قوات نظامية سورية في دير الزور - أرشيف
قوات نظامية سورية في دير الزور- أرشيف

المصدر - موقع الحرة:

دخلت قوات النظام السوري الجمعة إلى غرب مدينة الميادين، أحد آخر أبرز معاقل تنظيم داعش في شرق سورية، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأضاف المرصد أن قوات النظام السوري سيطرت على عدة أبنية في القسم الغربي من المدينة بعد تقدمها من جهة البادية.

وكانت وكالة رويترز قد نقلت عن مسؤولين استخباراتيين أميركيين قولهما إن داعش ربما نقل معظم عناصر قيادته الآخذة في التقلص، من مدينة الرقة إلى مدينة الميادين.

وتشكل مدينة الميادين إلى جانب البوكمال الحدودية مع العراق آخر أبرز معاقل التنظيم في محافظة دير الزور.

تحديث (8:05 ت.غ)

قتل عدد من المدنيين ليل الخميس الجمعة جراء غارات روسية استهدفتهم أثناء عبورهم نهر الفرات جنوب مدينة الميادين في شرق سورية، وفق ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية "تسببت غارات روسية ليلا بمقتل 14 مدنيا على الأقل بينهم ثلاثة أطفال أثناء عبورهم نهر الفرات على متن عبارات في قرية جنوب مدينة الميادين"، الواقعة تحت سيطرة داعش.

وكان ناشطون معارضون ومدنيون، وكذلك المرصد السوري، قد قالوا الخميس إن طائرات عسكرية يعتقد أنها روسية قتلت ما لا يقل عن 60 مدنيا أثناء محاولتهم الفرار من القتال الضاري في محافظة دير الزور عندما استهدفت قواربهم الصغيرة وهم يحاولون عبور نهر الفرات.

وأضافوا أن الطائرات استهدفت زوارق مطاطية وقوارب تحمل عشرات الأسر الفارة من مدينة العشارة على الضفة الغربية للفرات، جنوب مدينة دير الزور، عاصمة المحافظة.

وتدعم روسيا حملة للقوات النظامية السورية لاستعادة دير الزور الواقعة على حدود العراق.

وتسعى القوات النظامية للتقدم باتجاه مدينة الميادين الواقعة بالمحافظة على بعد 44 كيلومترا جنوب شرق مدينة دير الزور.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الطيران الروسي كثف ضرباته في محافظة دير الزور في الأيام الأخيرة. ووثق المرصد مقتل 185 مدنيا على الأقل من بينهم ما لا يقل عن 45 امرأة وطفلا بين يومي السبت والخميس الماضيين جراء القصف الجوي.

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

مواضيع ذات صلة:

قطار خاص بنقل السياح في محيط العاصمة السورية دمشق- أرشيف 2015
قطار خاص بنقل السياح في محيط العاصمة السورية دمشق- أرشيف 2015

في يناير من العام الجاري، أصدرت وزارة السياحة في حكومة النظام السوري، بياناً قالت فيه، إن أكثر من 2.17 مليون سائح من جنسيات عربية وأجنبية، زاروا المناطق الخاضعة لسيطرة النظام خلال عام 2023.

وهذه الأرقام بلغة المال، حققت نحو 125 مليار ليرة سورية، بنسبة ارتفاع وصلت إلى 120% عن عام 2022، بحسب بيان الوزارة.

والكثير من هؤلاء السياح، وفق مصادر إعلامية محلية وغربية، تستهويهم فكرة السفر إلى دول تعاني من الحروب والأزمات أو الدمار، بدافع الفضول وأحياناً محاولة كسر الصورة النمطية، التي تصم العديد من الدول بأنها "غير آمنة" و"خطرة جداً" أو يتم التحذير من السفر إليها تحت مختلف الظروف.

عام 2016، نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريراً يشرح عن هذا النوع من السياحة، الذي أسماه بـ"السياحة المتطرّفة"، مشيراً إلى وجود رغبة لدى العديد من السيّاح الغربيين باستكشاف مغامرات جديد، عبر زيارة المواقع التي دمّرتها الحرب وحوّلتها إلى أنقاض.

وتناول سوريا كأحد النماذج، باعتبارها وجهة للكثير من السياح الغربيّين، الذين يدخلونها "تهريباً" عبر لبنان بمساعدة سائقين وأدلّاء، بهدف الوصول إلى أماكن طالتها الحرب وغيّرت معالمها، دون اللجوء إلى دخول البلاد بشكل قانوني.

وهناك شركة سياحية تروّج لزبائنها أنها ستقدم لهم "تجارب مختلفة من السفر والاستكشاف في مناطق ليست تقليدية للسياحة"، وتطرح إعلانات للسياحة في اليمن والصومال وسوريا والعراق وأفغانستان، تحت عنوان "السفر المُغامر"، لاجتذاب شريحة خاصة من عشاق وهواة هذه التجارب المثيرة للجدل.

"سياحة الدمار" صارت تمثل للراغبين في زيارة سوريا "بديلاً" عن زيارة المناطق الأثرية التقليدية التي كانت أكثر جذباً قبل اندلاع الحرب الأهلية، خصوصاً أن العديد منها تعرض لأضرار ودمار دون أن يتم ترميمه وإعماره وتهيئته لاستقبال السياح لاحقاً، كما أن الوصول لبعضها بات شبه مستحيل.

ترويج للنظام أم إدانة له؟

برأي الصحافي الاستقصائي السوري مختار الإبراهيم، فإن "مشاهدة مناظر الدمار ومواقع الخراب السوري بغرض السياحة، تعكس استخفافاً كبيراً بآلام الضحايا ومآسي ملايين السوريين الذين تضرّروا جرّاء الحرب".

ويقول لـ"ارفع صوتك": "زيارة سوريا بغرض السياحة بشكل عام تُقدّم خدمة كبيرة للنظام السوري من حيث الترويج لسرديات انتصاره في الحرب، وعودة سوريا إلى ما كانت عليه".

"فالنظام السوري مستعد أن يبذل الكثير في سبيل الترويج للسياحة في مناطقه، فما بالك أن يأتي السياح ويرفدوا خزينته على حساب كارثة عاشها ملايين السوريين!"، يتابع الإبراهيم.   

ويحمّل قسماً كبيراً من المسؤولية لبعض المؤثرين على "يوتيوب" و"تيك توك"، الذين "روّجوا خلال السنوات الماضية للسياحة في سوريا وإظهار أنها آمنة عبر عدسات كاميراتهم، لحصد المشاهدات" وفق تعبيره.

من جانبه، يقو الصحافي السوري أحمد المحمد: "على الرغم من أن سياحة الموت تخدم النظام من جهة ترويج أن مناطقه باتت آمنة لعودة السيّاح، إلا أنها تُدينه أيضاً". 

ويوضح لـ"ارفع صوتك" أن "مشاهدة مناظر الدمار بغرض السياحة يُمثّل توثيقاً حيادياً للتدمير الذي أحدثته آلة النظام العسكرية في البلاد".

وطالما تعرضت مصادر المعارضة السورية في توثيق الدمار للتشكيك من قبل النظام نفسه، بحسب المحمد، مردفاً "تم اتهامهم بالفبركة الإعلامية، بينما منع النظام خلال السنوات الماضية وسائل الإعلام الأجنبية من التغطية الحرّة لمجريات".

في النهاية، يتابع المحمد "مهما بذل النظام من جهود ترويجية حول عودة مناطقه آمنة، فإن واقع الحرب السوري أكبر من الترويج بكثير، لا سيما أننا في كل فترة قصيرة، نسمع عن حالات اختطاف لسيّاح قدموا للترفيه فوق معاناة السوريين".