بقلم علي عبد الأمير:
أيّ أثر لمواقع التواصل الاجتماعي في الحملات الإنسانية والإغاثة في الأوقات الطارئة؟ أيّ مناسبات تمكن فيها ناشطون عراقيون، ومن خلال استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، من جمع مساعدات مادية وعينية؟ هل صارت تلك المواقع بوابات للوصول إلى متطوعين في أعمال خيرية؟ وما هي البيانات والمؤشرات الإحصائية لتلك الحملات الخيرية؟
هذه أسئلة وجّهها موقع (إرفع صوتك) إلى منظمة "المركز الوطني للتنمية والإبداع"، التي تقول إنّها تعمل على "تقليل المعاناة عن الفئات الضعيفة والمهمشة".
يقول الناشط عمر العلواني، وهو عضو في المنظمية، "نحصل على دعم من قبل أعضائنا، إضافة إلى المتبرعين العاديين أو التبرعات غير المشروطة. فالفريق جهة مستقلة، غير تابع لأي جهة سياسية ولا يعكس إيديولوجيا ولا يمثل طائفة أو مكوناً اجتماعياً، وإنما يمثل في نشاطه جميع المواطنين ويعلي الهوية الوطنية على الهويات الثانوية".
ويضيف العلواني أن متطوعي فريقه يعملون بجهد ذاتي يأخذ شكل حملات لأغراض التوعية والمساعدة، ويساهم في كل الأزمات والمناسبات التي تستوجب عملاً إنسانياً تضامنياً.
صنّاع الأمل
ومن بين لمسات الفريق التي تركت أثراً حقيقياً، ما تمثل في "حملة صنّاع الابتسامة"، التي كانت تهدف إلى "مساعدة الأيتام والأرامل والفقراء في بغداد". تقوم أساسيات الحملة على توفير الكسوة المدرسية للأطفال والقرطاسية، وبعض الأساسيات الأخرى للطالب، كما تقدم سلة غذائية للعائلة، وأحياناً توفير العمل للأرامل. فيما سيتم قريباً إطلاق مشروع جديد لمحاربة ظاهرة التسرب من المدارس بين الأطفال.
بسمة للأطفال المصابين بالسرطان
أطلق فريق "المركز الوطني للتنمية والإبداع" حملة أخرى سماها "بسمة أمل للأطفال المصابين بالسرطان". فبعد أن أثبتت الدراسات الطبية أهمية الجانب المعنوي والنفسي كونه يعتبر مرافقاً للجانب المادي (العلاجي)، يقوم الفريق بإعداد حملات ترفيهية للأطفال داخل المستشفيات لدعمهم نفسياً، وإضافة أجواء مفرحة لهم وتقديم الدعم المعنوي لذويهم في خطوة لتشجيعهم على الاستمرار بالعلاج أملاً في تحقيق الشفاء.
إغاثة النازحين
وكان لمواقع التواصل الاجتماعي الدور المهم في تحشيد الطاقات المادية والبشرية لمنظمة "المركز الوطني للتنمية والابداع"، من أجل تنظيم حملة مؤثرة لـ "مساعدة النازحين ومحاولة الوصول الى جميع الأماكن، وجعل قضية النازحين قضية رأي عام لها الأولوية في المجتمع من خلال التأكيد على أن المتضرر هو العراقي، وأن النازحين من جميع الفئات والطوائف التي تشكل روح الوطن ووجوده"، كما يقول العلواني.
ويوضح العلواني أن حملات إغاثة النازحين تنقسم إلى قسمين، داخلية (داخل بغداد) وخارجية (المخيمات في الاماكن البعيدة والنائية). وتمكن الفريق من توفير المواد الغذائية مع بعض الملابس والفرش والبطانيات وبعض الأدوات الأساسية الأخرى.
ويقدم الفريق أيضا الدعم النفسي للأهالي والبرامج الترفيهية للأطفال، حيث ترافق الحملات المادية فرقة مسرح للأطفال، وأحياناً بعض الحلاقين لحلاقة الكبار والصغار. كما تم تقديم بعض الخدمات الطبية من خلال اصطحاب الأطباء والصيدلانيين وتوفير الأدوية. كما رافق الحملة فريق قانوني لإعداد الوثائق والمعاملات الخاصة بمنحة النازحين المتوزعين على مناطق مختلفة من بغداد وخارجها، في خانقين وعامرية الفلوجة وسامراء والرمادي وحديثة وبزيبز والمحاويل والحلة.
توثيق العمل الانساني
وعلى امتداد عشرات الصور الفوتوغرافية التي خصنا بها، محمد حمودي ناصر (بكالوريوس إعلام / قسم الصَّحافة)، المُتطوِّع في "المركز الوطني للتَّنمية والإبداع"، يمكن ملاحظة التنوع الكبير والتأثير العميق لمبادرات الفريق وحملاته في تقديم العون المادي والمعنوي عبر التوعية والتثقيف، وبخاصة في بداية العام الدراسي الجديد، أو لمواجهة حالة اضطرارية كمرض الكوليرا الذي تفشى في مناطق عدة من البلاد خلال الفترة الأخيرة، حيث قام فريق متخصص بتوعية المواطنين من خطر الكوليرا وكيفية الوقاية منه.
*الصور نشرت بإذن خاص من المصور محمد حمودي ناصر، المُتطوِّع في "المركز الوطني للتَّنمية والإبداع".
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659