية تسد حاجة المؤسسات التعليمية".
وتحتاج وزارة التربية الآن إلى 8 آلاف مدرسة، وفقاً لتصريح وكيل الوزارة عادل البصيصي الذي أكد اكتمال المرحلة الأولى بتخصيص 1000 قطعة وبكل إنشاءاتها، "وربما سيبدأ استلامها اعتباراً من العام المقبل".
وترى الناشطة أنه من المستحيل حل مشكلة التعليم ما دامت الحكومة تهمل واجباتها تجاه هذا المفصل المهم الذي يوضح التخبط السياسي ويؤكد مدى بعد خططتها عن هموم المجتمع.
وكانت وزارة التربية قد أعلنت في وقت سابق عن مساعيها في توفير المبالغ المالية اللازمة لطباعة الكتب المدرسية للمناهج الدراسية للعام الجديد 2022- 2023، نتيجة النقص الحاد في المناهج الدراسية لجميع المراحل.
من جهتها، أشارت عضو لجنة التربية في البرلمان العراقي، محاسن الدليمي، في تصريح سابق، أنه بعد إلغاء الأول من أكتوبر الذي كان موعداً لانطلاق العام الدراسي الجديد، تتم حاليا مناقشة تحديد الـ 15 من أكتوبر موعداً لبدء الدراسة عبر عقد اجتماعات وزيارات موسعة.