بقلم علي عبد الأمير:
ما الذي يحمله شباب البصرة؟ هل يكفي صوت الرفض والاحتجاج؟ هل يكفي الغضب، ردّاً على أوضاع مدينتهم بمفارقتها المحزنة: بلدة غنية لشعب فقير؟ أم أنّ لديهم رؤية واضحة وتصوراً منهجياً للعمل العام، وعندهم فكرة عن كيفية إدارة المشاريع إذا ما أتيحت لهم الفرصة؟
كل هذه الأسئلة وغيرها يثيرها موقع (إرفع صوتك)، ضمن توجه عام مفاده إذا كان الذين يسيطرون على مقاليد الأمور في البلاد وتحديداً في البصرة، فما مدى إمكانية أن تتوفر للرؤية الشابة القدرة على تقديم حلول عملية عبر مشاركة منهجية؟ والذي من خلاله نحاول التأكيد على أن حراك الشباب في العراق ليس مجرد غضب واحتجاج بل هو أيضاً، موقف نقدي قائم على رؤية عملية تعرف ما البديل لما يوصف بالوضع الحالي السيء في إدارة المحافظة والبلاد بشكل عام.
شعلة الاحتجاج
وشعلة الاحتجاج في البصرة أوقدها target="_blank">منتظر الحلفي، شاب من قضاء المدينة شمال البصرة لقي حتفه خلال تظاهرة مطالبة بتحسين وضع الكهرباء في المنطقة قبل أشهر. وهنا يستذكره الكاتب والباحث الشاب ياسر جاسم بالقول "شرارة ثورة التغيير في العراق اليوم كانت قد ابتدأت من البصرة، وتحديداً من قضاء المدينة، حيث قضى الشاب منتظر شهيداً برصاصة قاتل".
وعنه أيضاً يقول شاب بصري آخر هو صباح فهد "حقيقة للتأريخ: محمد البوعزيزي الشاب التونسي الذي أحرق نفسه في إحدى الميادين العامة كان شرارة الثورة التونسية. الشاب المصري الاسكندراني الذي قضى تحت التعذيب في ظل قانون الطوارئ كان شرارة الثورة والتغيير في مصر .علينا أن لا ننسى أن شرارة التغيير في العراق انطلقت من شمال البصرة وبالتحديد من قضاء (المدينة)، وكان القادح لتلك الشرارة الفتى الشهيد منتظر الحلفي، ليكن هذا الاسم علامة فارقة في مظاهرات العراق فهو القائد الحقيقي لهذا التغيير".
ومن جهته يتخوف أستاذ التاريخ السياسي في جامعة البصرة، الدكتور كاظم السهلاني، من قدرة الحراك الشبابي احتجاجاً ومشاركة عامة على المطاولة والتأثير لنحو مستدام. موضحا لموقع (إرفع صوتك) في مداخلة خاصة "أشك أنّ النشطاء الشباب أثبتوا منذ 2003 وحتّى يومنا هذا قدرة متميزة على المشاركة الحقيقية في توجيه الرأي العام، وذلك عبر حزم من الانشطة المجتمعية والطوعية فضلاً عن المشاركة الاحتجاجية ضمن مفهوم الرقابة الشعبية التي شاركوا فيها وقادوها بمثابرة على الرغم من سوداوية الأوضاع واستمرارها في بث التشاؤم في النفوس".
كاتم الصوت يهدد المستقبل
ويوضح السهلاني الذي يعتبر من نشطاء الاحتجاج السلمي في "مدينة الثروات الكبيرة والشعب الفقير"، كما يقول أبناء البصرة، إنّه "على الرغم أن تجربة الشباب وخبراتهم في الحياة قد تكون قليلة، لكن الروح التي يمتلكونها غطت على كل ذلك، خاصة عندما يعملون ضمن قيادات قريبة منهم تعمل على المشاركة معهم وعدم الاكتفاء بالتوجيه وتسلق جهدهم".
وينهي السهلاني مداخلته لموقع (إرفع صوتك) بالقول إنّ "الخطر الحقيقي الذي يقف عائقاً أمام تنفيس الشباب عن طاقتهم وإبداعاتهم بلا شك هو المسدس الكاتم الذي تملكه كل أحزاب السلطة عبر أذرعتها الميليشاوية، وهذا ما جعلنا نخسر بعض هذه الطاقات في عموم العراق أو بالبصرة تحديداً".
*الصورة: من الاحتجاجات السلمية في العراق / وكالة الصحافة الفرنسية
*يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق "واتساب" على الرقم 0012022773659