صورة لنورة
صورة لنورة

كركوك ـ محمد عبد الله:

اسمي نورة، عمري 19 عاماً، من سكان قضاء الحويجة في محافظة كركوك. قتل تنظيم داعش أخي وأعدم أبي بتهمة التهريب وزوّجوني غصبا عنّي من أحد مسلحيهم السوريين الذي اتخذني كجارية. كان يقضي حاجته معي فقط.

بعد أن قتل التنظيم أخي واعتقل والدي، عاد مسلحوه إلى منزلنا ومعهم قاض شرعي وطلبوا منا نحن النساء أن نجلس في غرفة ثانية ونسمع ما يقولون. أخبرونا أننا نساء وحيدات في البيت ولا يجوز أن نبقى من دون محرم يقضي حاجتنا خارج البيت، وأبلغوني أن أحد مسلحيهم المهاجرين يرغب في الزواج مني، وبدأ قاضي التنظيم بتلاوة بعض الآيات القرآنية ثم انصرفوا.

بعد أيام وجدت نفسي في بيت أحد مسلحي داعش وكان من الجنسية السورية. كنت أراه في الليل فقط، وبعد مرور شهر على زواجي، سمعت أن التنظيم نفذ حكم الإعدام بوالدي وسط الحويجة بتهمة تهريب الناس إلى خارج الحويجة.

بعد اشتداد القصف على الحويجة، أخبرني زوجي أنه يجب أن ننتقل إلى قرية أخرى، وكنت في ذلك الوقت حاملا منه. كانت تلك المرة الأخيرة التي رأيته فيها، فلم يعد مجددا إلى القرية الجديدة التي انتقلنا إليها، لأنه قتل خلال المعارك. وبعد فترة قصيرة، وضعت طفلاً لا يعرف من يكون والده، وكان سكان القرية يخافون مني لأنني زوجة داعشي وظلوا يتجنبوني لحين هروبي من القرية إلى كركوك.

مشكلتي تكمن في ابني الذي تمتنع السلطات في كركوك عن تزويده بهوية الأحوال المدنية وشهادة الجنسية العراقية رغم بلوغه عامه الثالث، لأن الطفل لا يمتلك بيان ولادة ولا أب يعترف به.

الله ينتقم من تنظيم داعش الذي دمّر مستقبلي. أتمنى أن تساعدني الجهات المعني في المحافظة وأن تزود ابني بالوثائق التعريفية فهذا الطفل لا ذنب له، فنحن ضحية من ضحايا التنظيم في العراق.

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق واتساب على الرقم 0012022773659

 

مواضيع ذات صلة:

أسامة يونس يبكي فيما يتم استخراج جثة أخته سناء التي يتم تسجيل وفاتها في الموصل
أسامة يونس يبكي فيما يتم استخراج جثة أخته سناء التي يتم تسجيل وفاتها في الموصل

المصدر: موقع الحرة

دفع سكان الموصل ثمن تحرير مدينتهم من قبضة تنظيم داعش بالدم، إذ لقي ما بين 9000 و11 ألفا مصرعهم خلال تسعة أشهر من المعارك، وهي نسبة تزيد 10 مرات عما أعلن سابقا.

وأفادت وكالة أسوشييتد برس (AP) الأربعاء بأن عدد قتلى المعركة لم يؤكده التحالف الدولي ضد داعش الذي تقوده الولايات المتحدة ولا الحكومة العراقية ولا "خلافة داعش" المزعومة.

لكن الوكالة قالت إن من تولى تعداد الضحايا المدنيين هم عمال المقابر في المدينة التي أعلن منها داعش دولته الوهمية في 2014، والعاملون في مشرحة المدينة والمتطوعون الذين شاركوا في انتشال الجثث من تحت أنقاض البنايات المدمرة.

وقتل ما لا يقل عن 3200 مدني في غارات أو بقذائف مدفعية أو بقذائق هاون ما بين تشرين الأول/أكتوبر 2016 إلى غاية هزيمة داعش في يوليو/تموز 2017، بحسب تحقيق للوكالة قارن بين قواعد بيانات مستقلة خاصة بمنظمات غير حكومية.

أقارب سناء يونس التي لم يتم تسجيل وفاتها، يحملون جثمانها بعد استخراجه

​​

وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد صرح للوكالة بأن 1260 مدنيا قتلوا خلال المعارك.

وأوضحت AP أن قواعد البيانات التي اطلعت عليها تشمل Airwars وهي منظمة مستقلة توثق الغارات الجوية والمدفعية في العراق وسورية، ومنظمة العفو الدولية، وIraq Body Count وتقريرا للأمم المتحدة.

محمد محمود (ثمانية أعوام) يجلس قرب جثمان عمه الذي قتله داعش عندما كان يحاول الهرب من الموصل

​​

الوكالة قالت أيضا إنها حصلت على قائمة من مشرحة الموصل تضم أسماء 9606 أشخاص قتلوا خلال عمليات تحرير المدينة، مشيرة إلى أن من المعتقد أن مئات القتلى المدنيين لا يزالون تحت الأنقاض.

حوالي ثلث الضحايا الذين يقارب عددهم الـ10 آلاف قتلوا خلال أعمال العنف الأخيرة التي نفذها داعش مع تبدد دولته الوهمية، وثلث آخر لقي مصرعه في غارات للقوات العراقية أو التحالف. فيما تعذر وفق الوكالة تحديد الجهة التي تسببت في مقتل الضحايا الآخرين والذين كانوا في أحياء تعرضت للقصف وشهدت انفجارات خلال المعارك العنيفة التي شهدتها الموصل.

الضحايا قتلوا في منازلهم أو على الخطوط الأمامية

الموصل، ثاني كبريات المدن العراقية، كانت تحتضن أكثر من مليون مدني قبل انطلاق معركة استعادتها من المتشددين الذي أذاقوا السكان ألوانا من العذاب وتفننوا في أشكال القتل والظلم.

بطاقة تعريف سناء يونس (15 عاما) التي قتلت بقذيفة هاون خلال المعركة الأخيرة لتحرير الموصل

 

​​وخشية وقوع أزمة إنسانية ضخمة، ألقت الحكومة العراقية منشورات على المدينة أو أبلغ جنود العائلات بالبقاء مكانها عندما اقتربت ساعة الصفر لمعركة الموصل في نهاية 2016.

لكن الآلاف أصبحوا محاصرين في منازلهم عندما أحاطت الخطوط الأمامية بأحياء مكتظة بالسكان تحصن فيها داعش واستخدم مدنيين ذروعا بشرية. وكان مقاتلو داعش قد أجبروا مدنيين على مرافقتهم عندما انسحب التنظيم إلى غرب الموصل. وعمل المتشددون على تكديس المدارس والمباني الحكومية بمئات العائلات.

وكشفت وثائق لمشرحة الموصل اطلعت عليها AP أن القتلى المدنيين في المدينة  لقوا مصرعهم نتيجة إصابات في انفجارات أو بالرصاص أو بشظايا. 

 

المصدر: أسوشييتد برس