الأردن - راشد العساف:
دخل الشاب السوري باسل ميدان مع عائلته الأردن عام 2012، بقصد زيارة شقيقته لمدة أسبوع، لكن الزيارة القصيرة تحولت إلى إقامة استمرت لسنوات بسبب سوء الأوضاع في سورية.
التحق باسل، 23 عاما، بإحدى الجامعات الأردنية الخاصة ودرس تخصص الصيدلة، لكن شعوره بأنه "لم يقدم شيئا لوطنه سورية ظل يلاحقه"، فانضم إلى فريق تطوعي مع مجموعة من الشباب السوريين.
العودة الأخيرة
بعد سنتين من لجوء باسل وعائلته إلى الأردن اتصل جيرانهم لإخبارهم بأن قوات النظام السوري ستستولي على منزلهم، الواقع في منطقة الميدان بدمشق، إذا لم يعودوا إلى بلادهم.
اقرأ أيضا:
ينظرون إليهم كأبطال.. متطوعون في الموصل
هكذا يتصدى متطوعون عراقيون للإرهاب
دفع هذا الإنذار عائلة باسل إلى الرجوع إلى المنزل الذي كانت تبلغ قيمته حينها 20 مليون ليرة سورية (قرابة 40 ألف دولار). استقر الأبوان في دمشق، فيما عاد باسل وحيدا إلى الأردن لتكون تلك المرة الأخيرة التي يشاهد فيها منزله.
فريق تطوعي
أيقن باسل أن أبسط ما يقدمه لأبناء بلده في الداخل السوري ودول اللجوء هو العمل التطوعي، فأنشأ رفقة زملائه فريقا باسم "فريق ملهم التطوعي". وبعد تخرجه من الجامعة، قرر باسل أن يكرس نفسه بالكامل للفريق.
تعود فكرة إنشاء "فريق ملهم التطوعي" لشاب سوري يدعى عاطف نعنوع، وهو زميل لباسل في الجامعة. سنة 2012، قرر عاطف إقامة احتفال بسيط للأطفال السوريين في مخيم الزعتري للاجئين. نشر الخبر على صفحته في فيسبوك طالبا من زملائه التبرع بـ5 دولارات لكل واحد منهم. لقيت الفكرة ترحيبا كبيرا، وفاقت التبرعات 3000 دولار.
تزامن الاحتفال مع حدث مقتل شاب سوري اسمه ملهم الطريفي في محافظة اللاذقية. كان ملهم يقيم مع ذويه في السعودية لكنه عاد مع بداية الحرب إلى سورية لوحده ونظم حملات إغاثية لمناطق محاصرة، كما انضم إلى الجيش السوري الحر قبل أن يقتل في مواجهات عسكرية مع قوات النظام في ريف اللاذقية.
يقول باسل لـ(ارفع صوتك) بأن الفريق لم ينجح في الحصول على ترخيص للعمل كمنظمة في الأردن، ما اضطر أعضاءه لتأسيس شركة غير ربحية، والعمل في إطارها. في المقابل، نجح الفريق في الحصول على ترخيص لتأسيس منظمة في تركيا وفرنسا، ويضم اليوم نحو 170 متطوعا في سورية والأردن ولبنان وتركيا وبعض الدول الأوروبية وأميركا.
دعم طبي وكفالة أيتام
لم يتوقف باسل وزملاؤه عند حدود تقديم المساعدات البسيطة للاجئين السوريين، بل وسعوا عملهم ليشمل تقديم كفالات للأيتام والعلاج الطبي للمرضى ومصابي الحرب السوريين والتعليم بالإضافة إلى الحملات الإغاثية.
يكشف باسل أن فريقه يستقبل بشكل مستمر حالات طبية من الداخل السوري في المناطق التابعة للمعارضة ومن دول اللجوء، بمعدل يصل إلى 100 حالة شهريا. ويقدم "فريق ملهم التطوعي" دعما ماليا يتراوح بين 200 الى 10 ألاف دولار، لتمويل العلاج.
إضافة إلى ذلك، نجح الفريق في كفالة 1424 يتيما منذ عام 2014 منهم 113 في الأردن. وتتراوح الكفالة الشهرية لليتيم بين 50 دولار إلى 150 دولار، فيما بلغ مجموع قيمتها أكثر من مليون دولار.
640 طالبا
استطاع فريق ملهم إعادة ترميم منزل مهجور في مخيم اليرموك، في دمشق، وتحويله إلى روضة أطفال عام 2016، استقبلت 115 طفلا. ورغم أن الروضة لا تمنح شهادات معترف بها، إلا أن "الفكرة من إقامتها هي تلقي الطفل تعليما مناسبا لعمره إلى أن تستقر الأمور"، كما يقول باسل.
640 طالبا هو مجموع الطلاب المكفولين من قبل الفريق في سورية ودول اللجوء، منهم 186 طالبا جامعيا من مختلف التخصصات ضمن "صندوق حلم للتعليم" التابع للفريق. يصل مجموع قيمة الدعم إلى مليون دولار.
ويضيف باسل أن الفريق قدم دعما ماليا لجامعة إدلب، خلال عامي 2015 و2016، بعد سيطرة المعارضة على المحافظة.
ويعتمد فريق ملهم التطوعي في عمله على التبرعات. ويكشف باسل ان الفريق تمكن بدءا من عام 2014 من جمع نحو أربعة ملايين دولار، بعدد متبرعين وصل 15405 متبرعا من مختلف أنحاء العالم.
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659