تخوّف من حرب جديدة.. ماذا تفعل الصواريخ الإيرانية على جبل سنجار؟
لم تنفض مدينة سنجار بعد، غبار الحرب والدمار الذي خلفه تنظيم داعش، حتى أضحت على موعد مع حرب جديدة تدق طبولها، أطرافها: المليشيات الموالية لإيران وحزب العمال الكردستاني والجيش التركي.
وتشهد سنجار منذ أيام تحركات عسكرية مكثفة لعدد من المليشيات الموالية لإيران التي نقلت آلاف المسلحين والأسلحة إلى داخل سنجار وأطرافها ونظمت استعراضا عسكريا.
وبالنسبة للمواطن عماد إلياس، بات العيش في سنجار والتنقل فيها ب"صعباً جداً" بسبب تواجد المليشيات والسلاح المنفلت، وكل مليشيا تسيطر على جزء من المدينة وتفرض قوانينها على الأهالي، حسب وصفه.
ويقول لـ"ارفع صوتك": "نحن متخوفون وقلقون جداً بسبب وجود هذه القوات المتنوعة في مناطقنا، وتزداد مخاوفنا من مواجهات وصراعات قد تحدث فجأة بين القوات المتواجدة هنا، وكذلك من التعرض للقصف من قبل الطيران الحربي التركي إثر تواجد حزب العمال الكردستاني في سنجار".
ويناشد عماد من أجل توفير الحماية الدولية لسنجار وأهلها كي وبدء عمليات الإعمار، كي تعود الحياة إلى سابق عهدها.
ويعرب عن انزعاجه الشديد من تواجد المليشيات الموالية لإيران بقوله "لسنا متفائلين بمستقبلنا وبالعيش في المدينة بسبب هذه القوات، التي حرمتنا من كل شيء حتى أننا لا نستطيع أن نمارس أعمالنا وحياتنا اليومية براحة".
"استعراض عسكري للحشد"
يقول توفيق حجي من سنجار، لـ "ارفع صوتك"، إن قوات "كبيرة من الحشد الشعبي نظمت استعراضاً عسكرياً داخل سنجار، وتجولت داخل المدينة واتجهت نحو الحدود".
ويشير إلى أن مسلحين من المليشيات قالوا لبعض السكان إنهم "متواجدون في سنجار لصد أي هجوم عسكري تقوم به القوات التركية".
وحالت الأوضاع الأمنية غير المستقرة ونقص الخدمات الرئيسية والدمار من عودة النازحين الأيزيديين إلى سنجار حتى الآن، رغم مرور أكثر من خمس سنوات على تحريرها من تنظيم داعش.
وتشير إحصائيات قائم مقامية سنجار، إلى أن 18 ألف نازح أيزيدي عادوا فقط إليها حتى الآن، فيما لا يزال إقليم كردستان يحتضن 50 ألف عائلة أيزيدية نازحة موزعة على 14 مخيما للنازحين، تقع غالبيتها في محافظة دهوك، فيما يسكن عدد آخر من النازحين في العشوائيات وداخل مدن الإقليم.
ومرّت خمس شهور على توقيع الحكومة الاتحاديّة وحكومة الإقليم، اتفاقية سنجار لتطبيع الأوضاع في القضاء وإدارتها بشكل مشترك، إلا أن بنودها لم تطبق حتى الآن بسبب معارضتها من قبل المليشيات الموالية لإيران ومسلحي حزب العمال الكردستاني.
في هذا السياق، يكشف المتحدث باسم العشائر العربية في المناطق المتنازع عليها، مزاحم الحويت، أن المليشيات "نقلت العديد من قطعاتها العسكرية من محافظة الأنبار ومحافظات جنوب العراق إلى سنجار خلال الأيام الماضية".
ويؤكد الحويت لـ"ارفع صوتك" أن في سنجار الآن "6 ألوية تابعة لمليشيات حزب الله والنجباء وعصائب أهل الحق وبدر وكتائب الإمام علي وفرقة العباس القتالية وكتائب سيد الشهداء وأنصار الحجة، وفصيل من الحرس الثوري الإيراني يشرف عليه ضابط إيراني رفيع المستوى".
ويقول إن تواجد المليشيات ومسلحي "العمّال" في المدينة "ليس للدفاع عن العراق بل لربط سنجار بالطريق البري الممتد من طهران إلى البحر المتوسط".
ويشير الحويت إلى "الأهمية الإستراتيجية" لموقع المدينة، موضحاً أن "إيران تسعىللسي طرة على جبل سنجار المطل على المنطقة واستخدامه كقاعدة للصواريخ، مثلما فعل نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين الذي استخدمه لشن هجمات صاروخية على إسرائيل".
ويتابع "المليشيات وبالتعاون مع العمال الكردستاني نقلت خلال الفترة الماضية عدداً كبيراً من الصواريخ الإيرانية إلى سنجار".
اتفاقية سنجار
من أبرز بنود اتفاقية سنجار المبرمة بين بغداد وأربيل، تشكيل إدارة مشتركة بالتعاون بين الحكومتين الاتحادية والإقليم وإلغاء الترتيبات التي وضعت بعد عام 2017، وتكليف الشرطة الاتحادية بتولي مهام الأمن في المنطقة بالتعاون مع إقليم كردستان، وتعاون الطرفين لإعادة إعمار المدينة المتضررة بواقع 80% بسبب الحرب على داعش.
بدوره، يقول قائم مقام قضاء سنجار محما خليل، لموقع "ارفع صوتك"، إن المدينة تشهد "تحركات استفزازية" من قبل مسلحي الحشد الشعبي وحزب العمال الكردستاني المعارض لتركيا، هدفها "خلق الذعر والخوف لدى الأهالي وكأن سنجار في أجواء حرب، بينما نحن في غنى عن هذه الأجواء لأن هناك اتفاقية دستورية قانونية كان من المفترض أن تطبق".
"ولم تطبق هذه الاتفاقية حتى الآن بسبب ضعف الحكومة العراقية وعدم أخذها بجديّة، ما أدى لازدياد عدد مسلحي العمال الكردستاني والحشد الشعبي في سنجار" يضيف خليل.
ويؤكد أن الهدف من زيادة أعداد عناصر المليشيات ومسلحي حزب العمّال في سنجار، مؤخراً، هو "السيطرة على الطريق البري الإستراتيجي الرابط بينها وسوريا، وتفريغ هذه المنطقة من سكانها الأصليين".