الأردن – بقلم صالح قشطة:
عزام البيشاوي شاب أردني، 23 عاماً، خريج تخصص إدارة الأعمال من كلية المجتمع العربي في العاصمة عمّان. تخرج منذ عام، وتقدم لعدة وظائف، ولم يحصل على أي وظيفة حتى الآن، وهو على وشك البدء بعامه الثاني بلا عمل. كان لموقع (إرفع صوتك) معه الحديث التالي.
ما الذي تواجهه؟
رغم أن تقديري ممتاز في الكلية، إلّا أني لا أتلقى أي إجابة من أي من الجهات التي أتقدم لها بطلبات العمل، هم دائماً يطلبون أن يكون لنا خبرة.
أين ترى التقصير؟ ما الخلل الذي حال دون حصولك على وظيفة حتى الآن؟
الفرص قليلة جداً، والتقصير ليس مني، فأنا فعلت ما عليّ فعله، درست وتخرجت وأبحث عن عمل.
هل تعتقد أن هذا الحال ينطبق على غيرك من الخريجين؟ أم أن ما تواجهه شيء مختلف؟
الكثيرون يعانون من البطالة، نسبة كبيرة من أصدقائي مهندسين وأطباء وهم لا يعملون حتى الآن، والبعض عزفوا عن الدراسة، ويقولون لمَ ندرس ونحن لن نجد وظيفة؟ أحياناً تأتي الفرص، ونحن الشباب نتمنى أن نذهب إلى خارج البلد لنعمل، فالفرص هناك أكثر، والرواتب أكبر، لكن لماذا لا نحصل على هذا في بلدنا؟
كيف تقضي وقتك؟
في المنزل، وأحياناً أرافق والدي إلى عمله وأقوم بمساعدته وأملأ وقتي بذلك. وأحياناً أذهب لأقدم طلبات توظيف للمزيد من الشركات، علّني أجد فرصة عمل مناسبة.
وكم لديك أمل بإيجاد تلك الفرصة؟
الأمل يقل يوماً بعد يوم.. في البداية كان لدي أمل بنسبة مئة في المئة، ثم بدأ بالتلاشي شيئاً فشيئاً.
هل تسمع أي تعليقات من المحيطين بك؟
نعم، فهم دائماً يسألوني لماذا لم تحصل على وظيفة حتى الآن. لقد أصبحت شاباً كبيراً، ولديك فرص كبيرة في الحياة، وعليك أن تعمل!
وهل تتأثر بتلك التعليقات؟
بالطبع أتأثر بها، لا سيما أن هناك من تخرج بتقدير أقل مني، وهم يعملون وأنا لا أعمل، وهذا يؤذي نفسية الشخص.
وما الذي تعتقد أنه عليك أن تقوم به لتزيد نسبة أملك في الحصول على عمل؟
قد أحتاج بعض الخبرة، وأحياناً أعمل على أخذ دورات تدريبية رغم أني لا أعمل، لكنها مفيدة لسيرتي الذاتية.
هل تخجل من كونك عاطلاً عن العمل؟
بالطبع أخجل، فلماذا شاب بعمري يجلس بلا عمل؟ ومهما كان المجال الذي سأجد وظيفة به، المهم أن أعمل!
هل أنت أعزب أم متزوج؟
أنا أعزب، وبالتأكيد فلن أذهب وأتقدم لشريكة حياتي وأنا عاطل عن العمل. عليّ أن أعمل لأتمكن من تغطية مصاريفي ومصاريفها، هذه سنّة حياتنا. فعندما أتقدم إلى فتاة للزواج منها، فأول سؤال يوجه إليّ هو "ما طبيعة عملك؟"، ولا يتم السؤال عن العمر أو أي تفاصيل أخرى سوى "كم راتبك؟" و "ما عملك؟". والشريكة موجودة طبعاً، لكن عليّ أن أعمل لكي أحظى بالتي أريدها.
وكيف تقيّم وضع الشباب الأردني من ناحية فرصة الحصول على عمل؟
هناك من يحبون العمل ويكافحون لأجله، وهناك بعض الكسالى ممن يحبون الجلوس بلا عمل والاعتماد على أهاليهم.
وهل ترى أن البطالة قد تؤدي بالفرد إلى ارتكاب أي سلوكيات سلبية في حياته؟
بالطبع، فهي تؤثر على نفسياتهم، وكلما قل الأمل زاد عدم الاكتراث لأي شيء.
وهل تعتقد أن البطالة قد تنتهي بالفرد إلى التوجه نحو التطرف أو أي جماعات متطرفة؟
بالطبع، فمن عانى من البطالة لفترة طويلة، ووصل لمرحلة اليأس، قد لا يرفض أي إغراءات مالية تقدم له من قبل بعض الجهات، فهو أصبح غير مكترث بشيء، وأنا بالطبع لدي الوعي الكافي للتعامل مع هكذا ظروف، بلا توجه لأي من هذه الأفكار.
ما الرسالة التي توجهها للشباب الذين يمرون بما تمر به؟
أقول لهم أن لا ييأسوا، ويوماً ما ستأتيك الفرصة، وعليك أن تكافح لتكون شيئاً ما. ولو لم تتعب في صغرك، فلن ترتاح في الكبر.
*الصورة: عزام البيشاوي/إرفع صوتك
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659