القصف الإسرائيلي يتواصل على غزة
القصف الإسرائيلي يتواصل على غزة

يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في قطاع غزة وسط انقطاع شبه تام في الاتصالات والإنترنت بسبب نفاد الوقود، بينما أصبحت المواد الغذائية أيضا "معدومة عمليا"، وفق الأمم المتحدة.

وبعدما أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الخميس، أنه يقوم بتفتيش أبنية مستشفى الشفاء "واحدا تلو الآخر" لاشتباهه باستخدام حماس للمستشفى كمقر ومركز بنى تحتية، أعلن المتحدث باسمه، دانيال هاغاري، فجر الجمعة، العثور على "نفق عند مدخل مستشفى الشفاء، ويعمل مهندسون حاليا على نبش البنية التحتية في المكان".

وكانت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس ذكرت أن الجيش "دمر" أقساما في مستشفى الشفاء. وبات الاتصال صعبا بالأشخاص الذين لا يزالون عالقين في المستشفى وبينهم مدنيون وأطباء ومرضى، بسبب انقطاع الاتصالات بشكل شبه كامل تقريبا نتيجة نفاد الوقود، وفقا لفرانس برس.

وتحدثت شركة الاتصالات الفلسطينية "بالتل" عن "نفاد كافة مصادر الطاقة الاحتياطية لتشغيل عناصر الشبكة الرئيسية"، وانقطاع خدمات الاتصالات الثابتة والخليوية والإنترنت.

وكان الناطق باسم وزارة الصحة التابعة لحماس، أشرف القدرة، قال، الخميس، لوكالة فرانس برس ثمة "آلاف النساء والأطفال والمرضى والمصابين مهددون بالموت من الجوع ومن القصف الإسرائيلي" في مستشفى الشفاء.

شهادة من داخل المستشفى

بدوره، قال الصحفي، خضر الزعنون، في تصريح عبر الهاتف لقناة "الحرة" إن الجيش الإسرائيلي قام خلال ساعات الليل وفجر الجمعة بتفجير ثلاثة أماكن في مستشفى الشفاء.

وأوضح الزعنون أنه تم تفجير "المطبخ الخاص بالطهي للمرضى والجرحى والمطعم المرافق له، ومكان خاص بقسم التنمية البشرية، بالإضافة إلى قسم مخصص للهندسة والصيانة".

وأكد أنه "تم زرع المتفجرات داخل هذه الأماكن غير المأهولة وتفجيرها مما سبب حالة من الهلع والذعر لدى المرضى والجرحى والعاملين والنازحين الموجودين داخل المستشفى".

وأشار إلى أن المستشفى محاصر بالدبابات والآليات العسكرية الإسرائيلية لليوم الثامن على التوالي، وأنه تم تجريف الشوارع المحيطة بالمستشفى.

ولفت إلى أن حال الجرحى والمرضى والأطفال الخدج يرثى له بظل انقطاع الكهرباء وعدم توفر الأوكسجين والأدوية والماء والغذاء.

وعاود الجيش الإسرائيلي، الخميس، دخول مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، غداة عملية اقتحام وتفتيش لأكبر مستشفى في القطاع أثارت قلقا وانتقادات دولية بشأن مصير المرضى والجرحى وآلاف المدنيين المحاصرين، وفقا لفرانس برس.

وتتهم إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة حركة حماس بإخفاء أسلحة ومنشآت عسكرية في مجمع الشفاء الطبي، وهو ما تنفيه الحركة الفلسطينية.

وقال قائد العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة الجنرال، يارون فنكلمان، "ننفذ هذه الليلة عملية محددة الهدف في مستشفى الشفاء".

وأضاف "نحن نواصل التقدم".

وردا على سؤال حول ما يجري داخل مستشفى الشفاء، رفضت وحدة المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي التعليق على طلبات "الحرة".

لكن مصادر عسكرية إسرائيلية أشارت لموقع "الحرة" إلى أن "البحث عن الأسلحة واستجواب المشتبه بهم هو الإجراء المعتاد في مناطق الحرب". 

وقال أدرعي، الأربعاء، إنه "تم العثور على مقر عملياتي ووسائل تكنولوجية تابعة لمنظمة حماس الإرهابية، مما يدل على استخدام المنظمة الإرهابية للمستشفى لأغراض إرهابية".

وتابع أن "جيش الدفاع الإسرائيلي يعمل في محيط المستشفى بناء على المعلومات الاستخبارية المتوفرة وسعيا لمنع إلحاق الأذى بالطواقم الطبية وغيرهم من المدنيين الذين لجأوا إلى المستشفى".

وأضاف "عثر المقاتلون على غرفة تحتوي على وسائل تكنولوجية خاصة ومعدات قتالية ومعدات عسكرية تستخدمها منظمة حماس الإرهابية، وفي  وفي قسم آخر تم العثور على مقر عملياتي ووسائل تكنولوجية تابعة لمنظمة حماس الإرهابية، مما يدل على استخدام المنظمة الإرهابية للمستشفى لأغراض إرهابية".

وأصدرت حماس، التي نفت مرارا وتكرارا استخدام المستشفى في عمليات عسكرية، بيانا وصفت فيه المزاعم الإسرائيلية بأنها "قصة ملفقة لن يصدقها أحد".

العثور على جثتين 

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، لشبكة "سي بي أس" التلفزيونية الأميركية  "لدينا مؤشرات قوية على أن المختطفين كانوا محتجزين في مستشفى الشفاء، وهذا أحد الأسباب التي دفعتنا لدخوله. لكن إذا كانوا هنا، فقد نقلوا إلى مكان آخر".

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، أنه عثر في مبنى محاذ لمستشفى الشفاء على جثة الجندية، نوعاه مارسيانو، البالغة 19 عاما التي كانت رهينة لدى حماس وسبق وأعلن مقتلها، الثلاثاء.

وقال الجيش في بيان "انتشلت قوات الجيش الإسرائيلي جثة الجندية نوعاه مارسيانو (..) من مبنى محاذ لمستشفى الشفاء ونقلت إلى الأراضي الإسرائيلية".

وكانت حركة حماس نشرت، الاثنين، صورة لمارسيانو تظهرها ميتة، مشيرة إلى أنها قتلت في قصف إسرائيلي.

وخطفت، نوعاه مارسيانو، من قاعدة ناحل عوز العسكرية قرب قطاع غزة في اليوم الأول من هجوم حماس، وفق السلطات الإسرائيلية.

وهي ثاني جثة مختطفة يعلن الجيش العثور عليها في قطاع غزة في أقل من 24 ساعة.

فقد أعلن الجيش، مساء الخميس، أنه عثر قرب مستشفى الشفاء أيضا على جثة الرهينة، يهوديت فايس، البالغة 65 عاما، متهما حماس بـ"اغتيالها". وكانت خطفت من كيبوتس بئيري في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر، تاريخ الهجوم غير المسبوق الذي شنته الحركة على إسرائيل.

وتواصل القوات الإسرائيلية منذ 27 أكتوبر عمليات برية على الأرض داخل قطاع غزة، وسيطرت على مقار حكومية وقالت إنها دمرت مئات الأهداف العسكرية للحركة.

وقال الجيش، صباح الجمعة، إنه سيطر خلال الليلة الماضية على معقل لقيادة حركة الجهاد الإسلامي التي تقاتل إلى جانب حماس في شمال قطاع غزة، وعلى مصنع أسلحة. وقد تم تدمير المكان الذي يحتوي على صواريخ وأسلحة مختلفة.

وتعهدت إسرائيل بـ"القضاء" على حركة حماس.

وقال رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، في كلمة متلفزة ألقاها، مساء الخميس، إن إسرائيل لن تتمكن من "تحقيق أي من أهدافها أو استعادة أسراها إلا بدفع الثمن الذي تحدده المقاومة".

"الموت جوعا"

وتسببت الحرب بنزوح أكثر من 1.65 مليون شخص داخل القطاع، من أصل 2.4 مليون عدد السكان الإجمالي، بسبب القصف، وأيضا بعد إنذارات إسرائيل بضرورة مغادرة شمال قطاع غزة نحو الجنوب.

وفي ظل "الحصار المطبق" الذي تفرضه إسرائيل على القطاع منذ بدء الحرب، لا يجد مئات الآلاف مأوى، كما توجد أزمة إنسانية كبيرة ونقص فادح في المواد الغذائية وانقطاع في مياه الشرب.

وحذر برنامج الأغذية العالمي، الخميس، من أن السكان يواجهون "احتمالا مباشرا للموت جوعا" في قطاع غزة، حيث أصبحت "إمدادات الغذاء والمياه معدومة عمليا".

وتحدثت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين، في بيان عن "اقتراب فصل الشتاء، والملاجئ غير الآمنة والمكتظة، ونقص المياه النظيفة".

وقالت "لا توجد طريقة لتلبية احتياجات الجوع الحالية من خلال معبر حدودي واحد قيد التشغيل"، في إشارة إلى المساعدات المحدودة التي دخلت عبر معبر رفح مع مصر.

وأضافت "الأمل الوحيد هو فتح ممر آمن آخر لوصول المساعدات الإنسانية من أجل جلب الغذاء الضروري للحياة إلى غزة".

وأعلنت واشنطن الليلة الماضية أن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، اتصل ببيني غانتس، أحد زعماء المعارضة الإسرائيلية الذي انضم إلى حكومة نتانياهو مع بدء الحرب، وتناول البحث "الجهود الهادفة إلى زيادة وتسريع دخول المساعدات الإنسانية الضرورية إلى غزة".

واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس بعد هجوم مباغت شنته الحركة على مواقع عسكرية ومناطق سكنية محاذية لقطاع غزة، أدى إلى مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، وتم اختطاف 239 شخصا، وفق السلطات الإسرائيلية.

ومنذ ذلك الحين، ترد إسرائيل بقصف جوي وبحري وبري مكثف على القطاع المحاصر، أتبعته بعملية برية لا تزال متواصلة، وبلغت حصيلة القتلى في غزة أكثر من 11500 شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال، فضلا عن إصابة نحو 29 ألف شخص، إضافة إلى أكثر من 2700 مفقود تحت الأنقاض، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس، الأربعاء.

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

العمليات غير المشروعة لتهريب النفط والغاز المسال تولد مئات الملايين من الدولارات لحزب الله. (أرشيفية-تعبيرية(
العمليات غير المشروعة لتهريب النفط والغاز المسال تولد مئات الملايين من الدولارات لحزب الله. (أرشيفية-تعبيرية(

فرضت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، الأربعاء، عقوبات على شبكة لبنانية تتهمها بتهريب النفط والغاز المسال للمساعدة في تمويل جماعة حزب الله اللبنانية.

وذكرت وزارة الأميركية في بيان على موقعها الإلكتروني أن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لها فرض عقوبات على 3 أفراد و5 شركات وسفينتين متورطين في تهريب النفط والغاز البترولي المسال لتوليد الإيرادات لحزب الله.

وأوضح البيان أن الشبكة، التي تتألف من رجال أعمال وشركات لبنانية ويشرف عليها أحد كبار قادة فريق تمويل حزب الله، سهلت شحن عشرات شحنات الغاز البترولي المسال إلى حكومة سوريا، ووجهت الأرباح إلى حزب الله.

وأشارت إلى أن العمليات غير المشروعة لتهريب النفط والغاز البترولي المسال تولد مئات الملايين من الدولارات لحزب الله، وتدعم الأنشطة الإرهابية للمجموعة.

وقال وكيل وزارة الخزانة بالوكالة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، برادلي تي سميث: "يواصل حزب الله إطلاق الصواريخ على إسرائيل وتأجيج الاضطراب الإقليمي، ويختار إعطاء الأولوية لتمويل العنف على رعاية الأشخاص الذين يدعي أنه يهتم بهم، بما في ذلك عشرات الآلاف من النازحين في جنوب لبنان".

وأضاف: "وستواصل وزارة الخزانة تعطيل شبكات تهريب النفط وغيرها من شبكات التمويل التي تدعم آلة الحرب التابعة لحزب الله".

وصنفت وزارة الخارجية الأميركية حزب الله جماعة إرهابية في 31 أكتوبر 2001.

وذكرت وزارة الخزانة في بيانها أنها اتخذت إجراءات متسقة لاستهداف الأفراد المتورطين بشكل مباشر أو غير مباشر في عمليات تمويل حزب الله التي توفر عائدات بالغة الأهمية للمنظمة.

ووفقا للبيان، من بين المسؤولين البارزين في حزب الله المشاركين في هذه الجهود محمد قصير، ومحمد قاسم البزال، اللذين يديران قناة لنقل غاز البترول المسال ومشتقات النفط الأخرى نيابة عن حزب الله ويتلقيان مدفوعات مباشرة مقابل بيعها.

وفي 15 مايو 2018، صنف مكتب مراقبة الأصول الأجنبية قصير لعمله لصالح حزب الله أو نيابة عنه كقناة أساسية للصرف المالي من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني إلى حزب الله.

وفي 20 نوفمبر 2018، صنف مكتب مراقبة الأصول الأجنبية البزال، أحد شركاء قصير، لدعمه لحزب الله.

كما اتخذ مكتب مراقبة الأصول الأجنبية سلسلة من الإجراءات التي تستهدف عمليات تهريب النفط لحزب الله، بما في ذلك إجراء في 31 يناير 2024 استهدف شبكة حزب الله وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي التي حققت إيرادات بمئات الملايين من الدولارات من خلال بيع السلع الإيرانية بما في ذلك النفط، ومعظمها للحكومة السورية.

وأوضح البيان أن الشبكة التي تم تصنيفها اليوم تشمل مسؤولًا آخر رفيع المستوى في فريق تمويل حزب الله، ورجلي أعمال لبنانيين يوفران واجهة مشروعة على ما يبدو لتسهيل جهود حزب الله في تهريب النفط. وسهلت هذه الشبكة عشرات شحنات غاز البترول المسال إلى حكومة سوريا، بالعمل مع المسؤول في النظام السوري ياسر إبراهيم، الذي أدرجته وزارة الخارجية في 20 أغسطس 2020 لدوره في صفقات تجارية فاسدة استفاد منها الرئيس السوري الأسد.

وأشار البيان إلى أنه اعتبارًا من أواخر عام 2023، تولى المسؤول في حزب الله، محمد إبراهيم حبيب السيد، مسؤولية بعض الأعمال التجارية لحزب الله من البزال. وسافر السيد سابقًا مع البزال إلى جنوب شرق آسيا لتنسيق صفقات النفط المحتملة في المنطقة لفريق تمويل حزب الله. كما عمل كمحاور بين البزال ورجل الأعمال اللبناني علي نايف زغيب بشأن مشروع نفطي في موقع مصفاة في الزهراني بلبنان.

ووفقا لبيان الوزارة، فمنذ أواخر عام 2019 على الأقل، قدم زغيب، الخبير في كيمياء البترول، المشورة والمساعدة لفريق التمويل التابع لحزب الله خلف الكواليس، والتقى مع القصير والبزال لتنسيق أنشطتهم. وبصفته عضوًا في شبكة تهريب النفط التابعة لحزب الله، أمّن زغيب خزانات لتخزين، ربما النفط، نيابة عن حزب الله.

وأكد البيان أن القصير والبزال باعتبارهما من كبار مسؤولي حزب الله، حققا ربحًا من صفقات الغاز البترولي المسال مع زغيب الذي التقى بنائب لبناني واحد على الأقل تابع لحزب الله لمناقشة تمويل مشاريع النفط التابعة لحزب الله. كما نسق الزغيب مع ممول حزب الله، محمد إبراهيم بزي، بشأن المفاوضات التجارية. وفي 17 مايو 2018، أدرج مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بزي لدعمه حزب الله.

كما يشارك رجل الأعمال اللبناني بطرس جورج عبيد في صفقات الطاقة لحزب الله، ويملك بشكل مشترك العديد من الشركات مع زغيب، بحسب البيان.

ولذلك لفت البيان أنه تم إدراج السيد وزغيب وعبيد لمساعدتهم ماديًا أو رعايتهم أو تقديم الدعم المالي أو المادي أو التكنولوجي أو السلع أو الخدمات لحزب الله أو لدعمه.

كما أدرجت وزارة الخزانة الشركة الأوروبية اللبنانية للتجارة الدولية التي يمثلها البزال وكانت مسؤولة عن عشرات شحنات غاز البترول المسال، التي قامت بها نقالات غاز البترول المسال "ألفا" و"مارينا" إلى ميناء بانياس في سوريا لصالح شركة "حقول"، والتي تم تصنيفها في 4 سبتمبر 2019 لكونها مملوكة أو خاضعة لسيطرة البزال.

وأوضحت الوزارة أن البزال استخدم شركة "إليت" لتغطية نفقات التشغيل لشركتي تشغيل السفن "ألفا، ومارينا"، وبناء على ذلك، تم إدراج كل من "إليت" و"ألفا" و"مارينا" كممتلكات لحزب الله مصلحة فيها.