مشاركة من صديق (إرفع صوتك) سليماني فرحات:
الإرهاب.. كلمة تزرع الرعب في جوارح كل من يسمعها. يتبادر إلى ذهنه صور الجثث والدماء والخراب، وتقرع طبلة أذنه أصوات عويل النساء وبكاء الأطفال وأنين الجرحى.
إرهاب اجتاح العالم بأسره. دمّر، خرّب، نهب وقتل وعنّف، لم يهتم بشيء لا بالحدود السياسية ولا الجغرافية. همّه الوحيد هو هتك الأعراض وسفك الدماء ونشر التطرف. هذا الوباء الذي انتشر بسرعة هائلة وأصبح امبراطورية.
امبراطورية أسسناها نحن العرب في مدارسنا وثانوياتنا، في كلياتنا وجامعاتنا. نعم، نحن من صنعنا الإرهاب من خلال العصبية الدينية ونبذ الآخر من خلال ذلك التشدد في تطبيق الشرائع الدينية. تلك الشرائع التي تتغنى بالوعيد والترهيب تارة، وبالجزاء والرحمة تارة أخرى. الإرهاب صناعة داخلية في كل شبر من العالم العربي ويتغذى على ذلك الفكر المتطرف وتلك الأيديولوجيات التي غسلت بها عقول أبناءنا في المنظومة التعليمية. نحن من خلقنا هذا العنصر المتوحش عندما استمعنا لخطابات ظاهرها ديني وباطنها دفع نحو العنف.
في كل مرة نسمع عن تفجيرات إرهابية يقتل فيها آلاف الأبرياء حيث أصبحت الاعتداءات على الإنسانية والحرية عناويناً لتفجيراتهم، وأصبح الانتحار لقتل النفس وساماً على جثث الانتحاريين، والجنة هي المأوى لهم وحور العين هي جزاؤهم. أصبح الحلال حراماً، وأصبح الحرام حلالاً، وللأسف فإن بعض أبطال هذه الأعمال المتوحشة هم ممن تعلموا في مدارس عربية وفي جامعاتنا. تخرجوا دكاترة وعلماء ولكن رغم ذلك تجدهم وقد انساقوا نحو التطرف. فداعش اليوم، أو ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية، يملك موارداً بشرية هائلة استطاع من خلالها التحكم بالكثير من المناطق.
لا تنخدعوا أيها العرب ولا تجرفكم السيول الكاذبة التي تقول إن الإرهاب هو صناعة غربية أو إنه مؤامرة خارجية تسعى إلى زعزعة استقرار المنطقة العربية. داعش اليوم يحتل جزءا لا يتجزأ من العالم العربي وبرعاية عربية.
الإرهاب صناعة أيديكم يا عرب فاعملوا على استئصال ذلك التفكير الظلامي الداعشي الذى تغلغل في المنظومة التعليمية واحتوى جسد الأمة العربية و جعل المواطن العربي نسخة من العصور الغابر. نحن الآن صورة طبق الأصل لتلك الأزمنة حيث كان السيف هو اللسان، والضرب والتنكيل والقتل شعار القوة والرجولة والتسلط. اغتيلت الإنسانية و غرس في عقل الإنسان العنف والتطرف وحب العصبية وتحول إلى كائن لا هدف له إلا الفردوس الأعلى .
عن الكاتب: سليماني فرحات، مدون وصحافي جزائري. طالب جامعي تخصص تاريخ. له عدد من الكتابات في مواقع مختلفة.
لمتابعة الكاتب على فيسبوك إضغط هنا.
الآراء الواردة في هذا المقال تعبر عن رأي الكاتب ولا تعبر بالضرورة عن رأي موقع (إرفع صوتك) أو شبكة الشرق الأوسط للإرسال، ويتم نشرها إيماناً بحرية التعبير وضرورة فتح الباب أمام نقاش جاد للأسباب التي أدت إلى انتشار التطرف والإرهاب في المنطقة.