المغرب – بقلم زينون عبد العالي:
جهود فردية وجماعية متنوعة تلك التي ووجه بها تنظيم داعش منذ إعلان خلافته المزعومة على عدة مناطق في سورية والعراق، حيث استغل ضعف الأنظمة السياسية في عدة دول بالشرق الأوسط ليمدد نفوذه ويسيطر على أجزاء مهمة من البلدان التي يتواجد بها، قبل أن يعلن عليه المجتمع الدولي حربا ما زالت مستمرة إلى اليوم.
جهود عسكرية ومدنية
ويقف العالم موحدا ضد تنظيم داعش، حيث أعلنت عدة دول غربية مدعومة بأخرى عربية تشكيلها التحالف الدولي ضد داعش لهزيمته وإنهاء سيطرته على عدة مدن في العراق وسورية، وهو التحالف الذي ساهم بشكل كبير في شل حركة تمدد داعش في منطقة الشرق الأوسط.
وفيما يوجه التحالف ضربات عسكرية ضد معاقل داعش، يقوم المجتمع المدني العربي بجهود لمحاربة هذا التنظيم، عن طريق التوعية بمخاطر التطرف ونشر قيم الاعتدال والتسامح، فضلا عن مساعدة الأجهزة الأمنية في تتبع وتجفيف منابع التطرف، وغيرها من الجهود التي تطرّق إليها موقع (إرفع صوتك) في مختلف الدول العربية.
ماذا تحقق؟
شلّ طيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية حركة تنظيم داعش التي كانت آخذة في التمدد بسورية والعراق، حيث قضت على أبرز قياديه في غارات مركزة، وذلك باعتراف التنظيم نفسه، وبذلك يكون قد فقد عقوله المدبرة للعمليات الإرهابية التي يسيطر بها على المدن والمحافظات في سورية والعراق.
ويرى محمد جواد، الخبير في الشؤون العسكرية والأمنية، أن قوة تنظيم داعش تراجعت بشكل كبير مؤخرا، حيث اشتد الخناق عليه بعد إغلاق الحدود التركية السورية التي كانت منفذه للحصول على الموارد البشرية والأسلحة، فيما تكبد خسائر مهمة في صفوف قياداته والمناطق التي كانت خاضعة لسيطرته وخاصة خلال عمليات تحرير المحافظات العراقية المحتلة.
تحرير تدمر وكوباني (عين العرب) وحمص في سورية، وأغلب المدن العراقية التي كان يسيطر عليها داعش كالفلوجة والرمادي وسنجار، يقول جواد، "أدى بداعش إلى توجيه تركيزها على القيام بعمليات إرهابية خارج الشرق الأوسط وخاصة في أوروبا، لتحويل اهتمام العالم عن الهزائم التي يمنى بها في سورية والعراق".
ويضيف المتحدث في حديث لموقع (إرفع صوتك) أن العالم لا يزال بحاجة إلى جهود إضافية لكبح جماح داعش واجتثاثه من المنطقة، فضلا عن تجفيف الخلايا التابعة له في مختلف دول العالم "كي لا يجد متنفسا آخر للانتقام ممن يحاربوه".
دور المجتمع
وعن الجهود المدنية التي يقوم بها الأفراد لمواجهة هذا التنظيم، فتنحصر حسب محمد أجبار، المهتم بالجماعات الإسلامية، في التركيز على مواجهة الفكر المتطرف، وبعض المبادرات الفنية التي تحذر من مخاطر الإرهاب والمآسي التي يتركها، إضافة إلى نشر الوعي الديني الصحيح في المجتمع.
ولا يجب أن ننسى دور الأجهزة الأمنية في البلدان العربية التي تنبري بكل حزم إلى المتشددين، يضيف أجبار، حيث ساهمت العمليات الأمنية في المغرب وتونس مثلا في تجنيب هذه البلدان عمليات إرهابية خطيرة، كان تنظيم داعش يستعد لتنفيذها، بعدما عجز عن اختراق هذا البلدان.
وناشد المتحدث عبر موقع (إرفع صوتك) المواطنين العرب بتكثيف الجهود والتنسيق فيما بينهم لمواجهة خطر الإرهاب الذي بات وبالا على الجميع، مما يستدعي الوقوف ضده بحزم أمام توفر وسائل المواجهة.
*الصورة: مقاتلات لمحاربة داعش/وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659