بغداد – بقلم ملاك أحمد:
"بدأ الأمل يعود إلينا مع انطلاق عمليات تحرير الفلوجة من داعش، لكنّ هذا لا يعني سهولة العودة إلى ديارنا"، حسب النازحة آمنة ساهي، التي تشك بقدرتها على العودة وابنتها إلى مدينة الفلوجة.
كيف نعود؟
وتقول آمنة، وهي في الـ40 من عمرها وتسكن في منزل أقاربها في العاصمة بغداد "دخل عناصر داعش بيتنا حيث كنا نعيش هناك في الفلوجة. أخذوا زوجي وبعدها سمعت أصوات طلقات نارية لذا لا يمكنني العودة والسكن فيها".
وتضيف الأرملة، في حديث لموقع (إرفع صوتك)، بحسرة "بعد خسارة كل شيء، كيف نعود إلى الفلوجة؟".
خشية تعرضنا للقتل
بعد استعدادات عسكرية كبيرة، انطلقت مؤخراً عملية تحرير مدينة الفلوجة شرقي مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار، من تنظيم داعش الذي سيطر عليها منذ بداية عام 2014.
لكن التحرير المرتقب لا يبشر بعودة فورية لأهالي المدينة إليها. والكثيرون من الذين نزحوا من مدينة الفلوجة إلى بغداد يخشون الآن من الضغط عليهم أو محاولة إجبارهم على تركها والعودة إلى ديارهم بعد التحرير، لا سيما الذين تعرضوا لتهديدات بالقتل قبل نزوحهم.
ويقول الشاب عثمان أحمد، الذي لم يتجاوز العقد الثاني من عمره "لن نعود حتى لو تحررت الفلوجة".
يروي عثمان في حديث لموقع (إرفع صوتك) أنّه فرّ وحده من الفلوجة نهاية العام 2014. وبعد معاناة لأكثر من خمسة أشهر استطاع مساعدة عائلته المتكونة من والدته وشقيقاته الثلاث في الخروج من المدينة، والاستقرار في العاصمة بغداد.
ويشير عثمان الذي يسكن مع عائلته الآن في سكن مؤجر إلى أنّ مسألة العودة إلى مدينة الفلوجة بعد تحريرها تبدو مستحيلة "خشية تعرضنا للقتل".
استغلال أوضاعهم
رحلة الفرار من مدينة الفلوجة كانت محفوفة بمخاطر كبيرة للكثير من النازحين، خاصة بعدما فرضت جماعات تنظيم داعش قيوداً صارمة على خروج الأهالي من هذه المدينة، الأمر الذي دفع بالبعض منهم أن يلجؤوا إلى المهربين، والذين ينتمي بعضهم لداعش أيضاً، والذين يحاولون بدورهم استغلال أوضاعهم للحصول على منافع ضخمة مثل العقارات والسيارات والمزارع وغيرها، حسب ما يروي النازح عمر عبد الله، وهو في العشرين من عمره.
ويقول عمر في حديث لموقع (إفع صوتك) إنّ "أكثر الأمور قسوة هو ترصد البعض من الذين يبدون تعاونهم مع داعش للأهالي والعوائل التي تحاول الهرب بكمائن في مناطق سكنهم والطرق، فلا يُسمح لهم بالمرور من دون منافع نقدية كبيرة أو تعويضها بتحويل ممتلكاتهم وتسجيلها رسمياً لأفراد من التنظيم".
ويضيف "الكثير من أهالي الفلوجة اضطروا للمكوث في بيوتهم، خاصة الذين لا يملكون شيئاً يستحق تقديمه مقابل الخروج".
الخدمات الإنسانية والصحية اللازمة
ويقول أحمد فارس ناشط في منظمة غوث في حديث لموقع (إرفع صوتك) إنّ "135 عائلة أغلبها من النساء والأطفال نزحت من مدينة الفلوجة مؤخراً بسبب القتال الدائر هناك وتم نقلها الى مخيم الحبانية وعامرية الفلوجة والخالدية".
ويضيف أنّ القوات العراقية أبلغت الأهالي برفع أعلامٍ بيضاء على منازلهم "إلا أنّ مسلحي داعش هددوا بقتل كل من يمتثل لتوجيهات رفع الأعلام البيضاء".
ويشير إلى أنّ "منظمات الإغاثة تحاول جمع معلومات دقيقة عن أوضاع الذين فروا من مدينة الفلوجة، خاصة النساء والأطفال، لتقديم الخدمات الإنسانية والصحية اللازمة لهم بأسرع وقت ممكن".
*الصورة: أسرة عراقية نازحة/وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659