بقلم إلسي مِلكونيان:

تسعى كل من الدول العربية إلى تحسين مستوى معيشة مواطنيها عبر مشاريع تنموية تعود بالفائدة على البلد وتمنح فرص عمل إضافية للمواطنين.

وقد يكون من الصعب الحديث عن جميع المشاريع الهامة في الدول العربية، لكننا سنرصد هنا بعض المشاريع الحيوية التي انطلقت في 2016 استناداً إلى تنوعها الجغرافي.

ميناء الجزائر الجديد- الجزائر

وقّعت الجزائر مطلع هذا العام مذكرة تفاهم مع شركتين صينيتين هما شركة الدولة لهندسة البناء والشركة الصينية لهندسة الموانئ للشروع بتنفيذ مشروع ميناء تجاري جديد في موقع الحمدانية شرق مدينة شرشال، غرب العاصمة جزائر.

موضوعات متعلقة:

“صنع في العراق”.. حملة للنهوض بالقطاع الصناعي

كيف يمكن لمصر الاستفادة من ثروتها البشرية؟

يمتد هذا المشروع على أرض مساحتها 1032 هيكتاراً، وتقدر كلفته بـ 3.3 مليار دولار، تموله الشركتان الصينيتان على شكل قروض. وسيدخل المشروع حيز التنفيذ في أواخر العام الحالي، وتستغرق فترة إنجازه سبع سنوات.

ويعتبر هذا المشروع الأكبر في الجزائر لأنه سيكون مركزاً تجارياً رئيسياً على طول شاطئ المتوسط عند إتمامه.

من جانبه، أكد وزير النقل الجزائري بو جمعة طلعي أن الميناء الجديد سيربط الجزائر بجنوب وشرق آسيا والقارتين الأميركيتين الشمالية والجنوبية. كما سيضم الميناء 23 رصيفاً يستوعبون حوالي ستة ملايين حاوية و25 مليون طن من البضائع سنوياً، حسب ما ذكرت الجزائر تايمز.

مشروع الأسمرات السكني-مصر

افتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المرحلتين الأولى والثانية من مشروع الأسمرات الإسكاني، في 30 أيار/مايو، بهدف حل مشكلة المناطق السكنية العشوائية.

ويضم المشروع ثانوية للتعليم الصناعي وعدداً من الملاعب المفتوحة والحدائق وسوقاً تجارياً وساحات لموقف السيارات. ويلحق بالمشروع مجمع للمدارس ودور حضانة ومراكز طبية ووحدة صحية ومركز رياضي وملاعب مكشوفة ووحدات شرطة ومطافئ وإسعاف وبريد، إلى جانب إقامة أسواق ومخابز ومركز تدريب وصيانة، فضلاً عن إنشاء مسرح كبير بين مراحل المشروع الثلاثة.

وتنفذ المراحل الثلاثة للمشروع، بحسب موقع صحيفة اليوم السابع المصرية على النحو التالي:

-تبنى المرحلة الأولى على مساحة 65 فدانا تضم حوالي 6258 وحدة سكنية.

- تبنى المرحلة الثانية من المشروع على مساحة 61 فدانا ملكية مشتركة مع القوات المسلحة، وتضم حوالى 4722 وحدة سكنية.

- تبنى المرحلة الثالثة على مساحة 62 فدانا، بإجمالي عدد وحدات 7440 وحدة.

ويمول هذا المشروع صندوق تطوير العشوائيات وموازنة المحافظة وصندوق «تحيا مصر». ويعتبر هذا خطوة في سبيل القضاء على العشوائيات.

متحف المستقبل- الإمارات

يعتبر متحف المستقبل مبادرة فريدة من الشيخ محمد بن راشد المكتوم لعرض مستقبل العلوم والتكنولوجيا والابتكار. افتتح المتحف أبوابه للعموم في مدينة جميرة في دبي، في شباط/فبراير 2016، بالتزامن مع القمة العالمية للحكومات.

وتعرف فيه الزوار على آخر التقنيات التي تساعد على قراءة المستقبل حتى العام 2035، وعالم الذكاء الاصطناعي الذي يؤثر على حياة الإنسان ومستقبله.

يتضمن المتحف ثلاثة أقسام: الأول قسم الرجل الآلي وتأثير الذكاء الاصطناعي على حياة الإنسان، أما القسم الثاني فيعنى بعلاقة الرجل الآلي برعاية كبار السن. أما الثالث يحكي عن مدى تأثير الذكاء الاصطناعي على عمليات الإدارة واتخاذ القرار.

أكبر مكتبة في العالم العربي- الإمارات

بدأ العمل على إنشاء أكبر مكتبة في العالم العربي بعد إطلاقها من قبل حاكم دبي ليتم افتتاحها في في منظقة الجداف في خور دبي في 2017.

وتقام هذه المكتبة باستثمار قدره 367 مليون دولار وتحوي على 4.5 مليون كتاب مطبوع وإلكتروني ومسموع، حسب جريدة الحياة. إلى جانب ذلك، ستكون المكتبة مركزاً لفعاليات ثقافية وستضم معرضاً دائما للفنون ومركزاً لترميم المخطوطات التاريخية ومتحفاً لتراث وتاريخ الحضارة الإنسانية.

ستقام أيضاً في المكتبة "جوائز محمد بن راشد للغة العربية" بقيمة 2.4 مليون درهم وستستقبل 2600 زائراً.

مشروع قطار الرياض-السعودية

يعتبر مشروع قطار الرياض من أكبر مشاريع البنية التحتية في السعودية. ويقوم هذا المشروع على إنشاء شبكة مواصلات توفر إمكانية التنقل السريع عبر المترو والحافلات وخدمات تنقل إضافية.

وبدأ العمل في هذا المشروع أواخر عام 2013 على أن يكتمل إنجاز كافة مراحله في 2018. تتولى لجنة عليا برئاسة أمير منطقة الرياض الإشراف على تنفيذ هذا المشروع التي تبلغ كلفته 22.5 مليار دولار.

وأثر انخفاض أسعار النفط على وتيرة المشروع، لكن المملكة احتفلت بانتهاء مرحلة الحفر المخصص لقطارات الأنفاق، في 4 أيار/مايو 2016. وقال أمير منطقة الرياض فيصل بن بندر بن عبد العزيز، على هامش الاحتفال، إن المشروع يتقدم بشكل جيد وفق الخطة الموضوعة مبيناً أن المشروع أنجز حالياً أكثر من 33 في المئة من إجماليّ أعماله، حسب موقع الهيئة العليا لتطوير الرياض.

*الصورة: أعمال بناء قطار الرياض/وكالة الصحافة الفرنسية

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

الحرب أدت إلى تدمير جزء كبير من البنية الأساسية في قطاع غزة بما في ذلك المراكز التعليمية
الحرب أدت إلى تدمير جزء كبير من البنية الأساسية في قطاع غزة بما في ذلك المراكز التعليمية

مع بدء السنة الدراسية الجديدة في معظم أنحاء الشرق الأوسط، يجد تلاميذ قطاع غزة أنفسهم للعام الثاني على التوالي دون مدارس ينهلون منها العلم والمعرفة، مما حدا برهط من المسؤولين والأهالي إلى إيجاد بعض الحلول الفردية، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.

وكان من المفترض أن يبدأ العام الدراسي الجديد رسميا هذا الأسبوع، في القطاع الذي يشهد حربا شرسة منذ أكثر من أحد 11 شهرا بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس، المصنفة "منظمة إرهابية" في الولايات المتحدة ودول أخرى.

وأدى القصف إلى تدمير جزء كبير من البنية الأساسية الحيوية في القطاع الفلسطيني، بما في ذلك المراكز التعليمية، التي كانت تستوعب نحو مليون تلميذ تحت سن 18 عاماً، وفقاً للأمم المتحدة.

وفي ظل صعوبة تأمين مساحة آمنة لتدريس الأطفال، قررت وفاء علي، التي كانت تدير مدرسة بمدينة غزة قبل الحرب، فتح فصلين دراسيين في منزلها شمالي القطاع، حيث يتجمع العشرات من الأطفال لتعلم العربية والإنكليزية بالإضافة إلى مادة الرياضيات.

وقالت علي: "أرادت الأسر أن يتعلم أطفالها القراءة والكتابة بدلاً من إضاعة الوقت في المنزل، خاصة أن الحرب لن تنتهي قريبا".

ولا يستطيع المعلمون الوصول إلا إلى نسبة صغيرة من الأطفال الذين حرموا من التعليم بسبب الحرب، التي بدأت بعد أن هاجمت حركة حماس إسرائيل في 7 أكتوبر، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، وبينهم نساء وأطفال، حسب بيانات رسمية.

وردًا على ذلك، شنت إسرائيل عملية عسكري أدت إلى مقتل أكثر من 41 ألف شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال، وفقًا لوزارة الصحة في القطاع.

"نبذل قصارى جهدنا"

من جانبها، أوضحت آلاء جنينة، التي تعيش حاليا في خيمة بوسط قطاع غزة، أن طفلها البالغ من العمر 4 سنوات وابنتها ذات السبع سنوات، يتلقيان دروسًا في خيمة قريبة.

وقالت المراة البالغة من العمر 33 عاما، إنها زارت مؤخرا "مدرسة الخيام"، مضيفة: "لقد أحزنني ذلك. ليس لديهم ملابس أو حقائب أو أحذية. لكننا نبذل قصارى جهدنا".

وتقول وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، التي تدير عشرات المدارس بالقطاع، إن أكثر من ثلثي مدارسها دُمرت أو تضررت منذ بدء الحرب.

ووفقا للوكالة، فقد قُتل "مئات" الفلسطينيين الذين نزحوا إلى مرافق الأونروا، ومعظمها مدارس، بينما تؤكد إسرائيل
أن ضرباتها على المدارس وملاجئ الأونروا "تستهدف المسلحين الذين يستخدمون تلك المرافق"، وهو أمر تنفيه حركة حماس.

ورفضت هيئة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي الهيئة العسكرية الإسرائيلية المسؤولة عن التنسيق مع جماعات الإغاثة، التعليق، كما لم يستجب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي لطلب التعليق من الصحيفة الأميركية.

"بقع لليأس والجوع"

وقالت "الأونروا" إنها أطلقت برنامج العودة إلى التعلم، الذي سيجلب حوالي 28 ألف طفل إلى عشرات المدارس، لافتة إلى أن ذلك البرنامج سيركز على "الدعم النفسي والفنون والرياضة ومخاطر الذخائر المتفجرة، ثم سيتعمق أكثر في مواد القراءة والكتابة والرياضيات".

وفي هذا الصدد، قال المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، الأربعاء، على وسائل التواصل الاجتماعي: "الكثير من المدارس لم تعد مكانًا للتعلم. لقد أصبحت بقعا لليأس والجوع والمرض والموت".

وتابع: "كلما طالت فترة بقاء الأطفال خارج المدرسة.. كلما زاد خطر تحولهم إلى جيل ضائع. وهذه وصفة للاستياء والتطرف في المستقبل".

من جانبه، أوضح الباحث في مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني بقطر، معين رباني، أن قطاع غزة "كان لديه معدلات تعليم عالية نسبيًا، على الرغم من نسب الفقر الكبيرة التي تسوده".

وأضاف رباني أن الفلسطينيين "سعوا منذ فترة طويلة إلى التعليم للتقدم وسط ظروف اقتصادية صعبة، حيث وقد وفرت لهم الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية مختلفة فرصًا تعليمية جيدة".

ولفت في حديثه للصحيفة الأميركية، إلى أن العديد من الفلسطينيين في غزة "اعتادوا على فقدان أراضيهم ومنازلهم وممتلكاتهم، وبالتالي اهتموا بالتعليم، لأنه أمر يمكنك أن تأخذه معك أينما ذهبت".

وهناك ثمن نفسي للابتعاد عن المدرسة على الأطفال أيضًا، إذ قالت ليزلي أركامبولت، المديرة الإدارية للسياسة الإنسانية في منظمة إنقاذ الطفولة الأميركية، إن قضاء عام بعيدًا عن المدرسة والأصدقاء والملاعب والمنازل خلال صراع مسلح عنيف، "يمثل إزالة للركائز الأساسية للاستقرار والسلامة للأطفال".

وشددت على أن "عدم اليقين والتوتر وفقدان المجتمع، يمكن أن يؤدي إلى تحفيز أنظمة الاستجابة الطبيعية للتوتر في الجسم، والتي يمكن أن تكون ضارة بمرور الوقت".

واستطردت حديثها بالتأكيد على أن "تكرار هذه الأعراض أو استمرارها لفترات طويلة، قد يؤدي إلى مجموعة من النتائج السلبية على الصحة العقلية، التي لا يتعافى منها الأطفال بسهولة".

وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، قد كشفت في وقت سابق هذا الشهر، أن الأطفال في قطاع غزة "هم الفئة الأكثر تضررًا" مما يحدث هناك، وهم بحاجة ماسة لدعم نفسي وتعليمي بشكل عاجل.

وقال الناطق باسم المنظمة، كاظم أبو خلف، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، إن الوضع الحالي في غزة "يتطلب استجابة عاجلة لمساعدة الأطفال الذين يعانون من فقدان التعليم والأضرار النفسية الجسيمة التي يتعرضون لها".

وشدد على أن "جميع الأطفال في القطاع يحتاجون إلى دعم نفسي، حيث فقد ما لا يقل عن 625 ألف طفل عامًا دراسيًا منذ بدء الحرب.. وبعض الأطفال تعرضوا لبتر أطرافهم وهم بحاجة إلى الخروج من القطاع لتلقي العلاج، فيما يعاني العديد من الأطفال من الخوف والقلق بسبب الحرب".