متابعة إلسي مِلكونيان:

ساهمت ثورات الربيع العربي والحروب الدائرة في بعض البلدان العربية بدفع العديد من مواطنيها للسفر واللجوء إلى الدول الغربية بحثاً عن حياة أفضل. فنشأت مبادرات في بعض الدول المضيفة لتعريف اللاجئين بفرص العمل المتوفرة وسبل الحصول عليها. في ما يلي رصد لبعضها:

ألمانيا workdeer.de:

تأتي ألمانيا في المرتبة الأولى بين دول الاتحاد الأوروبي التي يقصدها الفارون من بلدانهم بغرض اللجوء، حسب دويتشه فيليه، الإذاعة الدولية لألمانيا. وبذلك بلغ عدد اللاجئين المسجلين وفقاً للإحصاءات الرسمية 964,574 لاجئاً جديداً خلال الأشهر الـ11 الأولى من عام 2015. كما قالت الإذاعة أيضاً في تقرير سابق أن ألمانيا كانت تتوقع أن تستقبل 800,000 لاجئاً على الأقل في 2015، وهذا أكثر من العدد التي استقبلته دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة في عام 2014 وكان حوالي 626,000 لاجئ.

بعد أن تقبل ألمانيا طلبات اللجوء، يواجه اللاجئون التحدي الأصعب وهو العمل. ولمساعد اللاجئين على إيجاد عمل قام طالبان ألمانيان في تموز/يوليو 2015 بتصميم موقع توظيف اللاجئين workdeer.de.

مهمة هذا الموقع هي تعريف أرباب العمل بالمهارات التي يمتلكها اللاجئين، إذ يخصص الموقع صفحة ليعلن أرباب العمل فيها عن الكفاءات اللازمة واللغات المطلوبة والراتب لكل مهنة. وقد بلغ عدد المعلنين أثناء كتابة هذا التقرير 1954 شخصاً.

كما يمنح الموقع الباحثين عن عمل فرصة الإعلان عن سيرتهم الذاتية ومهاراتهم واللغات التي يتكلمونها، إضافة إلى إمكانية تحميل  صورة شخصية. وقد بلغ عدد الباحثين عن عمل أثناء كتابة هذا التقرير 1988  شخصاً.

وعلى الرغم من أنه موقع ناشئ يخدم دراسات الطالبين دايفيد ياكوب وفيليب كون، إلا أنهما يسعيان إلى دعم وتطوير هذا الموقع بعد أن انضم إليهما بعض المتطوعين في كانون الثاني/يناير.

الولايات المتحدة الأميركية: مراكز للتوظيف

أعلن وزير الخارجية جون كيري أن أميركا ستقبل 85,000 لاجئاً من جميع أنحاء العالم في 2016 وسيصل عددهم إلى 100,000 في 2017. أما من الدول العربية، تقدر صحيفة النيويورك تايمز أن عدد السوريين الذين طلبوا اللجوء منذ عام 2012 حتى شهر أيلول/سبتمبر 2015 بلغ 1,854 وهم عدد ضئيل جداً بالنظر إلى عدد الهاربين من سورية (يقدر عددهم حوالي أربعة ملايين شخص) وقليل أيضاً بالنظر إلى عدد اللاجئين الذين قبلتهم دول أخرى كألمانيا. بينما بلغ عدد العراقيين حسب ما نقلته الواشنطن بوست في 2013 و2014 أكثر من ربع عدد اللاجئين الكلي الذي قبلهم هذا البلد. يتواجد العديد من مواقع البحث عن العمل والمنظمات التي تساعد اللاجئ في عملية البحث عن عمل، ومنها:

مركز الخدمات الكنسية العالمية

افتتح المركز أبوابه في 2009 لاستقبال اللاجئين من مختلف أنحاء العالم. ويقوم موظفي المركز(وهم متطوعون ونشطاء مجتمعيون) بمساعدة اللاجئين على إيجاد فرص عمل مناسبة عن طريق الاتصال بأصحاب شركات يرغبون في توظيف اللاجئين. كما يقدم المركز التدريب اللازم لتوجيه اللاجئين على دخول سوق العمل وكتابة طلبات التوظيف.

إضافة إلى ذلك، يتابع المركز شؤون اللاجئين للتأكد من حصولهم على مأوى وطعام ورعاية طبية ويقدم المركز خدمات للمساعدة في قضايا الهجرة القانونية ودروس في اللغة الإنجليزية ويقوم بتعريف اللاجئين بفرص الاندماج في المجتمع لبناء مستقبل جديد في الولايات المتحدة. يقع المركز في مدينة دورهام، بولاية كارولاينا الشمالية.

الجمعية الأميركية لللاجئين والمهاجرين

تأسست هذه الجمعية عام 1911 في واشنطن العاصمة، ويقوم هذا المركز بنشاط مشابه لما يقوم به مركز الكنيسة العالمي. ويوضح الموقع الإلكتروني للمركز أنه يلعب صلة وصل بين اللاجئين الراغبين في العمل وأصحاب الشركات. ويملك المركز فروعاً في الولايات التالية: نيويورك، آيوا، ميشيغن، بنسلفانيا، كارولاينا الشمالية، وفيرمونت.

الصورة: لاجئون في ألمانيا/وكالة الصحافة الفرنسية

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم0012022773659

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

Palestinians gather to receive food cooked by a charity kitchen, in Khan Younis
حذر تقرير جديد نشرته الأمم المتحدة، الخميس، من تفاقم أزمة الجوع العالمية- تعبيرية

حذر تقرير جديد نشرته الأمم المتحدة، الخميس، من تفاقم أزمة الجوع العالمية، حيث يعاني ملايين الأشخاص حول العالم من انعدام الأمن الغذائي الحاد. وأشار التقرير إلى أن الصراعات، والتغيرات المناخية، قد أدت إلى زيادة حادة في أعداد الجوعى، خاصة في مناطق مثل السودان وقطاع غزة.

وعقب نشر التقرير، تحدث ثلاثة مسؤولين أمميين، عبر الفيديو، إلى صحفيين في نيويورك، حيث قدموا إحاطة عن التحديث نصف السنوي للتقرير العالمي عن الأزمات الغذائية لعام 2024 والذي يغطي الفترة حتى نهاية أغسطس 2024.

وأكد المسؤولون الأمميون الحاجة الماسة إلى زيادة التمويل الإنساني والعمل على معالجة الأسباب الجذرية للأزمات الغذائية، مثل الصراعات والتغيرات المناخية، وذلك لمنع تفاقم الوضع وتجنب حدوث مجاعات أوسع نطاقا.

وفي بداية الإحاطة قدم، ماكسيمو توريرو، كبير الخبراء الاقتصاديين في منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) لمحة عامة عن النتائج الرئيسية للتقرير.

ويُظهر التقرير أن عدد الأشخاص الذين يواجهون مستوى كارثيا من انعدام الأمن الغذائي تضاعف من 705 آلاف شخص في 5 دول وأقاليم في عام 2023 إلى 1.9 مليون في 4 دول أو أقاليم في عام 2024. وهذا هو أعلى رقم يسجله التقرير العالمي عن الأزمات الغذائية، ويعود ذلك في الغالب إلى الصراع في قطاع غزة والسودان، وفقا لتوريرو.

ويشار إلى أن التصنيف المتكامل للأمن الغذائي يتكون من خمس مراحل، ومستوى "الأزمة" أو انعدام الأمن الغذائي الحاد هو المرحلة الثالثة من التصنيف. المرحلة الرابعة هي الطوارئ، أما المرحلة الخامسة فهي الكارثة أو المجاعة.

وقال توريرو إن اشتداد وتيرة الصراعات في غزة والسودان وأيضا الجفاف الناجم عن ظاهرة النينيو وارتفاع أسعار المواد الغذائية المحلية يزيد من عدد الأشخاص الذين يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد في 18 دولة مقارنة بعام 2023.

مجاعة مستمرة في مخيم زمزم

في السودان، قال توريرو إن المجاعة مستمرة في مخيم زمزم للنازحين بالقرب من مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور، ومن المتوقع أن تستمر حتى أكتوبر المقبل. ونبه إلى أن العديد من المناطق الأخرى في جميع أنحاء السودان معرضة أيضا لخطر المجاعة بسبب استمرار العنف ومحدودية المساعدات الإنسانية.

وأضاف المسؤول الأممي أن الصراع يستمر في التسبب بتدهور سريع للأمن الغذائي في السودان، حيث تشير التقديرات إلى أن حوالي 26% من الأشخاص سيواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد. وتم تصنيف حوالي 25.6 مليون شخص على أنهم يعانون من مستوى أزمة أو أسوأ.

وألقى الصراع في السودان بظلاله على الأمن الغذائي في البلدان المجاورة مثل تشاد وجنوب السودان، وفقا لتوريرو.

أزمة الغذاء في غزة الأكثر شدة في التاريخ

أما بشأن الوضع في غزة، يقول توريرو إن أزمة الغذاء لا تزال الأكثر حدة في تاريخ التقرير العالمي عن الأزمات الغذائية، مع وجود ما يقرب من 2.2 مليون شخص من السكان ما زالوا في حاجة ماسة إلى الغذاء والمساعدة.

وقد اشتدت حدة الأزمة، حيث عانى نصف السكان من المجاعة خلال الفترة بين مارس وأبريل، ارتفاعا من ربع السكان خلال الفترة من ديسمبر 2023 إلى فبراير 2024.

وتشير التوقعات إلى انخفاض هذه النسبة إلى 22% من السكان - أي حوالي 495 ألف شخص، خلال الفترة بين يونيو وسبتمبر 2024، ولا تشير الأدلة المتاحة إلى المجاعة على الرغم من أن خطرها لا يزال قائما.

جانب إيجابي

على الصعيد الإيجابي، قال توريرو إن تحسن موسم الحصاد والاستقرار الاقتصادي أديا إلى تحسن في الأمن الغذائي في 16 دولة.

ومن بين هذه الدول الـ 16 شهدت 5 دول - هي أفغانستان وكينيا والكونغو الديمقراطية وغواتيمالا ولبنان - انخفاضا في عدد الأشخاص الذين يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد بمقدار مليون شخص على الأقل، منذ بلوغ الذروة في عام 2023، لكن جميع هذه الدول لا تزال في وضع الأزمة.

ما المطلوب؟

فيما يتعلق بالإجراءات المطلوبة لتحسين وضع الأمني الغذائي، تطرق، عارف حسين، كبير الاقتصاديين في برنامج الأغذية العالمي، إلى أمرين قال إنهما مطلوبان بشدة وهما الوصول إلى الأشخاص المحتاجين والتمويل المستدام.

وأضاف: "لا يكفي أن يكون لديك واحد من هذين الأمرين. أي إذا توفر الوصول وحده فهذا لا يكفي، وإذا توفر المال وحده فهو لا يكفي أيضا. أنت بحاجة إلى الاثنين معا (...) ولذلك نسعى إلى التأكد من وجود وصول وتمويل مستدامين حتى نتمكن من مساعدة الأشخاص المحتاجين سواء في غزة أو في السودان أو في أي مكان آخر".

وتحدث حسين عن مشكلة أخرى وهي "الإجهاد في مجال التمويل"- في إشارة إلى الإجهاد الذي أصاب الجهات المانحة. وشدد في هذا السياق على ضرورة معالجة الأسباب الجذرية لانعدام الأمن الغذائي سواء تعلق ذلك بالمناخ أو بالصراع، "لأنه ما لم نعالج الأسباب الجذرية، فلا ينبغي لنا أن نتوقع انخفاضا في الاحتياجات".

الهزال يفتك بالأطفال في مناطق الأزمات

الدكتور فيكتور أغوايو، مدير التغذية ونمو الطفل في منظمة اليونيسف تحدث في إحاطته عن الهزال بوصفه الشكل الأكثر تهديدا للحياة من أشكال سوء التغذية لدى الأطفال. وقال إن الهزال يظل مرتفعا جدا بين الأطفال الذين يعيشون في بلدان تعاني من أزمات غذائية.

ويعود ذلك، وفقا للمسؤول الأممي، إلى عدم قدرة الأسر على الوصول إلى الأطعمة المغذية لأطفالها أو تحمل تكلفة تلك الأطعمة، فضلا عن عدم القدرة على الوصول إلى خدمات الصحة والتغذية والمياه والصرف الصحي.

وقال أغوايو إن التقرير العالمي يسلط الضوء على زيادة مقلقة في هزال الأطفال، مع مستويات حرجة في 8 دول هي الكاميرون وتشاد وجيبوتي وهايتي والسودان وسوريا وأوغندا واليمن.

أكثر من 50 ألف طفل في غزة يعانون من سوء التغذية الحاد

وقال مدير التغذية ونمو الطفل في اليونيسف إنه زار غزة الأسبوع الماضي ورأى بنفسه كيف انعكست شهور من الحرب والقيود الشديدة المفروضة على الاستجابة الإنسانية، وأدت إلى انهيار أنظمة الغذاء والصحة والحماية، مع عواقب كارثية على تغذية الأطفال.

ووصف النظام الغذائي للأطفال الصغار بأنه "رديء للغاية"، حيث لا يتناول أكثر من 90 في المئة منهم سوى نوعين من الطعام، يوميا، في أفضل الأحوال، وأضاف: "ونحن نقدر أن أكثر من 50 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد ويحتاجون إلى علاج منقذ للحياة الآن".

ومضى قائلا: "التقيت أثناء وجودي في غزة بأطباء وممرضات وعاملين في مجال التغذية ينفذون البرامج التي ندعمها... واستمعت إلى نضالات الأمهات والآباء في سبيل إطعام أطفالهم. وما من شك لدي في أن خطر المجاعة وأزمة التغذية الشديدة واسعة النطاق في غزة حقيقي".

حاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار

أغوايو قال إن هناك سبيلا واحدا لمنع ذلك الخطر وأضاف: "نحن بحاجة إلى وقف إطلاق النار، على الفور، ومع وقف إطلاق النار، يجب توفير وصول إنساني مستدام وواسع النطاق إلى قطاع غزة بأكمله. وقف إطلاق النار والاستجابة الإنسانية غير المقيدة وحدهما الكفيلان بتمكين الأسر من الوصول إلى الغذاء، بما في ذلك التغذية المتخصصة للأطفال الصغار، والمكملات الغذائية للنساء الحوامل، وخدمات الصحة والمياه والصرف الصحي لجميع السكان".

في السودان، يتأثر أكثر من 25 مليون شخص بانعدام الأمن الغذائي - بمن فيهم ما يقرب من 3.7 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد. وتستمر هذه الأرقام في الارتفاع بسبب النزوح الجماعي، والوصول الإنساني المحدود، وتعطل خدمات الصحة والتغذية، وفقا لأغوايو.

ودعا المسؤول في منظمة اليونيسف إلى استجابة إنسانية غير مقيدة وواسعة النطاق للوقاية المبكرة والكشف عن وعلاج سوء التغذية الحاد بين الأطفال الأكثر ضعفا، وخاصة لمن تقل أعمارهم عن 5 سنوات، وأمهاتهم، والذين تتعرض حياتهم للخطر بسبب هذه الأزمات المتصاعدة المتعددة.