مصر – بقلم الجندي داع الإنصاف:
لا شكّ أنّ المتابع للأزمة الحالية بين السعودية وإيران يستطيع أن يلمس – من دون عناء – أنّها ليست الأزمة الأولى ولن تكون الأخيرة على ما يبدو، خاصّةً في ظّل الصراع السياسي الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط والخلاف الواضح في الرؤى والمرجعيات بين طهران والرياض.
الصراع بين البلدين يحمل وجهاً مذهبياً، باعتبار أن الأكثرية السعودية من المذهب السنّي فيما الأكثرية الإيرانية من المذهب الشيعي. لكنّ وجود وجه مذهبي ديني للصراع بين البلدين لا ينفي وجود خلاف سياسي على دور وزعامة كل منهما في منطقة الشرق الأوسط. فإيران حاضرة بقوة في معظم القضايا الساخنة بالمنطقة العربية ومن أمثلة ذلك الملف السوري والأوضاع في اليمن بالإضافة إلى العراق، وللسعودية وجود في ذات الملفات لكن برؤى وتوجهات مختلفة بل ومتضادة.
وبين البلدين، تظهر مصر كلاعب أساسي في المنطقة. وإثر تصاعد الأزمة بين البلدين على أثر إعدام السعودية للشيخ الشيعي نمر النمر والاعتداء على السفارة والقنصلية السعودية في إيران، هل يمكن لهذه الأزمة أن تؤثّر على القاهرة؟
التأثير على أزمات المنطقة
الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، يقول لموقع (إرفع صوتك) إنّه يستبعد وجود تأثيرات مباشرة للأزمة بين طهران والرياض على القاهرة، "لكن التأثيرات ستكون مباشرة على الأزمات الموجودة بالمنطقة".
ويشير إلى أنّ مصر تحاول الحفاظ على سياسة متوازنة مع جميع الأطراف، مذكّراً بدعم السعودية للنظام المصري الحالي وجيش البلاد.
مصر ستقف قرب السعودية؟
أمّا المحلل السياسي عصام العبيدي فيقول لموقع (إرفع صوتك) إنّ "مصر لن تترك السعودية وحدها" في حال تطوّرت الأزمة، لكنّه يستبعد أن ينجر الطرفان إلى ما وصفه بـ "حرب طائفية".
العلاقات المصرية – الإيرانية
أمّا الدكتور مدحت حماد، أستاذ الدراسات الإيرانية والخليجية، فيقول لموقع (إرفع صوتك) إنّ "الأزمة السعودية الإيرانية قد تدفع مصر لوقف خطوات كانت تفكر في اتخاذها لتحسين علاقاتها مع إيران". لكنّه أيضاً يرى فرصة لتفعيل تعاون ثلاثي بين مصر والسعودية وإيران.
ويؤكد حماد عدم إمكانية المقارنة بين علاقات مصر مع السعودية والعلاقات مع إيران، "فالعلاقات المصرية السعودية هي علاقات إستراتيجية وتاريخية ومستقرة على عكس العلاقات المصرية الإيرانية المتوترة".
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659