مصر – بقلم الجندي داع الإنصاف:
يؤرقه شبح البطالة والخوف من ألّا يجد عملاً مناسباً يستطيع من خلاله كسب قوت يومه ويستعين به على قضاء مطالبه كشاب يريد تحقيق ذاته وتكوين أسرة صغيرة تهون عليه متاعب الحياة وتكون سنداً له في مرضه وشيخوخته.
هي قصة الشاب المصري محمود زكي، طالب في السنة الأخيرة بكلية التجارة. أيّ عمل سيفي بالغرض بالنسبة لمحمود الذي يقول لموقع (إرفع صوتك) "لا أريد عملاً براتب كبير ولا يشترط أن أعمل في مجال تخصصي. كل ما أريده هو أن أحصل على فرصة عمل ثابت بعد تخرجي يعينني على الحياة. والمهم ألا أنضم إلى صفوف العاطلين".
قصة متكررة
القصة نفسها تتكرر لآلاف من طلبة الجامعات المصرية الذين يجتهدون في دراستهم قدر الإمكان من أجل الحصول على فرصة عمل بعد تخرجهم يساعدون بها أنفسهم ويعينون أسرهم التي أنفقت عليهم كل ما تملكه وبذلت قصارى جهدها لاستمرارهم في مراحل التعليم، بهدف ضمان مستقبلهم بوظيفة بعد التخرج تضمن لهم الدخل والحياة.
يحكي هادي محي الدين، طالب في السنة الثالثة بكلية دار العلوم لموقع (إرفع صوتك) أن لا أمل لديه من الأساس في العمل بمجال تخصصه بعد التخرج "فسوق العمل متكدس بالمدرسين ولا يوجد مكان للخريجين الجدد للعمل بالمدارس خاصة لمدرسي اللغة العربية الذين تمتلئ بهم المدارس الحكومية".
ويرى هادي أن لا فرصة لديه للعمل في بلده لكنه يأمل أن تكون الفرصة متاحة له بالخارج، خاصة في دول الخليج العربية التي تطلب مدارسها توظيف المدرسين المصريين .
تفاؤل وأمل
وفقاً لتقرير الجهاز المركزي للتعبئة للإحصاء الصادر في 14 كانون الأول/ديسمبر 2015 عن العام الدراسي 2014، وصل عدد خريجي الجامعات الحكومية إلى 190 ألف خريج وعدد خريجي الجامعات غير الحكومية في مصر إلى 10600 خريج.
ورغم هذا العدد الكبير من الخريجين، تحافظ إسراء محمد، الطالبة بكلية نظم المعلومات بإحدى الجامعات الخاصة، على تفاؤلها. وتقول لموقع (إرفع صوتك) "نعم توجد بطالة كبيرة، لكن لا بد من السعي للوصول إلى تحقيق ما أريده، فأنا شخصياً لا أريد العمل في مجال تخصصي بعد التخرج. ممكن أن أعمل في أي مجال آخر وإلا سأصبح عاطلة".
وعلى النقيض تماماً تؤكد صديقاتها فاطمة سعيد، الطالبة بكلية التجارة، أنه لا يوجد لديها بصيص من الأمل في وجود فرص عمل لها بعد التخرج، فخريجو كليتها كثر والحصول على عمل يحتاج إلى واسطة وهي لا تملكها.
بلد آخر
"الواقع يقول إنه لا توجد وظائف كما لا توجد تخصصات تمكن خريجي الجامعات من العمل في مجال دراستهم"، هكذا بدأ محمود الشريف الطالب بالسنة الرابعة في كلية الحقوق حديثه لموقع (إرفع صوتك).
وأضاف "سأبحث بعد تخرجي عن عمل مناسب، وإن لم أجد الفرصة سأبحث عنها في أي بلد آخر وإن كنت لا أتمنى ذلك".
شهادة بلا قيمة؟
يرى محمد نصر الطالب بكلية الآثار أن الظروف الحالية التي تمر بها مصر تجعله على يقين تام بأن الشهادة الجامعية لا قيمة لها. ويتابع في حديثه لموقع (إرفع صوتك) "أنا في السنة الرابعة بكلية آثار، وليس لدي أي فكرة عملية عن كيفية التعامل مع الآثار. كما أن المواقع الأثرية لا تحظى بالاهتمام ولا توجد نيه لتطويرها".
ويختم محمد حديثه بالقول "أنا شايف أنني وزملائي أدينا ما علينا وبعد التخرج.. ربنا يتولانا".
*الصورة: وصل عدد خريجي الجامعات الحكومية المصرية إلى 190 ألف خريج/Shutterstock
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659