صنعاء- بقلم غمدان الدقيمي:

لا تفاؤل بشأن إمكانية الحصول على فرص عمل في ظل انسداد الأفق السياسي واستمرار الأوضاع السيئة في بلدهم العربي العريق، ذلك ما أجمع عليه عددٌ من طلاب المراحل النهائية في جامعة صنعاء.

ضاعفت الحرب التي دخلت عامها الثاني في اليمن معاناة ومخاوف غالبية السكان بمن فيهم طلاب الجامعات، لكن الأمل يظل موجوداً لدى البعض.

تفاؤل ضعيف وطموح بالهجرة

ليلى طاهر، طالبة في السنة الرابعة تخصص إذاعة وتلفزيون في كلية الاعلام بجامعة صنعاء، قالت لموقع (إرفع صوتك) إن تفاؤلها بإمكانية الحصول على فرصة عمل عقب تخرجها من دراستها الجامعية ضعيف. "لا يهم إن كانت في القطاع العام أو الخاص، أخاف ألّا أحصل عليها (فرصة عمل)".

وتطمح ليلى، 23 عاماً، المنحدرة من عائلة ظروفها الاجتماعية أفضل حالاً من بقية الطلاب بـ"تطوير الإعلام اليمني المنحاز حالياً لأطراف الصراع"، مشيرة إلى أن جزءاً من ذلك يقع على عاتق الإعلاميين والخريجين الجدد.

من جهة أخرى، يخشى زميلها الذي التقيناه على بعد أمتار منها، بالقرب من كلية الإعلام، ويدعى محمد العريفي، أن يستمر الصراع القائم في البلد على ما هو عليه. "هذا مؤسف جداً. معظم الإذاعات والقنوات التلفزيونية (المحلية) أُغلقت للأسف الشديد".

ورغم ذلك، فتجربة العريفي، الذي عمل خلال دراسته الجامعية منسقاً لإذاعات وقنوات عربية، إضافة مهمة بالنسبة له، كما يقول لموقع (إرفع صوتك). "اكتسبت بعض المهارات، ومُتفائل بأن تؤهلني لأكون مراسلاً لإحدى وكالات الأنباء العربية".

في المقابل، لا يُخفي أمنيته في الهجرة إلى إحدى الدول الأوربية. "أرغب بممارسة العمل الإعلامي في جو واسع من الحرية. هذا لا يتوفر في اليمن ومعظم الدول العربية".

حفل تخرج وأمنيات

أمّا رضوان الشميري، الطالب الذي احتفل مع زملائه مؤخراً بمناسبة تخرجهم من قسم علوم القرآن الكريم بكلية التربية جامعة صنعاء، امتزجت على وجهه ملامح القلق والفرح على حد سواء.

"بسبب الأوضاع التي نمر بها والحرب، وأعداد الخريجين قبلنا، تفاؤلي ضئيل جداً، ممكن على المدى البعيد، بعد 15 سنة أن أحصل على وظيفة مدرس"، يقول الشميري لموقع (إرفع صوتك).

وقال عماد الجيلاني، الذي تحدّث معه موقع (إرفع صوتك)، عقب التقاطه صور تذكارية مع زملائه وهم يرتدون ملابس التخرج ويبتسمون "طموحنا الحصول على وظيفة حكومية ونحن متفائلون".

حركة محدودة للطلاب

منذ أسابيع مضت، تبدو حركة الطلاب داخل حرم جامعة صنعاء محدودة جداً، على خلفية إضرابات وتعليق للعملية التعليمية دعت لها نقابتا أعضاء هيئة التدريس والموظفين في الجامعة، على خلفية قرارات أصدرها نائب وزير التعليم العالي المعين من جماعة الحوثيين، تقضي بتكليف أشخاص جدد بدلاً من رئيس الجامعة ونوابه.

ويشعر مهدي ملفي، طالب سنة ثالثة تخصص دراسات إسلامية، بالحزن إزاء التكلفة الباهظة التي يدفعها ثمن الأزمة التي تعصف بالبلاد. ويقول لموقع (إرفع صوتك) "التحقت بهذا القسم، بهدف الحصول على وظيفة كمدرس في عزلتي بمديرية سنحان.. أتمنى أن تُفرج الأمور".

اختبار مباحثات الكويت

"ملايين اليمنيين فقدوا مصادر رزقهم بسبب إغلاق معظم شركات القطاع الخاص منذ نهاية مارس (آذار) 2015، لذا من الصعب أن نحصل نحن على فرص عمل بسهولة"، هكذا يقول عبد الرحمن علي، طالب في المرحلة النهائية تخصص علوم مصرفية جامعة صنعاء.

وأضاف عبد الرحمن، 25 عاماً، لموقع (إرفع صوتك) "لا أنتظر خيراً من الأطراف اليمنية المتحاربة، لكني سأكون سعيداً اذا نجحوا في ايقاف الحرب خلال مباحثات الكويت".

مشروع شخصي

خلافاً لسابقيه، قلل فواز العبيدي، 24 عاماً، طالب سنة رابعة في قسم إدارة الأعمال بكلية التجارة والاقتصاد، من جدوى الوظيفة العامة أو الخاصة في اليمن "فالعائد منها لن يسد احتياجاتي الأساسية".

ويخطط هذا الشاب، لأن يكون صاحب عمل خاص. "سأعد استراتيجية لإنشاء مشروع شخصي. أخاف أن يستمر الوضع الراهن، عندها لن أنجح. أتمنى الاستقرار للبدء بمشروعي"، قال العبيدي لموقع (إرفع صوتك).

*الصورة: خريجون في اليمن/إرفع صوتك

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

الحرب أدت إلى تدمير جزء كبير من البنية الأساسية في قطاع غزة بما في ذلك المراكز التعليمية
الحرب أدت إلى تدمير جزء كبير من البنية الأساسية في قطاع غزة بما في ذلك المراكز التعليمية

مع بدء السنة الدراسية الجديدة في معظم أنحاء الشرق الأوسط، يجد تلاميذ قطاع غزة أنفسهم للعام الثاني على التوالي دون مدارس ينهلون منها العلم والمعرفة، مما حدا برهط من المسؤولين والأهالي إلى إيجاد بعض الحلول الفردية، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.

وكان من المفترض أن يبدأ العام الدراسي الجديد رسميا هذا الأسبوع، في القطاع الذي يشهد حربا شرسة منذ أكثر من أحد 11 شهرا بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس، المصنفة "منظمة إرهابية" في الولايات المتحدة ودول أخرى.

وأدى القصف إلى تدمير جزء كبير من البنية الأساسية الحيوية في القطاع الفلسطيني، بما في ذلك المراكز التعليمية، التي كانت تستوعب نحو مليون تلميذ تحت سن 18 عاماً، وفقاً للأمم المتحدة.

وفي ظل صعوبة تأمين مساحة آمنة لتدريس الأطفال، قررت وفاء علي، التي كانت تدير مدرسة بمدينة غزة قبل الحرب، فتح فصلين دراسيين في منزلها شمالي القطاع، حيث يتجمع العشرات من الأطفال لتعلم العربية والإنكليزية بالإضافة إلى مادة الرياضيات.

وقالت علي: "أرادت الأسر أن يتعلم أطفالها القراءة والكتابة بدلاً من إضاعة الوقت في المنزل، خاصة أن الحرب لن تنتهي قريبا".

ولا يستطيع المعلمون الوصول إلا إلى نسبة صغيرة من الأطفال الذين حرموا من التعليم بسبب الحرب، التي بدأت بعد أن هاجمت حركة حماس إسرائيل في 7 أكتوبر، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، وبينهم نساء وأطفال، حسب بيانات رسمية.

وردًا على ذلك، شنت إسرائيل عملية عسكري أدت إلى مقتل أكثر من 41 ألف شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال، وفقًا لوزارة الصحة في القطاع.

"نبذل قصارى جهدنا"

من جانبها، أوضحت آلاء جنينة، التي تعيش حاليا في خيمة بوسط قطاع غزة، أن طفلها البالغ من العمر 4 سنوات وابنتها ذات السبع سنوات، يتلقيان دروسًا في خيمة قريبة.

وقالت المراة البالغة من العمر 33 عاما، إنها زارت مؤخرا "مدرسة الخيام"، مضيفة: "لقد أحزنني ذلك. ليس لديهم ملابس أو حقائب أو أحذية. لكننا نبذل قصارى جهدنا".

وتقول وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، التي تدير عشرات المدارس بالقطاع، إن أكثر من ثلثي مدارسها دُمرت أو تضررت منذ بدء الحرب.

ووفقا للوكالة، فقد قُتل "مئات" الفلسطينيين الذين نزحوا إلى مرافق الأونروا، ومعظمها مدارس، بينما تؤكد إسرائيل
أن ضرباتها على المدارس وملاجئ الأونروا "تستهدف المسلحين الذين يستخدمون تلك المرافق"، وهو أمر تنفيه حركة حماس.

ورفضت هيئة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي الهيئة العسكرية الإسرائيلية المسؤولة عن التنسيق مع جماعات الإغاثة، التعليق، كما لم يستجب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي لطلب التعليق من الصحيفة الأميركية.

"بقع لليأس والجوع"

وقالت "الأونروا" إنها أطلقت برنامج العودة إلى التعلم، الذي سيجلب حوالي 28 ألف طفل إلى عشرات المدارس، لافتة إلى أن ذلك البرنامج سيركز على "الدعم النفسي والفنون والرياضة ومخاطر الذخائر المتفجرة، ثم سيتعمق أكثر في مواد القراءة والكتابة والرياضيات".

وفي هذا الصدد، قال المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، الأربعاء، على وسائل التواصل الاجتماعي: "الكثير من المدارس لم تعد مكانًا للتعلم. لقد أصبحت بقعا لليأس والجوع والمرض والموت".

وتابع: "كلما طالت فترة بقاء الأطفال خارج المدرسة.. كلما زاد خطر تحولهم إلى جيل ضائع. وهذه وصفة للاستياء والتطرف في المستقبل".

من جانبه، أوضح الباحث في مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني بقطر، معين رباني، أن قطاع غزة "كان لديه معدلات تعليم عالية نسبيًا، على الرغم من نسب الفقر الكبيرة التي تسوده".

وأضاف رباني أن الفلسطينيين "سعوا منذ فترة طويلة إلى التعليم للتقدم وسط ظروف اقتصادية صعبة، حيث وقد وفرت لهم الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية مختلفة فرصًا تعليمية جيدة".

ولفت في حديثه للصحيفة الأميركية، إلى أن العديد من الفلسطينيين في غزة "اعتادوا على فقدان أراضيهم ومنازلهم وممتلكاتهم، وبالتالي اهتموا بالتعليم، لأنه أمر يمكنك أن تأخذه معك أينما ذهبت".

وهناك ثمن نفسي للابتعاد عن المدرسة على الأطفال أيضًا، إذ قالت ليزلي أركامبولت، المديرة الإدارية للسياسة الإنسانية في منظمة إنقاذ الطفولة الأميركية، إن قضاء عام بعيدًا عن المدرسة والأصدقاء والملاعب والمنازل خلال صراع مسلح عنيف، "يمثل إزالة للركائز الأساسية للاستقرار والسلامة للأطفال".

وشددت على أن "عدم اليقين والتوتر وفقدان المجتمع، يمكن أن يؤدي إلى تحفيز أنظمة الاستجابة الطبيعية للتوتر في الجسم، والتي يمكن أن تكون ضارة بمرور الوقت".

واستطردت حديثها بالتأكيد على أن "تكرار هذه الأعراض أو استمرارها لفترات طويلة، قد يؤدي إلى مجموعة من النتائج السلبية على الصحة العقلية، التي لا يتعافى منها الأطفال بسهولة".

وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، قد كشفت في وقت سابق هذا الشهر، أن الأطفال في قطاع غزة "هم الفئة الأكثر تضررًا" مما يحدث هناك، وهم بحاجة ماسة لدعم نفسي وتعليمي بشكل عاجل.

وقال الناطق باسم المنظمة، كاظم أبو خلف، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، إن الوضع الحالي في غزة "يتطلب استجابة عاجلة لمساعدة الأطفال الذين يعانون من فقدان التعليم والأضرار النفسية الجسيمة التي يتعرضون لها".

وشدد على أن "جميع الأطفال في القطاع يحتاجون إلى دعم نفسي، حيث فقد ما لا يقل عن 625 ألف طفل عامًا دراسيًا منذ بدء الحرب.. وبعض الأطفال تعرضوا لبتر أطرافهم وهم بحاجة إلى الخروج من القطاع لتلقي العلاج، فيما يعاني العديد من الأطفال من الخوف والقلق بسبب الحرب".