مصر - بقلم الجندي داع الإنصاف:

خرج كعادته كل يوم ليمارس عمله كمصور صحافي يرصد بآلة التصوير ما يجري من أحداث على الأرض كانت متتالية ومتسارعة، حيث كانت المظاهرات لا تتوقف ضد الرئيس السابق محمد مرسي لتطالب برحيله.

كانت التجاذبات السياسية آنذاك على أشدها، فكل فريق متمسك بما لديه من رؤى وقناعات يدافع عنها بكل الطرق وشتى الوسائل.

اليوم الموعود

قام محمود عبد الشكور أبو زيد، الشهير بمحمود شوكان، بعمله من دون مشاكل. إلى أن جاء يوم فض "اعتصام رابعة" في 15 آب/أغسطس 2013، حيث كان محمود، حسب رواية والده لموقع (إرفع صوتك)، يمارس عمله في تغطية الحدث كصحافي حر من وسط قوات الأمن بناء على قرار من وزير الداخلية وقتها.

كان محمود يحمل تصريحاً من وكالة ديموتيكس التي يتعامل معها. إلا أنه ومع تغيير القوات بعد فترة من الاشتباكات بدأ تجميع الصحافيين في استاد مدينة نصر بالقاهرة. وكان من بينهم محمود، حيث ألقي القبض عليه وأحيل للتحقيق بتهمة الانتماء لجماعة إرهابية وتكدير السلم العام ومقاومة السلطات.

ضد الإرهاب

ينفي والد محمود شوكان بشكل قاطع عن ابنه تهمة الانضمام لجماعة الإخوان المسلمين. ويقول بصوت حاد ممزوج بالألم "محمود مش إخواني ولا أنا.. يا عم إحنا بنقول يا ساتر يا رب يا حيطة دراينا. ونريد للبلد الأمن والاستقرار وننبذ الإرهاب والتطرف والفوضى والاعتداءات الإرهابية على الشرطة والجيش".

معاناة مستمرة

 يعاني محمود شوكان، كما يقول والده، من مرض فقر الدم "الأنيميا" وكذلك مرض التهاب الكبد "c" قبل دخوله السجن. وقد ساءت حالته بعد دخوله السجن، وهو ما دفع نقابة الصحافيين للمطالبة بالإفراج عنه ضمن العفو الرئاسي عن بعض المسجونين بمناسبة ذكرى ثورة كانون الثاني/يناير مطلع هذا العام، وهو ما لم يحدث.

أما والدته فقد فقدت جزءاً من نظرها من كثرة بكائها وحزنها على ابنها الأصغر، حسب قول الأب. ورغم زيارتها له كل أسبوع، إلا أنها تعود مصدومة وبحالة نفسية سيئة.

مقابلة الرئيس

 يطالب الحاج عبد الشكور بالتواصل مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ولديه يقين بأن لقاءً كهذا قد يحل مشكلته.

"محمود لا ناقة له ولا جمل في كل ما حصل له إلا أنه كان يؤدي عمله ويقوم بتغطية فض اعتصام رابعة وهو لا يستحق ذرة واحدة من معاناته"، يقول الأب الذي يأمل أن يفرج عن ابنه في الجلسة القادمة من محاكمته، وأن يخرج من محبسه ليعود لممارسة عمله وحياته كمواطن عادي.

تضامن مع شوكان

وكانت منظمة العفو الدولية قد أطلقت حملة للمطالبة بالإفراج عن شوكان. وقد انطلقت هذا الأسبوع تغريدات عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر تطالب بالإفراج عن شوكان تزامناً مع عيد الصحافة ومن أبرزها:

https://twitter.com/abdallahelshamy/status/727457431215837184 https://twitter.com/NarimanNagy/status/727525797850918912

*الصورة: احتجاج صحافيين مصريين ضد القمع وانتهاك الحريات الإعلامية/وكالة الصحافة الفرنسية

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659  

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

الحرب أدت إلى تدمير جزء كبير من البنية الأساسية في قطاع غزة بما في ذلك المراكز التعليمية
الحرب أدت إلى تدمير جزء كبير من البنية الأساسية في قطاع غزة بما في ذلك المراكز التعليمية

مع بدء السنة الدراسية الجديدة في معظم أنحاء الشرق الأوسط، يجد تلاميذ قطاع غزة أنفسهم للعام الثاني على التوالي دون مدارس ينهلون منها العلم والمعرفة، مما حدا برهط من المسؤولين والأهالي إلى إيجاد بعض الحلول الفردية، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.

وكان من المفترض أن يبدأ العام الدراسي الجديد رسميا هذا الأسبوع، في القطاع الذي يشهد حربا شرسة منذ أكثر من أحد 11 شهرا بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس، المصنفة "منظمة إرهابية" في الولايات المتحدة ودول أخرى.

وأدى القصف إلى تدمير جزء كبير من البنية الأساسية الحيوية في القطاع الفلسطيني، بما في ذلك المراكز التعليمية، التي كانت تستوعب نحو مليون تلميذ تحت سن 18 عاماً، وفقاً للأمم المتحدة.

وفي ظل صعوبة تأمين مساحة آمنة لتدريس الأطفال، قررت وفاء علي، التي كانت تدير مدرسة بمدينة غزة قبل الحرب، فتح فصلين دراسيين في منزلها شمالي القطاع، حيث يتجمع العشرات من الأطفال لتعلم العربية والإنكليزية بالإضافة إلى مادة الرياضيات.

وقالت علي: "أرادت الأسر أن يتعلم أطفالها القراءة والكتابة بدلاً من إضاعة الوقت في المنزل، خاصة أن الحرب لن تنتهي قريبا".

ولا يستطيع المعلمون الوصول إلا إلى نسبة صغيرة من الأطفال الذين حرموا من التعليم بسبب الحرب، التي بدأت بعد أن هاجمت حركة حماس إسرائيل في 7 أكتوبر، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، وبينهم نساء وأطفال، حسب بيانات رسمية.

وردًا على ذلك، شنت إسرائيل عملية عسكري أدت إلى مقتل أكثر من 41 ألف شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال، وفقًا لوزارة الصحة في القطاع.

"نبذل قصارى جهدنا"

من جانبها، أوضحت آلاء جنينة، التي تعيش حاليا في خيمة بوسط قطاع غزة، أن طفلها البالغ من العمر 4 سنوات وابنتها ذات السبع سنوات، يتلقيان دروسًا في خيمة قريبة.

وقالت المراة البالغة من العمر 33 عاما، إنها زارت مؤخرا "مدرسة الخيام"، مضيفة: "لقد أحزنني ذلك. ليس لديهم ملابس أو حقائب أو أحذية. لكننا نبذل قصارى جهدنا".

وتقول وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، التي تدير عشرات المدارس بالقطاع، إن أكثر من ثلثي مدارسها دُمرت أو تضررت منذ بدء الحرب.

ووفقا للوكالة، فقد قُتل "مئات" الفلسطينيين الذين نزحوا إلى مرافق الأونروا، ومعظمها مدارس، بينما تؤكد إسرائيل
أن ضرباتها على المدارس وملاجئ الأونروا "تستهدف المسلحين الذين يستخدمون تلك المرافق"، وهو أمر تنفيه حركة حماس.

ورفضت هيئة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي الهيئة العسكرية الإسرائيلية المسؤولة عن التنسيق مع جماعات الإغاثة، التعليق، كما لم يستجب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي لطلب التعليق من الصحيفة الأميركية.

"بقع لليأس والجوع"

وقالت "الأونروا" إنها أطلقت برنامج العودة إلى التعلم، الذي سيجلب حوالي 28 ألف طفل إلى عشرات المدارس، لافتة إلى أن ذلك البرنامج سيركز على "الدعم النفسي والفنون والرياضة ومخاطر الذخائر المتفجرة، ثم سيتعمق أكثر في مواد القراءة والكتابة والرياضيات".

وفي هذا الصدد، قال المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، الأربعاء، على وسائل التواصل الاجتماعي: "الكثير من المدارس لم تعد مكانًا للتعلم. لقد أصبحت بقعا لليأس والجوع والمرض والموت".

وتابع: "كلما طالت فترة بقاء الأطفال خارج المدرسة.. كلما زاد خطر تحولهم إلى جيل ضائع. وهذه وصفة للاستياء والتطرف في المستقبل".

من جانبه، أوضح الباحث في مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني بقطر، معين رباني، أن قطاع غزة "كان لديه معدلات تعليم عالية نسبيًا، على الرغم من نسب الفقر الكبيرة التي تسوده".

وأضاف رباني أن الفلسطينيين "سعوا منذ فترة طويلة إلى التعليم للتقدم وسط ظروف اقتصادية صعبة، حيث وقد وفرت لهم الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية مختلفة فرصًا تعليمية جيدة".

ولفت في حديثه للصحيفة الأميركية، إلى أن العديد من الفلسطينيين في غزة "اعتادوا على فقدان أراضيهم ومنازلهم وممتلكاتهم، وبالتالي اهتموا بالتعليم، لأنه أمر يمكنك أن تأخذه معك أينما ذهبت".

وهناك ثمن نفسي للابتعاد عن المدرسة على الأطفال أيضًا، إذ قالت ليزلي أركامبولت، المديرة الإدارية للسياسة الإنسانية في منظمة إنقاذ الطفولة الأميركية، إن قضاء عام بعيدًا عن المدرسة والأصدقاء والملاعب والمنازل خلال صراع مسلح عنيف، "يمثل إزالة للركائز الأساسية للاستقرار والسلامة للأطفال".

وشددت على أن "عدم اليقين والتوتر وفقدان المجتمع، يمكن أن يؤدي إلى تحفيز أنظمة الاستجابة الطبيعية للتوتر في الجسم، والتي يمكن أن تكون ضارة بمرور الوقت".

واستطردت حديثها بالتأكيد على أن "تكرار هذه الأعراض أو استمرارها لفترات طويلة، قد يؤدي إلى مجموعة من النتائج السلبية على الصحة العقلية، التي لا يتعافى منها الأطفال بسهولة".

وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، قد كشفت في وقت سابق هذا الشهر، أن الأطفال في قطاع غزة "هم الفئة الأكثر تضررًا" مما يحدث هناك، وهم بحاجة ماسة لدعم نفسي وتعليمي بشكل عاجل.

وقال الناطق باسم المنظمة، كاظم أبو خلف، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، إن الوضع الحالي في غزة "يتطلب استجابة عاجلة لمساعدة الأطفال الذين يعانون من فقدان التعليم والأضرار النفسية الجسيمة التي يتعرضون لها".

وشدد على أن "جميع الأطفال في القطاع يحتاجون إلى دعم نفسي، حيث فقد ما لا يقل عن 625 ألف طفل عامًا دراسيًا منذ بدء الحرب.. وبعض الأطفال تعرضوا لبتر أطرافهم وهم بحاجة إلى الخروج من القطاع لتلقي العلاج، فيما يعاني العديد من الأطفال من الخوف والقلق بسبب الحرب".