أكراد إيران: إسقاط النظام أولاً وبعدها مطالبنا الوطنية
تشهد إيران منذ منتصف سبتمبر الماضي احتجاجات شعبية واسعة، كانت شرارتها عقب وفاة الفتاة الكردية مهسا أميني، على أثر اعتقالها وتعذيبها من قبل شرطة الأخلاق، بتهمة عدم التزامها بالحجاب.
والتظاهرات التي بدأت وتوسعت احتجاجاً على فرض الحجاب والتعنيف بسببه، تحولت لمطالبات بإسقاط نظام ولي الفقيه الإيراني، وتنادي به مختلف المكونات التي تعرضت ولا تزال للاضطهاد ومحاولات طمس الهوية العرقية والدينية، بسببه.
يقول رئيس الحزب الليبرالي الأحوازي حميد مطشر لـ"ارفع صوتك": "ما يجري في إيران اليوم، ثورة الشعوب لإسقاط النظام في طهران، حيث تضررت منه في الداخل وخارج البلاد كالعراق ولبنان وسوريا واليمن وغيرها".
"نحن بانتظار سقوط النظام وبعدها نعلن عن مطالبنا الوطنية"، يضيف مطشر، مشيراً إلى أنه من دون المكونات غير الفارسية "لا يمكن للثورة الاستمرار وإسقاط النظام".
ويطالب المجتمع الدولي بمقاطعة النظام الإيراني، مبيناً "ندعو المجتمع الدولي إلى دعم الثورة في إيران إعلاميا وماديا، فلدينا جرحى يحتاجون العلاج ولدينا احتياجات مادية".
ويؤكد مطشر على "ضرورة تفكيك منظومة الصواريخ البالستية التي يمتلكها النظام في طهران، باعتبارها تهديدا خطيرا لأمن المنطقة".
وبحسب إحصائيات صادرة عن منظمة "هانا" الكردية الإيرانية لحقوق الإنسان، قتل نحو 281 شخصا حتى الآن في التظاهرات التي تشهدها 158 مدينة وبلدة، بينهم 43 طفلاً دون سن 18 عامًا.
كما قتل 56 مدنيا كرديا برصاص القوات الأمنية الإيرانية في محافظات كرمانشاه وعيلام وسنه وأورمية، 13 منهم أطفال دون سن 18، وبلغ عدد المعتقلين التي كشفت عنها المنظمة الحقوقية منذ انطلاقة التظاهرات حتى الآن 485 معتقلاً بينهم 82 فتاة وامرأة.
ولا توجد إحصائيات دقيقة لأعداد الجرحى، لأن غالبية المتظاهرين الجرحى يضطرون إلى تلقي العلاج في المنازل خشية تعرضهم للاعتقال داخل المستشفيات.
في نفس السياق، يقول رئيس حزب "سربستي كردستان" عارف باوجاني، لـ"ارفع صوتك": "مطلبنا نحن الكرد هو الاستقلال والتحرر من الاحتلال الإيراني، فنضالنا من أجل تحقيق هذه الأهداف مستمر قبل مجيء هذا النظام وخلال فترة حكمه، وهذه حقوقنا الشرعية المعترف بها في قوانين الأمم المتحدة والقوانين الدولية، لذلك نحن دائما ندافع عن حقنا وأراضينا وحق تقرير مصيرنا".
وأعرب عن تمنياته بتحقيق مطالبهم بالطرق السلمية.
إلى جانب الأكراد المسلمين، يعاني الأكراد من أتباع الديانة اليارسانية، من سطوة نظام ولي الفقيه. يوضح سيد مهرداد مشعشعي، وهو أحد رجال الدين اليارسانيين: "الثورة في إيران هي نتيجة للظلم الذي يمارسه هذا النظام منذ 44 عاما ضد الكرد، من ضمنهم نحن، وكافة الشعوب الأخرى الموجودة في إيران".
"فالمدن الإيرانية تعاني من الفقر والبطالة ولا نرى أي مستقبل في ظل هذا النظام الذي يمارس ضدنا الإبادة الفكرية والدينية والديمغرافية، عبر استخدامه سياسة التشييع ضدنا، حتى أصبحت لغتنا وديننا وعاداتنا وتقاليدنا مهمشة"، يضيف مشعشعي لـ"ارفع صوتك".
ويؤكد "نحن متمسكون بمطالبنا في إنهاء نظام الجمهورية الإسلامية في إيران وتحقيق الحرية لنا جميعا للممارسة حياتنا الطبيعية والتمتع بحقوقنا القومية والدينية".