أربيل - بقلم متين أمين:
يعتبر بعض الشباب الكردي أن مراكز القرار في إقليم كردستان تضم عدداً قليلاً من الشباب مقارنة مع نسبة كبار السن الموجودين في هذه المراكز، في وقت يُعتبر المجتمع الكردي من المجتمعات التي تشكل فيها فئة الشباب أكثر من 60 في المئة من تركيبتها.
ويعتقد آخرون أن تصرفات بعض السياسيين الشباب تسببت في انخفاض شعبية الشباب في المجالات السياسية.
حكومة كبار السن
ترى الشابة الكردية والناشطة المدنية آفان فارس الجاف أن حكومة الإقليم إلى حد ما حكومة كبار السن. وتقول في حديثها لموقع (إرفع صوتك) "مع الأسف على الرغم من أن مجتمعنا يعتبر مجتمعاً غالبيته من الشباب، نرى أن عدداً قليلاً من الشباب في مراكز القرار في كردستان".
تشير آفان إلى أنّه كانت هناك خطوات جيدة في البرلمان من حيث إتاحة الفرصة للشباب ليرشحوا أنفسهم في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وكانت هناك حملة لتشجيعهم تحت عنوان "شباب الـ25 عاماً لنذهب إلى البرلمان".
وعلى الرغم من ترشيح الشباب لدخول البرلمان، تسأل آفان "من هم هؤلاء الشباب الذين دخلوا البرلمان؟ هل هم الشباب الذين استطاعوا من خلال إمكانياتهم الفردية بناء شخصيتهم السياسية أم دخلوا البرلمان بتأييد من فكر ولون معينين؟".
وتوضح أنه في أكثر الأحيان هناك عتاب من قبل الفئة الشابة في الإقليم من ناحية عدم تمكن الشباب الذين ليست لديهم أي دعم أو تأييد من جهة ما من الدخول إلى مراكز القرار رغم كفاءتهم.
وتعتبر آفان أن الثقافة الموجودة في المجتمع الكردي هي التي تتسب في انخفاض نسبة الشباب في مراكز القرار وعلى الساحة السياسية، لأن هذه الثقافة حسب رأيها، ترى دائماً كبار السن الأحسن في إصدار القرارات.
ارتباط المجتمع في بلادها بالعادات والتقاليد إلى درجة كبيرة ينطوي كذلك على نظرة للشباب بأنّهم منشغلون دائماً بالأعمال الثانوية ولا يستطيعون الإبداع، حسب ما تقول آفان التي ترى أن هذه النظرة ليس في مكانها "فالشباب الكرد نشطون فاعلون في كافة المجالات وفي إحداث التغييرات. وهذه الفعالية غير موجودة لدى كبار السن. الأحزاب السياسية ملأت الفراغات بالشباب لكنها لم تقدم لهم شيئاً".
ومن جهة أخرى، تُحمل الشباب المسؤولية في عدم ملئهم للثغرات، وتقول إنّه بوسعهم أن يقرروا مستقبلهم وأن يقاطعوا الانتخابات وعندها سيكون لهم تأثير كبير.
ندم على التصويت
الصحافي الشاب أيوب محمد بابكر ينتقد البرلمانيين الشباب ويرى أن سلوكهم جعل المواطن الكردي يندم على تصويته لهم.
وإذ يؤكد في حديثه لموقع (إرفع صوتك) أن مشاركة الشباب في السياسة تعتبر خطوة مكملة للخطوات الديموقراطية، وأن هذه المشاركة كانت جيدة في الساحة السياسية للإقليم.
رغم إشارته إلى وجود عدد لا بأس به من الشباب في العمل السياسي، يدعو الشاب دلدار عبد الله إلى فسح مجال أكبر أمام دور الشباب السياسي في كردستان.
ويقول بموقع (إرفع صوتك) "نعيش في عصر يتواجد فيه الشباب بمقدمة كافة المجالات لكن مشاركة الشباب السياسية ليست مثل الموجودة في الدول المتقدمة".
ويشير إلى وجود عدد من الشباب الكفوء في صفوف الأحزاب والعلاقات الدولية والمراكز الأكاديمية والمؤسسات الحكومية، وقد أثبتوا برأيه دوراً فعالاً "وينبغي أن يُمهد الطريق أمام الشباب ليتقدموا إلى الأمام للاستفادة من طاقاتهم".
في الوقت نفسه، يدعو الشباب إلى تطوير مهاراتهم للتغلب على كافة العوائق التي تقف في طريق عملهم وتقدمهم.
*الصورة: شباب وفتيات في أحد المعارض في أربيل/إرفع صوتك
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659