البصرة – مشعل عبيد:
اسمي ثائر جاسم خضير (ثائر القهوجي)، مواليد 1975. أعمل بهذه المهنة منذ 17 عاما. متزوج وأب ابنة واحدة، لكن أعيل أيضا والدتي وأخي المعاق.
كنت أعمل سائقا في إحدى الشركات النفطية وكذلك عملت في إحدى شركات الألغام. كنا نرى الموت يوميا، لكن رغم ذلك كنت بأفضل حال حتى أغلقت الشركة وخسرت عملي.
كل مساء، أتواجد هنا قرب مطعم معروف في البصرة وبمساعدة مالكه الذي يدفع لي أجرا بسيطا يوميا مقابل خدمتي التي أقدمها للزبائن.
ابتسامتي بوجوه الناس كانت محطة توقفهم وشربهم للقهوة التي أعدها بيدي، لكن يزعجني البعض من الذين لا يعرفون أصول التعامل مع حامل الفنجان والدلة وشرب القهوة، وأنا أعذر البعض منهم لأنهم لم يتعلموا مجالسة الكبار من أهالينا وكيف يمسكون الفنجان وكيف يهزونه في إشارة إلى اكتفائهم، فالدلة (سيف وكيف وضيف).
لي الشرف بمهنتي هذه وأتشرف بخدمة الناس لأنها عرفتني على الكثيرين منهم وهي مفتاحي للعمل في أفراحهم وأحزانهم، رغم أن هذا العمل لا يسد إلا جزءا يسيرا من حاجتي اليومية.
طرقت أبوابا كثيرة ومن بينها باب المحافظ السابق، لكنه لم يعرني أي أهمية ولم يوفر لي عملا أعيش منه مع عائلتي. جميع من ذهبت إليهم وعدوني خيرا وقالوا (تعال باجر أو بعد باجر ويصير خير وماكو شي)، فاضطررت إلى أن أحمل دلتي وفنجاني وابتسامتي وأعمل ليلا بين الناس.
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659