بقلم سامر سعدون:
شكّلت شبكات التواصل الاجتماعي إحدى أهمّ الوسائل التي لجأ إليها السوريون لتشكيل مجموعات في الفضاء الافتراضي، تقدّم الدعم الإنساني للمتضررين من الدمار الهائل الذي أصاب البلاد خلال السنوات القليلة الماضية.
وعلى الرغم من أنّ السوريين لم يكونوا معتادين على استخدام الشبكات الاجتماعية نتيجة حظرها في سورية، لكنّهم سرعان ما تأقلموا مع هذه التقنية وحوّلوها إلى ساحة للتعاون الإنساني والنشاط المدني.
صفحات ومجموعات فيسبوكية للدعم الإنساني
ظهرت العشرات من الصفحات والمجموعات على موقع "فيسبوك" مهمتها جمع التبرعات المالية والعينية ليوصلها متطوعون إلى المهاجرين من سورية، أو النازحين في الداخل من المناطق المتضررة. ومن أبرز تلك المجموعات (هيئة إغاثة سوريا) التي قدّمت الكثير من المساعدات للمهجرين السوريين في دول الجوار السوري.
ويوضح المدير التنفيذي للهيئة غسان أبوبكر في حديث مع (إرفع صوتك) أنّ "وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دوراً رئيسياً من حيث أنّها كانت إحدى أهم الوسائل لنقل المعاناة ولعبت دوراً بتوثيق الحالات المتضررة، كما أنّها كانت إحدى وسائل توثيق تلبية الحاجات من جهة المنظمات العاملة بالحقل الإغاثي الإنساني".
تطول لائحة الأمثلة على المجموعات الخيرية على موقع "فيسبوك"، ويجمعها أسلوب إنشاء حملات جمع التبرعات المخصصة لهدف معين، كالحملات المخصصة لتوفير "أضحية العيد" للنازحين والمهاجرين السوريين، والحملات الشتوية السنوية لتوفير وسائل التدفئة لمن يسكن في خيم في الدول المجاورة.
ومع ازدياد موجة الهجرة إلى أوروبا ظهرت مجموعات على "فيسبوك" تقدم المعلومات الضرورية للقادمين الجدد لتسهيل إجراءات استقرارهم وتوفير احتياجاتهم الأساسية. ومثال ذلك مجموعة "البيت السوري في ألمانيا" المختصة بتقديم معلومات حول تفاصيل الحياة في ألمانيا من دراسة وأطباء سوريين ومعلومات حول كيفية لم الشمل وما إلى ذلك.
صورة فيسبوكية تتحول إلى حملة عالمية
كما لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دوراً أساسياً في تقديم المساعدة لبعض الحالات الإنسانية الخاصة، كحملة مساعدة بائع الأقلام في لبنان. وهو الأب السوري – فلسطيني الأصل – عبدالحليم العطار، الذي ظهر في صورة يحمل ابنته، ويبيع أقلام الحبر في شوارع بيروت، بادياً في حالة مُستعصية من اليأس.
وأطلق ناشط أيسلندي يدعى “غيسور سيمونرسن” حملة على تويتر مناشداً العالم مساعدة هذا الرجل. وتمكن من جمع مساعدات بأكثر من 140 ألف دولار أميركي. وكانت الناشطة كارول معلوف هي التي تمكنت من العثور على عبد الحليم وإيصال مساعدات حملة سيمونرسن إليه.
https://twitter.com/GissiSim/status/636230365380800512?ref_src=twsrc%5Etfw
وكذلك تستخدم المؤسسات الخيرية وسائل التواصل الاجتماعي لنشر حملات إغاثة معينة، ولعل أبرزها منظمة "آفاز"، والتي أطلقت مؤخراً حملة للضغط على دول الخليج لدفعها إلى المساهمة الفعالة في إنهاء معاناة اللاجئين السوريين.
*الصورة1: لجأ سوريون إلى مواقع التواصل الاجتماعي للتعريف بقضيتهم/وكالة الصحافة الفرنسية
*باقي الصور: عن مواقع التواصل الاجتماعي.
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659