المغرب – بقلم زينون عبد العالي:
منذ الإعلان عن انطلاق موقع التواصل الاجتماعي الأشهر في العالم "فيسبوك" قبل عقد من الزمن، تشكّل وعي جديد لدى الشباب العربي عموماً، والمغربي تحديداً، فبات الناشطون المغاربة على هذا الموقع الأزرق يشاركون في النقاشات العمومية، ويضغطون من أجل تحقيق عدة مطالب. كما أصبح فضاءً للنقاش والتنسيق قبيل كل تظاهرة غالباً ما تنتهي بالاستجابة للإرادة الشعبية.
أصبح الفيسبوك المغربي ملاذاً للناشطين الحقوقيين والمناضلين، حيث تُعرض الأفكار لتبدأ النقاشات الساخنة. وغالباً ما يسير جلّ النشطاء في اتجاه واحد إذا ما تعلق الأمر بالقضايا الإنسانية والاجتماعية كجرائم الاغتصاب أو مصادرة الحقوق والاعتقالات، فضلاً عن الوقوف جنباً إلى جنب في مواجهة السياسات الحكومية التي يعتبرونها ضدّهم.
قوة افتراضية ضاغطة
ويحتدم الجدل في المغرب بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، كلّما تفجرت قضية معينة تحظى بالمتابعة الإعلامية والشعبية، ولعلّ أبرز ما أفرزه الاحتجاج الفيسبوكي بالمغرب، هو نجاحه في الضغط على السلطات المغربية في مراجعة عدة قرارات، كان أبرزها قرار العفو الملكي الذي صدر لفائدة إسباني أدين في جرائم اغتصاب أطفال مغاربة.
وتعود القضية إلى شهر آب/أغسطس 2013، حيث أصدر ملك البلاد عفواً عن عدّة أجانب من بينهم إسباني من أصول عراقية يدعى دانييل كالفان، كان قد حُكم عليه بالسجن ثلاثين عاماً، بعد إدانته في جرائم اغتصاب أطفال مغاربة في مدينة القنيطرة عام 2008.
ومباشرة بعد إعلان العفو على كالفان، ندّد ألاف المغاربة بما أسموه فضيحة تطال القضاء المغربي، وخرجوا في مسيرات احتجاجية تطالب بإعادة مغتصب الأطفال إلى السجن، بعد أن نسقوا ذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أنشأوا مجموعة سرعان ما ذاع صيتها إذ سجلت انضمام أكثر من 20 ألف عضو في ظرف وجيز.
وسيلة من لا وسيلة له
احتجاجات فيسبوك انتقلت إلى الشارع، إذ تظاهر آلاف المغاربة وطالبوا بإلغاء القرار، غير أنّ الأجهزة الأمنية تصدّت لهم بشكل عنيف. وعلى الرغم من ذلك، واصل النشطاء احتجاجاتهم خلال أيام متواصلة في عدة مدن مغربية، وضغطوا على السلطات الحاكمة لسحب القرار، وهو ما تأتى فعلاً يوم الرابع من آب/أغسطس حيث أعلن بلاغ للديوان الملكي سحب العفو وإقالة حفيظ بنهاشم، المندوب العام لإدارة السجون، باعتباره المسؤول عن الحادث.
وتعلّق لطيفة بو حسيني، الناشطة الحقوقية، والأستاذة بالمعهد الوطني للعمل الاجتماعي بمدينة طنجة، على دور "فيسبوك" في إثارة الاحتجاج وتحقيق مطالب المتظاهرين، في تصريح لموقع (إرفع صوتك)، قائلة "إنّ وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت وسيلة من لا وسيلة له للاحتجاج وإيصال صوته. ويتمّ استغلالها من طرف المناضلين والحقوقيين كوسيلة للتعبئة، وهو ما ظهر جلياً في قضية كالفان، حيث انتشر الخبر والتعبئة حول القضية في ظرف وجيز، والاستجابة عملياً لم تتأخر، إذ سرعان ما تم إعلانها في وقت قصير جداً".
الصورة: شعار فيسبوك / وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659